كانت الحرارة على أشدّها حينما قصدنا ميناء سيدي فرج، الذي رست فيه عشرات القوارب، خصّص بعضها للنزهة والاستجمام، حيث لم يمنع الحرّ الذي ميّز تلك الأمسية عديد العائلات، خاصة القادمة من خارج الجزائر العاصمة، من أن تستقل تلك القوارب مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 2 مليون سنتيم ليوم كامل. كان الإقبال كبيرا على الميناء في زيارة صادفت نهاية الأسبوع، سواء من قبل العائلات العاصمية أو القاطنة بمدن أخرى من الوطن، التي فضلت المناطق الساحلية، مثل شاطئ سيدي فرج، خاصة الميناء، حيث تعرض على المصطافين نزهة في عرض البحر، تختلف أسعارها حسب نوعها ومدّتها وكذا حسب حجم الزورق، لتتراوح أسعار الرحلة البحرية ما بين 500 و2000دج، لتصل إلى 20 ألف دج في حال ما تعلّق الأمر برحلة تستغرق يوما كاملا وتتجه من سيدي فرج حتى شواطئ ولاية تيبازة، بينما يدفع عن نزهة من سيدي فرج إلى موريتي مبلغ مالي يتراوح بين 100 و150دج للفرد الواحد أو مبلغ 500دج لعائلة مكونة مثلا من 5 إلى 6 أفراد، خاصة أن هناك عائلات تفضّل أن تكون بمفردها على القارب، وهو ما أكدته لنا إحدى العائلات التي التقيناها هناك، كانت تهم بركوب أحد تلك القوارب. وعن هذه الرحلات، أكد لنا بعض مسيّري الزوارق أن من بين طالبي هذا النوع من الرحلات، من يودّ الإبحار فترة ثم التوقف لفترة أخرى في عرض البحر قصد الصيد أو النزول إلى البحر. كما أن هناك، يضيف محدثنا، من يريد الاستمتاع برحلته دون توقف وهو ما يتطلّب كميات من البنزين للقارب، ما يفسّر، حسبهم، تكلفة الرحلة التي قد تصل حتى 20 ألف دج. وعن وجود زبائن يدفعون ذلك المبلغ مقابل رحلة بحرية، قال محدّثنا إنهم كثيرون، لأن المهم لديهم الاستمتاع بزرقة البحر رفقة عائلاتهم. ورغم الإقبال على مثل هذه الرحلات طوال الفترة الصيفية، إلا أن هناك مشاكل تعترض أصحابها، حسب ما أكده لنا السيد عز الدين، مالك لعدد من الزوارق، حيث قال إن ما يدفعونه لمصلحة الضرائب نظير الرسو على الميناء، يتراوح بين 4000 و15ألف دج، حسب حجم الزورق وكذا ضريبة أخرى ب5 ملايين سنتيم مقابل السجل التجاري لكراء سفن وزوارق النزهة، ناهيك عن مبلغ مالي لا يقل عن 4 ملايين، ثمن تجديد وسائل أمن الزورق مثل سترات نجاة المسافرين وأضواء التحذير، وهي من بين الشروط التي تفرضها مصلحة تسيير ميناء سيدي فرج، مع دفع مبلغ 8 ملايين سنتيم في السنة مقابل الرسو وبالميناء. وعن هذه المسألة، أضاف السيد عز الدين أنه وزملاءه مستعدّون للتوقف عن النشاط مؤقتا، مقابل تنظيمه واختيار أشخاص مسؤولين، عوض شباب طائش يعبث بأرواح عائلات بأكملها، خاصة أن الميناء شهد هذه السنة دخول قوارب جديدة لا تحترم أدنى شروط النشاط.