قام الجناح المعارض، داخل الأفافاس أول أمس، بتنظيم أول تجمع شعبي بمدينة تيزي وزو، في نداء أطلقوا عليه ''تجمع الأمل''، نشطته شخصيات معروفة وهي مصطفى بوهادف وعلي قربوعة وجودي معمري إضافة إلى القيادي البارز جمال زناتي والممثل السابق للحزب بالخارج سمير بوعكوير. أظهر ''تجمع الأمل'' الذي نظم بمقر البلدية القديم بوسط مدينة تيزي وزو، أن معارضي الأفافاس يعانون من خلافات داخلية حادة، حيث غاب عن التجمع كريم طابو والعديد من الشخصيات الموالية له، وغياب ممثلي ولايات غرداية وبرج بوعريرج والبويرة وبومرداس، عكس ما شهدته الاجتماعات السابقة. وأكد القيادي السابق في الأفافاس جمال زناتي، في خطابه أن مشاركته في هذا التجمع تهدف إلى ''مواصلة نضال حسين آيت أحمد الذي تبناه قبل وخلال الثورة التحريرية والاستقلال''، وانتقد القيادة الحالية للحزب واتهمها بخيانة مبادئ الحزب ''الأفافاس كان يدافع عن جزائر دولة ديمقراطية لا بوليسية ولا أصولية، واليوم نرى أنه تورط مع النظام البوليسي الذي يمهّد لتأسيس دولة أصولية''. وندد جمال زناتي، بتغيير الأفافاس لخطابه السياسي ،وقال إن هدفه من العودة للساحة السياسية هو ''إنقاذ الأفافاس وإعادته للمناضلين والشعب'' قائلا: ''الأفافاس تاريخ وذاكرة ونضال، يجب أن يستعيد مبادئه ويدافع عن مصالح الشعب''. كما تطرق إلى الوضعية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر، مؤكدا أن ''حصيلة 50 سنة من الاستقلال سلبية على جميع الأصعدة''. من جهته، أكد السكرتير الوطني السابق للأفافاس علي قربوعة، أن ''الإدارة الحالية للحزب عقدت صفقة مع النظام حول عدد المقاعد البرلمانية''، مشيرا إلى أن ''تقارير الفدراليات عبر التراب الوطني جاء فيها إجماع على مقاطعة التشريعيات، لكن هذه التقارير تعرضت للتزوير''، وأرجع حملة المعارضة التي يشهدها الحزب داخليا إلى ''عرض القيادة حزب الأفافاس للبيع، فلا نستطيع أن نصمت أمام هذه التجاوزات''. واستغل السكرتير الوطني السابق للأفافاس جودي معمري، التجمع ليرد على القيادة الحالية التي اتهمته بخيانة الحزب وإثارة البلبلة في صفوف المناضلين ''نحن خرجنا من الساحات العمومية وسنناضل من أجل إعادة الأفافاس إلى المناضلين''، واقترح ضرورة ''تأسيس قطب ديمقراطي بالجزائر كحل سياسي للبلاد''. وهو ما تطرق إليه مصطفى بوهادف، السكرتير الوطني السابق للحزب الذي أشار إلى أن المعارضين في الأفافاس يسعون لإيجاد بديل ديمقراطي بالجزائر وذلك بعقد ندوة وطنية لتأسيس قطب ديمقراطي يجمع القوى والتشكيلات السياسية الديمقراطية يكون الأفافاس نواته الصلبة والرئيسية. ورد بوهادف على منتقديه الذين اتهموه بترك الأفافاس لعدة سنوات بعد تحقيقه لمصالح شخصية ''أنا دائما في حزب الأفافاس لكن الأفافاس الحقيقي الذي يتسم بالمبادئ والمثل العليا وليس أفافاس اليوم الذي فقد خطه السياسي الأصلي''. وذهب سمير بوعكوير، الممثل السابق للأفافاس بالخارج إلى وصف المعارضة داخل حزب حسين آيت أحمد ب ''ميلاد الأفافاس من جديد''، واعترف بوجود خلافات داخل المعارضة وقال: ''رغم ذلك فنحن نجتمع على هدف إنقاذ الأفافاس ونتقاسم مبادئه وقيمه الحقيقية''.