عاشت مدينة تلمسان النصف الأول من شهر رمضان فراغا رهيبا. وباستثناء ما تتركه حيوية صلاة التراويح بمختلف مساجد مدينة الزيانيين خلال فترة لا تزيد عن الساعة من الزمن بعد صلاتي العشاء والقيام حين تكون الساعة قد بلغت الحادية عشرة ليلا، لا يجد هواة السهر بعد الصلاة سوى المقاهي المكتظة بالزبائن في وقت الذروة (بعد التراويح). إذ لا يجد المتأخرون مكانا شاغرا واحدا. أحدهم قال ل''الخبر'': والله اشتقنا إلى سهرات وليالي عاصمة الثقافة الإسلامية في رمضان الماضي حين كانت تلمسان تعيش فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 وما كانت تعرفه مختلف القاعات من ملتقيات ومهرجانات وكانت العائلات تجد فيها ملاذا ممتعا ونافعا للسهر واللقاء. أما الآن ها هي المرافق التي أنجزت بالملايير خاوية على عروشها''. وأمام هذا الفراغ الذي تعيشه المدينة تختار العائلات فضاء النزهة بهضبة ''لالة ستي'' بمرتفعات تلمسان بحثا عن الراحة والسكون في وسط طبيعي خلاب وبرودة طقس منعشة تشد الزوار إلى المكان إلى غاية الساعات الأولى من الفجر. وتفضل بعض العائلات تناول وجبة السحور داخل حديقة التسلية القريبة من الحوض المائي الاصطناعي. وقد شجع على ذلك الأمان وتوفر النقل بواسطة ''التيليفريك'' الذي ينقل الزوار ويعيدهم من المحطة الرئيسية بالحوض الكبير بوسط المدينة إلى لالة ستي، وذلك رغم تدني مستوى الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي ليلا. أما بعض الشباب المهووس بالتكنولوجيات الحديثة، فقد فضلوا السهر في قاعات الأنترنت والتواصل عبر وسائط إلكترونية حلت محل سهرات وحلقات الحكايات التي كانت أزقة ودروب المدينة محلا لها.