لم تتمكن القوات النظامية السورية من تحقيق تقدم ميداني في حلب، في ظل المقاومة الشرسة لمقاتلي الجيش الحر، الذي يسيطر على نصف المدينة، غير أن الجيش السوري قصف الأحياء الثمانية التي يتركز فيها مقاتلو المعارضة بعنف أرضا وجوا، لإضعاف حدة المقاومة وتشتيتها قبل اقتحام الأحياء المتمردة. قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس، ''إن الإرهابيين المقاتلين فشلوا في ما سموه معركة دمشق الكبرى بعد أسبوع واحد، وهو ما سيحصل لهم في حلب''. وأكد الوزير السوري، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره الإيراني بطهران، أن سوريا لديها القدرة لصد أي اعتداء خارجي، والدفاع عن أرضها، مشيرا إلى امتنانه لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لموقف بلاده من الأزمة، واصفا إياه بالمطلع على ما يجري في سوريا والعالم. وأوضح المعلم: ''نحن نواجه حاليا حربا واسعة ضد سوريا، وأنا أؤكد لكم أنه لفخر لي أن أكون مواطنا في دولة عظيمة تتعرض لهذه الحملة الشرسة من قبل عدد من الدول''. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، إن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا ''وهم''. وصرح صالحي في مؤتمر صحفي بطهران، خلال زيارة لنظيره السوري وليد المعلم: ''التفكير الساذج والمخطئ بأنه إذا حدث فراغ في السلطة في سوريا وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة في اعتقادي ليس سوى حلم، إنه وهم ويجب أن ننظر بحرص إلى سوريا وما يحدث داخل البلاد''. الجيش الحر يصمد أمام الموجة الأولى من الهجوم طالب رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي مجلس الأمن بفرض حظر جوي على سوريا، متهما النظام بالتحضير لمجزرة في حلب، لكنه أكد أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد هجوم للجيش النظامي، أول أمس السبت، وقال: ''لقد دمرنا ثماني دبابات وعربات مدرعة وقتل أكثر من 100 جندي (نظامي)''. وقال العقيد العكيدي إن النظام يعد ''مجزرة'' في حلب، وأضاف في مقابلة مع وكالة فرانس براس في شمال سوريا ''إننا نطلب من الغرب فرض منطقة حظر جوي... ونحن مستعدون لإسقاط هذا النظام''. غير أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أوضح أن ''معركة حلب بدأت وقد يكون وقف الاقتحامات إجراء تكتيكيا'' من قبل الجيش النظامي، معتبرا أن ''توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء''. وزير الداخلية لازال حيا ويؤكد عودته لممارسة مهامه من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، أن القوات السورية ستقوم باقتلاع كافة أشكال الإرهاب، مجددا دعوته لحاملي السلاح في البلاد للعودة إلى رشدهم. وذكر الشعار في أول ظهور له على التلفزيون السوري، مساء أول أمس السبت، بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق التابع لحزب البعث ''أن جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا''. روسيا تؤكد أنها لن تمنح اللجوء السياسي للأسد أوردت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أنها ستستأنف اتصالاتها مع المعارضة السورية قريبا، مشددة على أنها لا تنوي على الإطلاق منح اللجوء السياسي للرئيس بشار الأسد. وردا منه على إمكانية منح اللجوء لبشار الأسد، قال لافروف ''إننا لا نفكر حتى في هذا الأمر''، مشيرا إلى أن بلاده ''لم تكن أبدا الصديق الأقرب للنظام السوري''. وفي تصريح نقلته وكالات الأنباء الروسية، أمس، قال لافروف: ''قريبا سيكون لدينا اتصالات مع معارضين سوريين''، مضيفا ''سنوضح لهم إنه إذا كان ما يقومون به ثورة فلا ينبغي أن نطلب من مجلس الأمن أن يدعمها''، مؤكدا أن هذا الأمر ليس من اختصاص الأممالمتحدة.