عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته العادية الثامنة والثلاثين بمدينة ادرار وذلك يومي الاحد والاثنين 19 و 20 شوال 1429 ه / 19 و 20 اكتوبر 2008م، وكان المجلس قد تنقل الى مدينة ادرار تلبية للدعوة التي تلقاها من السيد والي الولاية، والجدير بالذكر ان المجلس الاسلامي الاعلى كان قد قرر عقد دورتيه الربيعية والخريفية خارج مقره المركزي والغاية من هذا هو الاتصال بالجمهور الواسع والتعريف عن كثب بمهامه ونشاطه، وذلك كلما عبرت ولاية من ولايات الوطن عن رغبتها في استضافة المجلس، وتندرج زيارة المجلس الى ولاية ادرار في هذا الاطار. وحسب بيان وقعه رئيسه الدكتور ابو عمران الشيخ فإن الجلسة الافتتاحية انعقدت بمقر الولاية بحضور السلطات المحلية وممثلي الولاية في البرلمان بغرفتيه، وكذا رؤساء الدوائر واعضاء المجلس الشعبي الولائي والمجلس الشعبي البلدي وعدد من علماء وأعيان ولاية ادرار، وبعد كلمات الترحيب التي القاها والي الولاية متمنيا للمجلس النجاح في اعماله، تطرق باختصار السيد رئيس المجلس الى مهام المجلس الاسلامي الاعلى ونشاطه منذ نشأته الى تاريخ انعقاد هذه الدورة في ولاية ادرار، مبرزا علاقة المجلس بالمؤسسات الدينية الأخرى ومنها الزوايا العلمية التي تزخر بها ولاية ادرار، مشيرا خاصة الى الدور الهام والمتميز الذي تؤديه في تعليم القرآن الكريم ونشر الثقافة الدينية الصحيحة، وشكر في الاخير سلطات، ولاية ادرار واعيانها وجميع سكانها على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي بهما المجلس الإسلامي الأعلى. 1 اشغال الدورة الثامنة والثلاثين: أما عن اشغال الدورة الثامنة والثلاثين والتي تواصلت خلال يومين كما ذكرنا سابقا، فقد ناقش أعضاء المجلس النقاط التالية المدرجة في جدول اعمال الدورة العادية وهي: 1 نشاط المجلس في الفترة مابين الدورتين 2 نشاط رئيس المجلس واعضائه. 3 الاهتمام بقضية الاسرة ودور المجلس في اللجنة الوطنية للاسرة ممثلا بأحد اعضائه. 4 دور المجلس في اللجنة الاستشارية لحقوق الانسان وابراز مشاركته باحد اعضائه في اشغال لجنة الاممالمتحدة لحقوق الانسان والتي جرت بجنيف (سويسرا). 5 مواصلة تنظيم المحاضرات في مقر المجلس وتكريم المرحوم الاستاذ احمد حماني رئيس المجلس الاسلامي الاعلى سابقا والمرحوم الاستاذ العلامة محمد صالح رمضان. 6 المطبوعات الصادرة في هذه الفترة وهي رحلة الكاتب المرحوم محمد المنصوري الغسيري بعنوان »عدت من الشرق« و»الاسلام والغرب« من تأليف الدكتور مولود عويمرو »تأملات في الانسانية« للاستاذ محمد القباطي. وكللت الاشغال بالموافقة على برنامج النشاط الذي سطر بالنسبة للفترة التي تمتد الى الدورة المقلبة، كما صادق الاعضاء على اختيار موضوع الملتقى الدولي القادم وهو »التسامح في الإسلام.« وفي الاخير تم الاتفاق مبدئيا على استضافة الأستاذ الداعية عمرو خالد الى الجزائر. 2 نشاط المجلس الإسلامي في ولاية ادرار: تميز نشاط المجلس في ولاية ادرار بزيارة اربعة عشر زاوية علمية تشتمل كل واحدة منها على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتلقين للفقه المالكي والعقيدة الاشعرية وعلوم التفسير والسنة النبوية الشريفة، وتجدر الاشارة الى الدور الهام الذي تؤديه هذه الزوايا والمدارس القرآنية في تعليم الشباب القادمين من كل انحاء الوطن وخارجه والتكفل بهم اثناء دراستهم، كما يجب التنويه بالاهتمام الذي توليه هذه المؤسسات الدينية للمخطوطات والمؤلفات المتواجدة في خزائنها، ونشير في الاخير الى ان المجلس قد قام بزيارة تعارف الى الزوايا والمدارس القرآنية الموجودة بالولاية، منها ❊ زاوية الشيخ محمد بلكبير رحمه الله (بمدينة ادرار) ❊ زاوية الشيخ سالم بن ابراهيم (ادرار) ❊ مدرسة لعمارة بودة الحاج لكبير (ادرار) ❊ زاوية سيدي احمد ديدي تمنطيط ❊ زاوية علي بن ابي طالب (رقان) ❊ مدرسة مصعب بن عمير باولف للشيخ باي بالعالم ❊ مدرسة مولاي هيبة (اولف) ❊ زاوية العبقري بتيميمون ❊ مدرسة الشيخ سيدي الحاج محمد بكاي ببني مهلال (تيميمون) ❊ زاوية كنتة للشيخ الحسن ❊ ضريح العلامة عبد الكريم المغيلي رحمه الله تعالى. وخلال زيارة هذه الزوايا كان للمجلس اتصال مباشر بالشيوخ والأساتذة والطلبة الذين تعرفوا على المجلس ونشاطه من خلال الندوات التي القاها الرئيس والاعضاء ومن خلال المطبوعات التي اهداها المجلس لهذه الزوايا والمدارس القرآنية. وزار اعضاء المجلس ايضا جامعة ادرار وعقدوا فيها مائدة مستديرة بمشاركة رئيس الجامعة وحضرها بعض الاساتذ ة والطلبة، كما كان لهم لقاء اعلامي بثته الاذاعة الجهوية لادرار، ونشير الى ان المجلس كان قد عقد ندوة صحفية اثر انتهاء اشغال دورته الثامنة والثلاثين كما ادى زيارة الى المركز الوطني للمخطوطات وعدد من مساجد الولاية. وقبل الندوة الصحفية واختتام الدورة تعرض المجلس الى مايجري في الجزائر من نشاطات ثقافية تدعي انها تدافع عن حرية الفكر وهي تزيد من وراء ذلك تمكين التيار اللائكي ومس ثوابت الأمة وزرع الفتنة والتشكيك في بعض المفكرين المسلمين عبر العصور واتهامهم بالتعصب والبعد عن الحداثة والفكر المستنير، ويرى المجلس ان هذه الافكار لاتفيد الأمة بل تبعدها عن الاعتدال المعروف في ثقافتنا الاسلامية في جميع اطوارها والتي سايرت الزمن وساعدت على تقدم الأمة وتطورها بفضل الاجتهاد المستمر. 3 اقتراحات المجلس بعد زيارة ولاية ادرار: اثناء زيارتنا الى ولاية ادرار استمعنا من شيوخ الزوايا العلمية انها تحتاج الى دعم الدولة لتتمكن من اداء رسالتها على احسن وجه ومايأتيها من مساعدات من بعض الجهات غير كاف ولاسيما ان هذه الزوايا تتولى رسالة عظيمة في احتضان ابناء الريف للفقراء الذين يأتون من الوطن او من بعض الدول المجاورة من ناحية، ومن ناحية اخرى ان تكوين الزوايا يحضن للشباب لانهم يعيشون في نظام داخلي يتولى تربيتهم من جميع الجوانب ويبعدهم عن التطرف والانحراف. اضافة الى ذلك يمكن ان تدرس الحكومة بامر من فخامة رئيس الجمهورية مشروعا يسمح لهؤلاء الطلبة بالمشاركة في امتحانات التعليم الاعدادي والثانوي بصفة مترشحين احرار وذلك ليستفيدوا من شهادات رسمية تسهل لهم الالتحاق بالجامعات وكليات العلوم الاسلامية في الجزائر او في الخارج. وفي الختام لايفوتنا ان ننوه بحسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي خصصته للمجلس ولاية ادرار وعلى رأسها السيد الوالي وعلماء وشيوخ الزوايا وذلك منذ ان حل المجلس بهذه الولاية المباركة الى ان غادرها يوم 23 شوال 1429 ه الموافق ل23 اكتوبر .2008