أصبحت السهرات الرمضانية بموقع "الحوض الكبير" بمدينة تلمسان تتميز بأجواء جميلة لتمثل بذلك إحدى الوجهات المفضلة للآلاف من العائلات التلمسانية خلال هذا الشهر الفضيل. ويستقبل هذا المعلم التاريخي المسمى أيضا "صهريج مبدة" والذي شيد في عهد الزيانيين الألاف من الزائرين سواء منهم العائلات أو مجموعات أصدقاء يتوافدون بعد الإفطار بحثا عن الهواء النقي والمنعش والتجوال والترويح عن النفس وحيث يطيب تناول المرطبات. ولم تعد بذلك محلات بيع المثلجات الموجودة داخل هذا المعلم تكفي لاستيعاب العدد المتزايد من الزوار فيما أضحى الشارع المقابل للحوض الكبير يحتضن محلات منها مقاهي وأخرى لبيع المثلجات والبيتزا وألعاب الأطفال. ويعرف هذا الموقع الذي يعتبر رئة المدينة حركية كبيرة في كل سهرة من سهرات هذا الشهر الفضيل والى غاية ساعة متأخرة من الليل. ومن جهتهم، يجد بعض الأطفال ضالتهم في اللعب بدراجاتهم والتجوال بين ممرات هذا الموقع الرائع في حين يمارس البعض الأخر العاب مختلفة كالأرجوحة التي تروق للكثير من الفتيات والفتيان. وتزيد هذه الأجواء حماسا في نهاية كل أسبوع حيث تنظم سهرات موسيقية في الطابع الأندلسي والحوزي من إحياء فنانين محليين تجاوزت شهرتهم حدود الولاية مثل نسرين غنيم ونصر الدين برويقات وغيرهما. وتستقطب محطة المصعد الهوائي (التليفريك) المتواجدة بموقع الحوض الكبير للتنقل إلى هضبة "لالا ستي" بأعالي عاصمة الزيانيين أعداد كبيرة من المواطنين. وقد أصبح هذا المكان الهادئ عادة طوال السنة باستثناء عطلة نهاية الأسبوع يستقبل عائلات كثيرة تفضل قضاء سهرات رمضان بأعالي المدينة. وحتى محبو الكرة الحديدية أوجدوا حيزا لهم بالحوض الكبير لممارسة هذه الرياضة كل يوم بعد أداء صلاة التراويح وحيث تسود أجواء حميمية طيلة شهر الصيام.