تمكنت القوات النظامية من استرجاع حي صلاح الدين بحلب التي لا زالت بقية أحيائها تشهد معارك طاحنة بين الطرفين المتصارعين، وفي تطور جديد كشفت الإدارة الأمريكية أنها تفكر في طرح فكرة الحظر الجوي فوق الأراضي السورية، أما سياسيا ففي انتظار قمة المؤتمر الإسلامي يوم الأحد القادم بمكةالمكرمة، دعت الخارجية الإيرانية في اجتماع طهران يوم أمس إلى ضرورة إيجاد حل سلمي بين طرفي المعضلة السورية. أعلن قائد ميداني في الجيش الحر، حسب برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، عن انسحاب كامل لمقاتلي المعارضة من حي صلاح الدين بمدينة حلب، وقال هذا القيادي إنهم سيفتحون جبهة ثانية للقتال، وقبل هذا، أفادت تقارير الجيش الحر عن انسحاب جزئي من شارعي 10 و15 بالحي المذكور باتجاه حي السكري، وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية، هذه التطورات جاءت بعد معارك شرسة بين الطرفين وقصف أرضي وجوي عنيف من قبل الجيش النظامي طيلة الأيام الماضية للحي المذكور، كما تواصلت بموازاة هذا المعارك العنيفة بمحيط الحي وبقية أحياء المدينة، وفي هذا الشأن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ''أحياء باب الحديد والشعار والصاخور والسيد علي والميسر وقاضي عسكر''. تتعرض لعمليات قصف شديد من قبل القوات النظامية. وفي تطور جديد قال كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية، إن ''الولايات المتحدة تدرس دوماً المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها، وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة''. وقال إن هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا، ثم أوضح ''هذه أمور تدرسها الحكومة الأمريكية بعناية شديدة، محاولة تفهم انعكاساتها وتفهم المحاسن والمساوئ، ولم يستبعد مسؤول أمريكي كبير أن تلجأ بلاده في النهاية إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وعندما سئل إن كان هناك حديث دقيق عن منطقة الطيران المحظور، أجاب قائلا ''لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد''. سياسيا، انطلقت في طهران فعاليات اللقاء التشاوري حول سوريا بمشاركة ثلاث عشرة دولة حسب تأكيدات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي دعا إلى إجراء محادثات ''جادة وشاملة'' بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة منبها إلى أن الحوار الداخلي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة. وقال في بداية مؤتمر يعقد في طهران لبحث الأزمة السورية ''الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن تماما بأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا من خلال محادثات جادة وشاملة بين الحكومة وجماعات المعارضة التي تتمتع بدعم شعبي في سوريا''. وخلال كلمته التي بثها التلفزيون الإيراني قال صالحي إن إيران ''ترفض أي تدخل خارجي وعسكري في سوريا وتؤيد وتدعم جهود الأممالمتحدة لحل الأزمة''. ومن الدول التي رفضت الدعوة الإيرانية نجد لبنان والكويت، أما أبرز الحاضرين فكان حليف دمشق الأول روسيا، والجزائر بتمثيل محتشم، ولم يشارك وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في الاجتماع التشاوري حول سوريا أمس في العاصمة الإيرانيةطهران بدعوة من الحكومة الإيرانية، لكن الجزائر شاركت في الاجتماع بتمثيل أقل، ولا يعرف إن كان خفض مستوى التمثيل الجزائري في هذا الاجتماع هو موقف سياسي أم لعدم إدراج هذا الاجتماع في أجندة الوزير مدلسي. كما أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق لن تمثل في الاجتماع، وهو ما فسر على أنه تجنب لإحراج المشاركين. وضمن هذه التحركات، ينتظر أن يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعا استثنائيا بمدينة جدة يوم الأحد المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سوريا، ويأتي هذا الاجتماع الاستثنائي قبيل الاجتماع الذي دعا إليه الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لرؤساء 57 دولة يمثلون منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع في سوريا، وذلك في قمة استثنائية ستعقد يومي 14 و15 أوت الحالي في مكةالمكرمة. في شأن آخر نفى مدير المراسم في القصر الجمهوري السيد محي الدين المسلمانية خبر انشقاقه وهروبه من دمشق، وهذا على عكس رواية الجيش السوري الحر الذي أعلن الخبر، وقال إن المسلمانية في مكان آمن في سوريا.