أعلن إطارات وقياديون سابقون في جبهة القوى الاشتراكية، يتقدمهم الأمين الوطني السابق، كريم طابو، استقالتهم الجماعية من الأفافاس ونيتهم في إنشاء حزب جديد. وأوضح أعضاء في المجلس الوطني وأمناء فدراليون سابقون، أمس، في لقاء بالصحافيين بالعاصمة، أن الأفافاس أصبح بالنسبة إليهم جزءا من الماضي. ووفق تعبير فريدة مسعودي، منتخبة وعضو في المجلس الفدرالي لتيزي وزو، فإن خيار الخروج من الحزب فرض على المستقيلين.. ''لقد حاولنا النضال في الداخل لكن دون جدوى''. وكان الأمين الوطني السابق للحزب، كريم طابوا، أكثر وضوحا: ''لقد تجاوزنا الآن الحاجز العاطفي والنفسي للخروج، نحن نتمنى حظا سعيدا للأفافاس''. وأضاف: ''المسار انطلق وسيلتحق إطارات آخرون بالركب، نحن نرفض الانخراط في حرب مواقع أو ننخرط في تكتلات، لا أمل في التغيير من الداخل''. وسجل طابو أن الحزب ''لم يشهد في تاريخه أزمة مماثلة، لم يشهد سقوطا شبيها بهذا، في تاريخنا لم نبلغ هذا الانحطاط، والمساس بكرامة المناضلين من قبل أعضاء الأمانة الوطنية''. ووفق تصوره، فإن القيادة الحالية تقود ''عملية انقلاب داخلي''، أو ما وصفه ب''إنشاء حزب جديد يحمل ماركة الأفافاس، بيع للمخابرات''. وعبر عنه الأمين الولائي السابق للحزب، بسكرة بوحيتم شعبان، بالقول إن الأفافاس ''سقط في حضن النظام''. وأعلن المستقيلون، وعددهم 60 حسب منشطي اللقاء الصحفي، عن إطلاق عملية تفكير عميق واستشارة واسعة لقواعد الحزب، لإنشاء ''إطار قادر على جمع وحمل طموحات الجزائريات والجزائريين''. وسألنا منشطي اللقاء إن كان الأمر يتعلق بإنشاء حزب جديد، لكن أغلبهم تجنب الرد مباشرة. وأوضح أمين فدرالية بجاية السابق، خالف فريد، الذي أقيل من منصبه قبل أشهر، ''ما قمنا به هي الخطوة الأولى، ونقرر لاحقا ما سيتبع''. لكن كريم طابو كان أكثر صراحة، مؤكدا مضي مجموعته في إطلاق مشروع لكسر الجمود القائم في البلاد والحزب (الأفافاس) ومواجهة التخلف السياسي والأخلاقي في البلد. ورغم إعلانه رفضه لطريقة عمل مجموعة زناتي بوهادف، قال طابو إنه ''يدعم أي تحرك لفتح نقاش على أساس ديمقراطي في إطار احترام القيم والأخلاق السياسية''. وأعلن القياديون المستقيلون، في تصريح كتابي تلي في بداية الندوة الصحفية، ''إنهم ما كانوا يرغبون أن يوضعوا في هذا الموقف المتطرف تجاه حزبهم السابق ورفقائهم في النضال، لكن الانحراف الذي تقوده القيادة الحالية، الماضية في وضع الحزب تحت هيمنة السلطة، لم تترك لنا خيارا آخر''. وأضافوا ''لا نريد أن نكون متواطئين في الاتصالات القائمة على غرة من المناضلين''.