يلتقي اليوم ممثلو 13 دولة بالعاصمة الإيرانية في ندوة طهران ضمن مسعى لبحث سبل احتواء المعضلة السورية المستمرة منذ 17 شهرا. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، إن "الاجتماع التشاوري حول سوريا سيحضره ممثلون عن 13 دولة من آسيا، إفريقيا وأمريكا اللاتينية"، وأضاف "هدفنا الرئيس يبقى نبذ العنف والتوصل إلى حوار وطني" بين الفرقاء السوريين، وقال صالحي إن بلاده تهدف من خلال عقد هذه الندوة الدولية إلى وقف أعمال العنف المستفحلة في سوريا في أقرب وقت ممكن. ويأتي عقد هذا الاجتماع غداة الزيارة التي قام بها سعيد جليلي، المستشار الأمني لمرشد الثورة الإيرانية علي خامينائي، إلى دمشق والتي أكد خلالها دعم بلاده لسوريا في إشارة واضحة إلى عدم تخلي طهران عن النظام السوري. وهو الموقف نفسه الذي جعل روسيا تؤكد مشاركتها في اجتماع طهران وهي التي سبق لها أن قاطعت كل الندوات الدولية التي نظمها ما يعرف بمجموعة أصدقاء سوريا التي تقودها الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، فرنسا وبريطانيا إلى جانب دول عربية أخرى. وأعلنت روسيا أنها ستشارك بسفيرها في إيران الذي قالت إنه سيلتزم بموقفها الداعي إلى الوقف الفوري لإراقة الدماء في سوريا والوصول إلى تسوية سلمية تخدم مصالح جميع السوريين عبر الحوار السياسي الواسع وفقا "لخطة المبعوث الأممي-العربي المشترك إلى سوريا كوفي عنان وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وبينما أكدت روسيا أمس مشاركتها في الاجتماع أعلنت لبنان والوسيط الدولي المشترك المستقيل كوفي عنان مقاطعتهما لهذه الندوة. ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عشية انطلاق هذا اللقاء الذي يدوم يوما واحدا إلى حل سياسي ووقف كل أشكال العنف واعتبر أن الاجتماع الوزاري بطهران وقمة منظمة التعاون الإسلامي المقررة بمكة المكرمة منتصف الشهر الجاري فرصتان مناسبتان لتسوية المشاكل في سوريا عبر حل سياسي وليس عن طريق المواجهة العسكرية في إشارة واضحة إلى رفضه لفكرة التدخل العسكري التي كانت تنادي بها المعارضة السورية. وقال الرئيس نجاد إن "الكل مطالب بمساعدة المعارضة والسلطة السورية للتوصل إلى أرضية توافقية حول مسار سياسي يضمن كل حقوق السوريين". وبينما تتواصل التحركات الدبلوماسية المكثفة في أكثر من عاصمة مشرقية وأخرى غربية لاحتواء الأزمة السورية تستمر معركة حلب بين القوات النظامية وتلك المنشقة عنها بكل ما تحمله من عواقب وخيمة على الوضع الإنساني في هذه المدينة الاستراتيجية. وتضاربت المعلومات، أمس، حول حقيقة ما يجري في حلب فبينما أكد الجيش السوري أنه تمكن من فرض سيطرته على حي صلاح الدين أكبر أحياء المدينة ومعقل المسلحين نفى هؤلاء الخبر وأكدوا أن المعارك لا تزال مستمرة بين الجانبين. وقال مصدر أمني رسمي إن الجيش الذي أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حي صلاح الدين من دبابات وعربات مدرعة ألحق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين بمقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم، وأضاف أن الهدف هو فرض السيطرة على الجزء الغربي من حلب ليتمكن بعدها من الدخول إلى باقي الأحياء الأخرى التي ينتشر فيها المسلحون. لكن العقيد المنشق عبد الجبار عقيدي أكد أن الحي تعرض لهجوم بربري وهمجي ونفى أن تكون القوات الحكومية قد تمكنت من فرض سيطرتها على حي صلاح الدين، حيث تستمر المواجهات المسلحة في معركة وصفت بأم المعارك والمنتصر فيها تعود له كلمة الفصل في أزمة تجاوز عدد قتلاها عتبة 20 ألف شخص في ظرف 17 شهرا.