يستعد الشيخ بلال مباركي، خرّيج المدرسة القرآنية بمسجد عمر بن الخطاب ببواسماعيل في تيبازة، للمشاركة في المسابقة العالمية لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره، وذلك بعدما منَّ الله عليه وتبوأ المرتبة الأولى على المستوى الوطني، الصنف الأوّل، وسيكون سفيرًا قرآنيًا جزائريًا في المسابقة الدولية الّتي تحتضنها بلاد الحرمين منتصف رمضان. قابلنا بلال البالغ من العمر 52 سنة، والمقيم بحي شعبي بأعالي بلدية بواسماعيل، بين صلاتي المغرب والعشاء، أثناء تأديته عمله التطوعي في تعليم بعض الفتية أبجديات الحفظ والنطق والترتيل، حيث سألته ''الخبر'' عن مساره القرآني، فأجاب أنّ الله اجتباه من بين عشرة إخوة، لحمل كتاب الله كاملاً في سن الخامسة عشر. ويروي قصّته مع القرآن الكريم، فيذكر أنّه دخل مسجد عمر بن الخطاب ذات يوم عند نهاية فصل التمدرس، وهو فتى كثير الحركة، وهناك شرح الله صدره للحفظ على يد المعلم علي بلمختار. وسرعان ما لفت انتباه إمام المسجد الشيخ أحمد يحي جمال، بسبب ملكة الحفظ الّتي وهبت له، هذا الأخير خصّه بكلمات وقعت في قلبه وشحنت إرادته، إلى أن أتمّ حفظ كتاب الله وهو لم يتجاوز الخامسة عشر، وذلك خلال أشهر معدودات. وحتّى يمنحه الشيخ جمال ثقة أكثر في نفسه، زكّاه وقدّمه لإمامة المصلّين في صلاة التّراويح، فتسور المحراب وهو خائف يرتبك، وكانت سورة الكهف أوّل الآيات الّتي تلاها على مسامع المئات من روّاد المسجد، ليستمر في إمامة النّاس طيلة السنوات التسع الماضية، وذلك بعدّة مساجد بالولاية، وحتّى في بعض مساجد العاصمة. ويحلو للشيخ بلال تقليد صوت الشيخ سعود الشريم، فلقب بالشيخ الشريم. يعتبر بلال وآخرون ثمرة لجهود مضنية قام بها الشيخ جمال منذ تولّيه إمامة المسجد، حيث لقّن طلبته أيسر الطرق للحفظ السّليم، وأحكام التلاوة، إضافة إلى متون النّحو، فكان للتّلميذ بلال نصيب من الكثير من الجوائز المحلية، حيث احتل المراتب الأولى في جميع المسابقات الوطنية طيلة السنوات الست الماضية، في فئة حفظ القرآن كاملاً مع التّجويد والتّفسير، كما احتل المرتبة السادسة عالميًا، في الدورة الثالثة والثلاثين من مسابقة الملك عبد العزيز الدولية بمكة المكرّمة الموسم الماضي، ووصل إلى الدور ما قبل النهائي في مسابقة تاج القرآن الجزائرية، وهو الآن في الدور النهائي من ذات المسابقة للموسم الجاري. وموازاة مع ذلك، فقد واصل الشيخ دراسته الجامعية، ونال شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، ويأمل لأن يكون إمامًا بمدينة كبيرة، حتّى يتمكن من إبلاغ الرسالة الّتي قال عنها رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: ''خيرُكم مَن تعلّم القرآن وعلّمه''. واغتنم الشيخ الفرصة ليوجه نداءه لشباب الجزائر: ''إنّ مجدكم وعزّكم في تمسّككم بكتاب ربّكم''.