يضرب ميناء سيدي فرج في هذه الفترة للناس موعدا مع متع الحواس، حيث تتراص الزوارق على امتداد المنطقة المينائية، لتصنع مشهدا ملفتا للانتباه، فهي بأشكالها وأحجامها وكذا أسمائها المميزة لا تثير الرغبة في النزهة فحسب، إنما تثير الفضول لدى كل من يمر من أمامها تقريبا لمعرفة سر تلك الأسماء. منظر مثير تشكله الزوارق بحركات الذهاب والإياب، والزورق أو القارب اسم يطلق على كل مركب لم يتعد طوله 24 مترا، حيث إذا زاد على ذلك أصبح سفينة، وتاريخيا يروى أن صناعة الزوارق ظهرت منذ القدم مع جريان الأنهار والروافد والأحواض المائية، وقد اشتهرت بها العراق على وجه خاص، ومع مرور الزمن صار لكل زورق اسمه الخاص، باعتبار أن لكل نوع مهمة خاصة يؤديها، فمنها ما يستخدم للنزهة والمتعة، ومنها ما يستعمل لصيد الأسماك والطيور، وعموما تختلف القوارب والسفن من حيث السرعة، الحمولة والحجم. وبميناء سيدي فرج، حيث تنتشر الزوارق المخصصة للمتعة، يتوافد العديد من الناس الراغبين في رحلة وسط ديكور أزرق يريح الأعصاب، ليدفعوا بالمقابل بين 400 و2000دج، وهو سعر تتحكم فيه طول المسافة المراد قطعها، لكن يبقى السؤال، هل هناك بالمقابل عوامل تتحكم في تسمية القارب؟ أم أنها مجرد تسميات تم إطلاقها اعتباطيا؟ من الأسماء التي لفتت نظرنا: جاسمين، رمزي، ملاك، بديعة، كريم ويونس وغيرها من الأسماء التي حملتها الزوارق المتراصة في ميناء سيدي فرج، إلى جانب الترقيم الخاص لكل واحد منها، وبهذا الخصوص سألت "المساء" بعض ملاكها، وعلى وقع الأمواج المتلاطمة، صرح لنا أحدهم أن تسمية الزورق أمر تفرضه المؤسسات التي تتولى صنعها، حيث تطلب من الشخص الراغب في اقتناء زورق اقتراح ثلاثة أسماء لتختار من ضمنها واحدا تطلقه على الزورق مرفوقا برقم التسجيل. ووراء كل اسم حسب تصريحات محدثينا سبب معين، فالتسميات باختلافها تعد إسقاطا لأشخاص أو أماكن يكن لها أصحاب القوارب حبا خاصا، وعلى هذا الأساس تتنوع الأسماء بين تلك التي تشير إلى الأسماء الشخصية وأسماء أبنائهم وبين تلك التي ترمز إلى أسماء أولياء صالحين أو أماكن مشهورة تاريخيا، وهو ما تدل عليه بعض التسميات مثل لالا خديجة وجبل طارق.