يطلق سكان بشار ومحبو القارئ حادي عبد الرحمان الذي يعمل ككهربائي بجامعة بشار، عليه لقب سعد الغامدي، ذلك لأن المستمع إليه لا يكاد يجد فوارق بين صوته والصوت الملائكي للشيخ سعد الغامدي، إلى درجة بات لقاؤه بهذا الشيخ من أكبر أمنياته. واستطاع هذا المقرئ أن يصنع لنفسه حضوراً إلى جانب جهابذة القرّاء كالشيخ أحمد الساوري، الحاج وهابي والحاج صبرو. كيف كانت البداية مع حفظ كتاب الله؟ بدأت متأخّراً حفظ القرآن أي في سن 18، وهذا بداية من سنة 2000، ووفّقني الله عزّ وجلّ في إتقان القرآن الكريم حفظاً وترتيلاً على يد الشيخ محمد بطي، إمام مسجد عبد الله بن عباس بشار، كما تتلمذت على يد المدرّس حمو قطاب إمام مسجد التوبة ببشار. ألاَ ترى أن بداياتك كانت متأخّرة في حفظ القرآن الكريم؟ نعم أعترف بذلك، ولكن من الواجب أن ننظر إلى الأمر بقيمة تربوية وعقائدية، من أن حفظ كتاب الله لا يرتبط بمستوى معيّن أو مرحلة عمرية معيّنة، بل يجب على المسلم طيلة أيّام حياته أن يكون موصولاً بكتاب الله سواء قراءة أو حفظًا. كيف كانت البداية مع الإمامة وهل كانت لك مشاركات خارج الولاية؟ منذ أن أنهيت حفظ كتاب الله وأتقنت أحكام تلاوته، وفّقني الله العلي العظيم في إمامة المصلّين في كثير من مساجد الولاية، منها مسجد عبد الله بن عباس، مسجد أبي سعيد الخذري، مسجد الأرقم، مسجد التوبة، مسجد الصحابة ومسجد أبي زرارة. يقال إنه توفّرت لك فرصة لإمامة المصلّين في العاصمة؟ نعم وتحديدًا مسجد بئر توتة بالعاصمة، والحقيقة أحمد الله على هذه المنّة والفضل، لخدمة عباده خلال شهر رمضان، لكن في الوقت ذاته أصارحك القول بأنّني تأثّرت كثيرًا بهذا الاهتمام الذي يبديه الجزائريون في مختلف مناطقهم بكتاب الله خلال رمضان، وأدعو الله أن يديم علينا هذه النعمة. على ذكر الاهتمام بكتاب الله خلال رمضان، ما تقييمك لأداء المدارس ودور الحفظ القرآنية بولاية بشار؟ يؤسفني أن أقول إن هناك تراجعا كبيرا في الإقبال على حفظ القرآن الكريم، ولاسيما في بعض البلديات والقرى وربّما سبب ذلك عدم وجود مدارس عصرية متخصّصة كما في بعض الدول المجاورة. كما أصارحك القول إنّ تعليم القرآن في بشار لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب نظرًا للإهمال من طرف الأولياء من جهة والجهات المختصة من جهة أخرى والاهتمام الموسمي التي توليه له القلّة القليلة. هل شاركت في أيّ مسابقات محلية أو وطنية؟ بالفعل، فقد مَنّ الله عليّ بالحصول على جائزة حفظ نصف القرآن 1999 من مسجد عبد الله بن عمر بمناسبة المولد النّبويّ، كما تحصّلت على جائزة حفظ القرآن الكريم في مسابقة جمعية علماء المسلمين من مسجد منوقة ببشار وجائزة حفظ القرآن الكريم في مسابقتين وطنيتين من تنظيم وزارة الشؤون الدينية بترتيب الثالث في الأولى والعاشر في المسابقة الثانية.