هواتف نقالة متطورة، ملمع الأظافر، لافتات مغشوشة، هي من بين الحيل التي يهتدي إليها أغلب الجزائريين، للإفلات من الرادارات الأمنية، خاصة على مستوى الطريق السيار ''شرق غرب''، الذي تحوّل إلى ''رالي سرعة''. لازال إرهاب الطرقات يحصد ضحاياه، ويخلف الجرحى بأعداد يعجز عن عدّها، إذ لا يمر يوم دون وقوع حادث مرور، بسبب الإفراط في السرعة، وتهوّر السائقين الذين أصبحوا يلجأون إلى مختلف الحيل للإفلات من نقاط المراقبة المرورية، لاسيما أجهزة الرادار التي أصبحت أكثر ما يقلق ''عشاق السرعة'' على الطرقات، والذين يتجاوزن تلك المحدّدة قانونا ب120 كلم في الساعة. وحسب مستعملي الطريق السيار شرق غرب، فإن هذا المسلك يشهد بصفة منتظمة نصب رادارات على طول الطريق وبأماكن لا يتفطنون لها، كنصب الرادار فوق خزانات خاصة بالمياه، وتحت الأشجار. غير أن هذه الوسائل المستعملة في نصب الرادارات دفعت بالسائقين إلى البحث عن حيل وسبل للإفراط في السرعة، دون أن يجد نفسه أمام مخالفة مرورية قد تؤدي إلى سحب رخص السياقة أو المتابعة القضائية. وفي هذا السياق، قال أحد السائقين، رفض ذكر اسمه، إن البعض يزوّدون سياراتهم بلوحات لا يلتقطها الرادار، وهي عبارة عن شريط لاصق يشوّش على عمل هذه الأجهزة، حيث يتم تركيبها بأسعار مرتفعة تصل إلى 5000دينار. ومن بين الحيل المستعملة أيضا، ملمع الأظافر الذي تطلى به اللوحات ويعكس أشعة الرادار، ولا يمكن للسيارة أن تظهر على شاشته. كما كشف أحد أعوان الشرطة أن السائقين يلجأون إلى استعمال تكنولوجيات متطورة، كالهواتف النقالة من نوع آيفون، والبلاك بيري، لاحتوائها على خدمة تقوم بالكشف على وجود الرادار على بعد مسافة معيّنة، ما يجعل السائقين ينقصون من السرعة. لا مجال للإفلات من الرادار ورغم من كل الحيل المستعملة، فإن جهاز الرادار يتمكن من كشف كل المعلومات المتعلقة بالسيارة ولوحة ترقيمها وكذا سرعتها. وفي هذا الإطار، أوضح المكلف بالاتصال على مستوى قيادة الدرك الوطني، المقدم ''كرود عبد الحميد''، أن لوحة ترقيم السيارة وكذا السرعة التي يمشي بها السائق تظهر على الجهاز على بعد 3 كلم. كما أضاف أنه رغم هذه الحيل التي يستعملها البعض، فإن الرادار يمكنه التقاط سرعة وصورة السيارات التي على لوحة ترقيمها مادة ملمعة أ والتي تحمل لوحات ترقيم مصنوعة من الشريط اللاصق ''أوتو كولون''. مشيرا إلى أن رادارات الدرك بها كاميرات خلفية وأمامية، تسهل العمل وتسمح بالتعقب الجيد للمفرطين في السرعة، وأن كل من يتجاوز 120 كلم تسحب منهم رخصة السياقة مباشرة، أما من يحاولون الفرار، فيتم الإبلاغ عنهم، وعند توقيفهم يتم تحويلهم على العدالة. من جهته، أكد رئيس جمعية ''طريق السلامة''، محمد العزوني، أن أجهزة الرادار وقائية، وكل من يستعمل حيلا للتهرّب منها يعاقبه المشرّع الجزائري.