شيعت بعد عصر أمس جنازة الطفل جلال لوصادي، 41 سنة، بمقبرة المدنية بعدما وافته المنية متأثرا بجروح بليغة كان قد أصيب بها في مواجهات بين تجار فوضويين بسوق العقيبة وسط حي بلوزداد في العاصمة. خيم الحزن على شارع محمد بلوزداد، وقصد الكثير من سكانه منزل الطفل جلال بعد أن تناهى إلى أسماعهم نبأ وفاته متأثرا بإصابته الخطيرة على مستوى رقبته بطلقة ''سينيال'' طائشة من أحد الشبان المتعاركين قبل أسبوع. تفاصيل الحادثة تعود إلى محاولة 5 شبان سرقة متجر، لكن تفطن صاحبه حال دون ذلك، ولما هم بمنعهم، قام شركاؤهم بإطلاق طلقة ''السينيال'' صوبه، لكن الطلقة أخطأت هدفها وسكنت رقبة الطفل جلال. وفي منزل الأسرة المفجوعة، وتحديدا في 174 شارع محمد بلوزداد، وجدنا المنزل المبني فوق سطح العمارة، مكتظا بالمعزين، يواسون أما تقطع كبدها حزنا على ابنها الذي تقول إنه راح ضحية فوضى الأسواق والشوارع بسبب أناس طائشين لا يتوانون عن قتل الأبرياء بممارساتهم الإجرامية. وتروي السيدة نصيرة ل''الخبر'' آخر ذكريات ابنها جلال ''قال لي أمي أريد زيارة قبر أبي والترحم على روحه (توحشتو بزاف)''. قبل ثلاث سنوات توفي زوج السيدة نصيرة، نورالدين، بعد سقوط مميت في سلم العمارة المهترئ، تاركا وراءه أرملة وسبعة أطفال يصارعون متاعب حياة لا ترحم. وتضيف السيدة نصيرة ''لم ينتظر جلال، بل قصد يوم الخميس مقبرة حي المدنية وزار قبر والده، ثم عاد إلى المنزل وكعادته لم يخرج إلا بعد أن عرف الأطباق التي حضرتها للإفطار''. وقبل موعد الإفطار بساعتين، استأذن جلال أمه للخروج والذهاب مع صديقة سيد علي إلى سوق العقيبة، وما إذا كانت تريد شيئا من السوق، فطلبت منه شراء خبز مطلوع.