صدر، مؤخرا، كتاب يسرد السيرة الذاتية للشهيد بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم، حيث تناول الكتاب حياة ومسار الشهيد الراحل المدعو”سي بلقاسم”، المولود في سنة 1900 بإحدى قلاع الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس، التي كانت بها أولى محطاته لنيل العلم والمعرفة والثقافة، وكانت فيما بعد سببا في نضاله قبل أن يلتحق بعدها بسنوات بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبالتحديد أواخر الثلاثينيات، رفقة عدد من الغيورين على الوطن والدين بمسقط رأسه بولاية باتنة، أمثال الشيخ سي الطاهر مسعودان الحركاتي، رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين آنذاك، ثم مبادراته لتلبية النداء الصادر من العلامة القائد الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين، حيث شارك السي بلقاسم، رفقة جمع غفير من أعيان منطقة الأوراس لمحاكمة أحد أعيان المنطقة الذي قام بتحريض الجماهير على العصيان المدني، ويتعلق الأمر بالشيخ عمر دردور، مما جعل المستعمر الفرنسي يبادر بسجنه نتيجة للأفكار النضالية التي كان يحملها وينادي بها، خاصة بعد أحداث 8 ماي 1945 بعد خروجه من السجن، انتسب إلى حزب”حركة البيان” التي كان يرأسها المرحوم الرئيس فرحات عباس، كما قام بعدة مشاريع تتعلق بنشر العلم والمعرفة، خاصة في منطقة الأوراس، مما مكنه أن يكون محط اهتمام العديد من رجال التاريخ، والحركة الوطنية السياسية والعلماء. هذه العودة القوية للشهيد بن فليس التوهامي، أصبحت تزعج المستعمر الفرنسي أكثر من ذي قبل، لهذا قررت القضاء عليه نهائيا، ولهذا تم إرسال كتيبة من الجنود الفرنسيين خلال الأسبوع الأول من شهر مارس 1957، بغرض القضاء عليه والتنكيل بأسرته، لكنه واجههم بشجاعة كبيرة جعلتهم يطلقون النار عشوائيا، لكن إرادة الخالق كانت أقوى منهم، لهذا لم يفلح المستعمر حينها من القضاء عليه ففروا خائبين. بعدها بأيام وبالتحديد في 9 مارس 1957، نجح المستعمر في إلقاء القبض عليه رفقة ابنه الأكبر عمار، المدعو الطاهر، وتم اغتيالهما بمدينة بسكرة. بعد مرور سنوات من استشهاد الشهيد بن فليس التهامي وابنه عمار، كتب الشاعر والمجاهد أحمد الطيب معاش، قصيدة يمجد فيها نضال الشهيدين. يا أبا القاسم العظيم الغالي يا شهيد الفوارس الأبطال قد أثرتم عداتنا بصمود وأعظمتم نصالهم بالنضال والتهامي وابنه ”عمار” قضايا والزنود في الأغلال غيّب الغدر فارسين فأبكى كل شبر في بيدنا والجبال وقفا شامخين جنبا لجنب لتلقي الرصاص من أنذال عجبا يستغيث جيش عتيد بحشود من أجل شر اغتيال جمعوا بين والد ووليد في مصاب لم يأبهوا بخصال غير أن الشهيد والابن كانا رغم وضع كمثل من لا يبالي أيها الشهر فيك فاز ألوف بصعود لربنا المتعالي صعد ”المصطفى” وابن المهدي والتهامي وكل شبل غالي صعد العم وابن عمي بوقت واحد، مثل نجمة وهلال ذرفت فيه أنجم بسمائي دمع عيني ومهجتي وموالي فتغنيت بالشهيدين رغما عن مصائبي ومحنتي واعتلالي أيها الراحلان عن خير أم وصبايا وصبية كالرجال وتركتم لنا لبؤة غيل وشبول في الغاب والأدغال ومضيتم لجنة وخلود في رحاب فسيحة الآمال وتركتم لنا بدار فناء خير ذكرى للنشء والأجيال يا لتهامي يا شاهدا وشهيدا