يمتاز المقرئ بن الطيب عبد الجليل بقراءة خاصة للقرآن الكريم تميّزه عن غيره، التقته ''الخبر'' وهو بصدد مغادرة مدينة الأغواط باتجاه عاصمة الغاز حاسي الرمل الّتي تستضيفه منذ سنوات لإمامة المصلّين في صلاة التّراويح بمسجد التّقوى. سرد الأستاذ رحلته الشيِّقة مع القرآن الّذي حفظه في كتاتيب مدينة الأغواط بمسجد الصحوة ومسجد الإمام حسين وأحمد شطة قبل بلوغه سنّ الخامسة عشر، بروايتي ورش وحفص تحت إشراف الشيخ بلقاسم كيرد وبوعيشة والشيخ قدور موتح، كما تلقّى علوم التّجويد والتّرتيل على يد نفس المشايخ. وعن إمامة المصلّين، فقد كان أوّل ظهور للمقرئ بن الطيب في سن السابعة عشر بمسجد الصحوة بمدينة الأغواط، ليواصل الحديث عن رحلته مع القرآن بالتّوقف عند فترة دراسته الجامعية بجمهورية مصر تحضيراً لنيل شهادة الماجستير، حيث التقى بالعديد من المشايخ والقرّاء أمثال الشيخ مجاهد والشيخ محمد السيد والشيخ محمّد صلاح، ممّا سمح له بأخذ الإجازة منهم في روايات قالون وابن كثير وأبو جعفر، وإمامة المصلّين في العديد من المساجد المصرية. وقد تلقى الشيخ العديد من العروض لإمامة المصلّين بالكثير من المدن الجزائرية كالجزائر العاصمة، إلاّ أنّ ارتباطه بمدينتي الأغواط وحاسي الرمل جعلته يحجم عن تلبية دعوات طالبيه، مشيراً في هذا السياق إلى ترشّحه للمسابقة الدولية لحفظ القرآن سنة 2005 بعد نيل المرتبة السادسة وطنياً، وكذا المشاركة في مسابقة فرسان القرآن، مؤكّداً أنّ الشيخ ''ياسين الفقيه'' من الجزائر أفضل المقرئين لديه، ومن الوطن العربي شيخ القراء ''محمود الحصري والمنشاوي ومحمّد حصان وماهر المعقلي وسعد الغامدي الّذي تأثّر به كثيراً، رغم أن المقرئ ابن الطيّب يُفضِّل الأداء الخاص لكلّ قارئ، بعيداً عن التّكلّف والتّقليد. وأرجع الأعداد الكبيرة لحفظة القرآن ومقرئيه بولاية الأغواط إلى المشايخ الّذين يبذلون جهوداً كبيرة في تعليم الشباب، أمثال الشيخ رضا شوشة الّذي يمتلك القراءات العشر، مؤكّداً تطلّع الشباب المحلي لحفظ كتاب الله، ممّا ساهم في انتقال بعضهم إلى العديد من مدن الشمال لإمامة المصلّين في صلاة التّراويح، كالجزائر وعنابة.