ولد العلامة الشيخ سيّدي محمد بلكبير بن محمد عبد الله بن لكبير، ببلدة لغمارة (قرية من قرى بودة الواقعة غرب مدينة أدرار على بعد 25 كلم) خلال عام 1330 ه الموافق ل 1911 م. نشأ الشيخ في أحضان العائلة العلمية، حيث كان أبوه رحمه الله من حملة كتاب الله، فحفظ القرآن الكريم على يد الطالب عبد الله المعلّم بمسجد لغمارة. وعلى يد عمه الإمام أخذ المبادئ الأولية في علوم الشريعة، من متون الفقه والنحو والعقيدة في سن مبكرة، وقد كان لهؤلاء الفضلاء الأثر الكبير في تنشئته المتميّزة وتربيته الكريمة، وإعداده للصّبر والمثابرة في طلب العلم، ممّا هيّأه لتحمّل الغربة ومفارقة الأهل في سبيل التعلم. ثمّ انتقل به والده إلى عاصمة العلم في توات آنذاك (تمنطيط) للتعلم على يد العلامة الشيخ سيّدي أحمد ديدي، حيث مكث عنده سنوات، تلقى فيها ما قدر له من العلوم الشّرعية والعربية، من توحيد وفقه وحديث وتصوف وتفسير وآداب ونحو وعلوم اللغة. أنشأ في مدينة أدرار مدرسة، وتولّى الخطابة والإمامة والتدريس بالجامع الكبير، وحرص على توسيع المدرسة سنة بعد سنة، مع إقامة الطلبة والتكفّل بهم على نفقته وتبرعات المحسنين. ومنذ إنشائها سنة 1949 م استقطبت مدرسة الشيخ سيدي محمد بلكبير، الطلبة من داخل الوطن الجزائري وخارجه، خاصة من ليبيا وتونس ومالي والنيجر وموريتانيا، ومنها درس وتخرّج الكثير من المشايخ والطلبة، الّذين حملوا مشعل العلم بعده. وبعد عمر مبارك قضاه في الخير ونشر العِلم والفضائل، وافته المنية صبيحة يوم الجمعة 16 جمادي الثاني سنة 1421 ه الموافق 15 سبتمبر 2000م.