صدر، أول أمس، عن دار هومة، السيرة الذاتية لوالد رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، بعنوان ''بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم''، أنجزتها عائلة بن فليس لتخليد ذكرى والدها. وجاء في كلمة علي بن فليس حديث عن فضائل الأب الشهيد على أبنائه، منها تلقين حسن الأخلاق والخصال والتواضع ومعاملة الناس بالحسنى وطلب العلم، إضافة إلى تلقينهم حب الوطن الذي استشهد من أجله سنة .1957 ومن جهته، كتب الدكتور بوعلام بن حمودة، في تقديمه للكتاب، أن القارئ يكتشف من خلال سيرة بن فليس التهامي ''جانبا كبيرا من تاريخ الأوراس، مهد ثورة التحرير الوطني، بعد أن شارك في كل حركات المقاومة ضد الاحتلال الاستعماري''. كما يكتشف القارئ، حسب الدكتور بن حمودة، من خلال حياة والد علي بن فليس، جوانب من نشاط جمعية العلماء المسلمين التي أيقظت ضمائر الجزائريين العروبية والإسلامية. وقدم بن حمودة ملامح من حياة بن فليس التهامي ومنها تعلمه وتثقيفه بالمدرسة القرآنية بباتنة والمدرسة الإسلامية في سيدي عقبة بن نافع بالقرب من بسكرة، ثم انتقاله إلى معهد ابن باديس بقسنطينة وجامع الزيتونة بتونس. وقد ساهم هذا التكوين، حسب الدكتور بن حمودة، في جعل بن فليس التهامي يلعب دورا فعالا داخل إطار جمعية العلماء المسلمين، إضافة إلى الدور الذي لعبه كمناضل وطني في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري الذي أسسه فرحات عباس سنة .1946 وعرف الشهيد بن فليس التهامي وفق ما جاء في شهادة الدكتور بن حمودة بنضاله الوطني الكثيف، حيث سجن بعد أحداث 8 ماي 1945، وكانت السلطات الاستعمارية تعتبره كمصدر للخطر بعد قيام حرب التحرير، نظرا لعلاقاته المتميزة مع عدد من الشخصيات الوطنية، على غرار الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ العربي التبسي والشاعر الكبير محمد العيد آل خليفة، وهو ما دفع السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى تدبير محاولة لاغتياله في فيفري 1957، وتكفلت منظمة اليد الحمراء الإجرامية بتنفيذ عملية الاغتيال. وفي شهر مارس من نفس العام، قامت وحدة من الجيش الفرنسي بإلقاء القبض على التهامي بن فليس رفقة ابنه الطاهر، ونقلتهما إلى مركز للتعذيب ببسكرة، حيث اغتيلا ودفنا في مكان مجهول إلى حد الآن.