اتهمت اللجنة الوطنية للحوم الحمراء والبيضاء وزارة الفلاحة بعدم التنسيق واستشارتها بالرغم من أنها تغطي أزيد من 25 ألف جزار عبر الوطن، ما يتسبب كل عام وفي كل مناسبة رمضان في ارتفاع أسعار اللحوم، ودعت اللجنة الوزارة إلى عدم استيراد الماشية على شكل لحوم مجمدة أو نصف مجمدة، بل استيرادها وذبحها في الجزائر وبالتالي تخفيض الأسعار. حمّل جمعة بلال، رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء والبيضاء، التابعة للاتحاد العام للتجار والحرفيين، في تصريح ل''الخبر''، وزارة الفلاحة المسؤولية الكاملة في ارتفاع أسعار اللحوم، بالرغم من استيراد ما يزيد عن 10 آلاف طن لحوم مجمدة قبيل رمضان من الهند والبرازيل والأرجنتين والأرغواي والذي يباع الكيلوغرام الواحد منها ب600 دينار، فيما سيتم تسويق في الساعات القادمة نحو 10 آلاف طن أخرى من اللحوم المجمدة، ويتراوح سعر الكيلوغرام من اللحم نصف طازج المستورد من إسبانيا بين 800 إلى 900 دينار، لكن ستبقى أسعار اللحوم الحمراء المحلية ثابتة ومستقرة وعند مستوياتها في حدود 1200 دينار ولن تنخفض خلال رمضان، يضيف السيد بلال. ودعا مسؤول اللجنة الوطنية للحوم وزارة الفلاحة باتخاذ قرار وصفه بالسيادي من خلال إصدار مرسوم وزاري يلزم أصحاب الأحواش والمجموعات الفلاحية المنتشرة عبر الوطن بتربية الماشية، ما يعني إن تم ذلك فسيصبح سعر الكيلوغرام من اللحم مستقبلا في متناول الجميع. وأكد بلال جمعة أن الجزائر تتوفر على 24 مليون رأس غنم، وهو رقم قليل يضاف إليه ظاهرة استنزافه وتهريبه عبر الحدود، فيستوجب حماية الثروات الوطنية من خلال تدعيم الدولة في أسعار اللحوم المستوردة من الخارج من خلال تقليص نسب الرسوم المرتفعة جدا المقدرة تقريبا ب50 بالمائة. وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء والبيضاء أنه يتم سنويا ذبح ما لا يقل عن 350 ألف طن من اللحم المحلي، وحوالي 150 ألف طن من اللحم المجمّد المستورد بالإضافة إلى 170 ألف طن من الدجاج و150 ألف طن من السمك، غير أن الجزائري من المفروض أن يستهلك 100 غرام يوميا من اللحوم بما يعادل 36 كلغ في العام أو 3 كلغ في الشهر، وهو المعدل، لكن الجزائري، وحسب الدراسات، يضيف السيد جمعة، يستهلك حاليا ما معدله من 7 إلى 8 كلغ من اللحوم في العام. فالحل برأي نفس المسؤول يكمن في استيراد في الوقت الراهن رؤوس الماشية دون ذبحها في الخارج، متسائلا في الوقت نفسه عن سبب تماطل الوصاية في بناء مذابح يتم من خلالها ذبح الماشية المستوردة وبالتالي ربح الصوف والجلود وخلق يد عاملة محلية، قبل أن يضيف المتحدث أنه تم الشروع في بناء 4 مذابح عبر الوطن تكون مزودة بمصانع لتجميد اللحوم، ستكون جاهزة في العام القادم.