حل وزيرا الخارجية التونسي والمغربي، أمس، بالجزائر للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي، الذي ينعقد اليوم في العاصمة، ويخصص للمسائل الأمنية، وتطرح الجزائر ثلاث أولويات ضمن مقترحاتها لتنسيق أمني مغاربي، تتعلق بمحاربة التهريب والمخدرات، ومحاربة الإرهاب، وهي محاور تخضع معا لما يعرف ''التنسيق الحدودي''. وافتتحت أشغال تمهيدية لاجتماع وزراء خارجية المغرب العربي، أمس، وذلك على مستوى خبراء البلدان الخمسة، وذكر وزير الخارجية، مراد مدلسي أن وزراء الخارجية المغاربيين التقوا في فيفري الماضي بالرباط وتبين لهم آنذاك أن قضية الأمن أضحت ذات ''أولوية''، وأضاف أثناء استقباله لوزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني أمس، أن الجزائر اقترحت حينها عقد لقاء يسمح لوزراء الخارجية المغاربيين ب''توحيد مفهومهم'' لكافة التهديدات. وشرح بخصوص الاجتماع الذي يعقد اليوم بالجزائر ''سيسمح لوزراء الخارجية المغاربيين بالخروج بتوصيات أو قرارات'' يمكن من خلالها مواجهة هذه المخاطر بصفة ''جيدة'' أو بصفة ''أحسن'' من معالجتها اليوم من طرف كل دولة على حدى. وذكر أن الهدف من هذا الاجتماع هو جمع الشمل في المجال الأمني بين الدول المغاربية، واصفا ذلك ب''الخطوة المركزية''. وشدد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني على ضرورة ''التنسيق والتشاور ووضع الخطط المشتركة بين دول الاتحاد المغاربي لمواجهة التحديات الأمنية بهدف مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والأسلحة وغيرها''، وقال العثماني في تصريح بمطار هواري بومدين أمس، إن التحديات الأمنية تشكل اليوم ''هاجسا أساسيا'' ليس فقط للاتحاد المغاربي بل لكل دول العالم، وقال عن اجتماع مجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي الذي تحتضنه الجزائر اليوم ''بداية لتنسيق معمق في القضايا الأمنية تشمل الهجرة السرية وتجارة المخدرات والإرهاب وأمن الحدود والإجرام''، وأضاف متفائلا أن دول الاتحاد المغاربي ''لها جميع القدرات لكي تنجح في رفع هذه التحديات الأمنية''. وأكد في سياق متصل على وجود ''إرادة مشتركة لإعطاء نفس جديد للاتحاد المغاربي''، مضيفا أن ''الجميع مقتنع بأن بناء وتجديد الاتحاد المغاربي شيء ضروري''، وعليه ''يجب الاشتغال على جميع المستويات السياسية والاقتصادية وأيضا على المستوى الأمني''. وقبل وصوله الجزائر، قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن ''الوضع الأمني في ليبيا بات يقلق تونس''، وأضاف أن ''هذه المسألة الخطيرة لا تهم ليبيا أو تونس فقط، وإنما تهم كافة دول المغرب العربي، ولاسيما على ضوء الوضع في شمال مالي الذي تسيطر عليه جماعات مسلحة متشددة، منها جماعات موالية لتنظيم القاعدة''. وتتحفظ الجزائر على تضمين المشكلات الأمنية للساحل الإفريقي، ضمن محاور التعاون المغاربي، لكن احتمال حصول تحول ما في اجتماع اليوم واردة، وقالت الجزائر حول التنسيق بين دول الساحل في مجال مكافحة الإرهاب في غياب المغرب ''لم يكن من الداعي التساؤل عن التحفظات السياسية'' بحيث ''هناك أوضاع تختلف من منطقة إلى أخرى... المنطق الذي كان سائدا حول مسألة الأمن في هذه المنطقة كان مبنيا على أن الدول المتاخمة للصحراء قررت العمل معا لمكافحة الإرهاب''.