كلّفت الميدالية الوحيدة التي حصلت عليها الجزائر خلال الألعاب الأولمبية التي ستختتم فعالياتها اليوم بالعاصمة الإنجليزية لندن، 500 مليار سنتيم، وهي القيمة المالية التي خصصتها الدولة للمشاركة الجزائرية في هذه الألعاب. قدّمت وزارة الشباب والرياضة، قبل أيام عن انطلاق الأولمبياد، حصيلة بالأرقام حول المساعدات المالية التي استفادت منها كل اتحادية، تحسبا لهذا الموعد الرياضي الهام، وكانت وزارة جيار تهدف من وراء ذلك إلى التأكيد بأن الدولة سخّرت كل الإمكانات ووضعت تحت تصرّف الاتحادات الأموال اللاّزمة لتحضير الرياضيين حتى تضمن الجزائر ميداليات كثيرة أو على الأقل ميداليات في حجم تطلعات مشاركاتها. ولم يسبق للدولة الجزائرية منح مساعدات مالية كبيرة بالقدر الذي منحته للرياضيين ال39 المشاركين في الألعاب الأولمبية، حيث بلغت القيمة الإجمالية 500 مليار سنتيم، حسب تقرير الوزارة، غير أن الإخفاقات توالت في أولمبياد لندن الذي غاب عنه بعض الأبطال، بسبب ''أخطاء إدارية''، مثلما حدث مع صاحب فضية أولمبياد بيكين في الجيدو المصارع عمّار بن يخلف، ما فوّت على الجزائر فرصة الظفر بميدالية أخرى، بعد ذهبية العدّاء توفيق مخلوفي. وعدا أولمبياد أثينا 2004 الذي لم تحرز فيه الجزائر أية ميدالية رغم التوقعات بضمان خمس في عهد مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية السابق، فإن دورة 2012 بلندن جاءت مخيبة وكانت الجزائر قد سجلت في 2008 ميداليتين في الجيدو واحدة فضية للمصارع بن يخلف والثانية برونزية للمصارعة صورية حدّاد، مقابل غياب تام لألعاب القوى التي عادت بشكل مفاجئ مع العدّاء توفيق مخلوفي الذي أعاد أمجاد مرسلي في سباق المسافات نصف الطويلة. ويمكن القول إن مشاركة الجزائر في أولمبياد لندن التي مثلها اثنا عشر اختصاصا رياضيا بمجموع 39 رياضيا، ضعيفة جدا قياسا بحجم المساعدات، حيث استفادت اتحادية ألعاب القوى من قيمة مالية تفوق ال10 ملايير سنتيم، وأقام الرياضيون تسعة تربصات في الجزائر و13 تربصا خارج الوطن بمجموع 229 يوم خارج الجزائر، بينما تم تخصيص 6 ملايير و200 مليون سنتيم للسباحة، واستفاد اتحاد الجيدو من أكثر من 10 ملايير سنتيم، مع إقامة المصارعين لثمانية تربصات خارج الوطن، ما يعادل 82 يوما، في الوقت الذي استفادت اتحادية الملاكمة من 5 ملايير و600 مليون سنتيم، وأجرى منتخب الملاكمة، الذي ضم ثمانية ملاكمين في الأولمبياد، أربعة تربصات خارج الوطن بمجموع 37 يوما. أما منتخب الكرة الطائرة للسيدات فاستفاد من أربعة تربصات خارج الوطن بمجموع 67 يوما، ولم تتميز الجزائر في الأولمبياد سوى بذهبية العدّاء توفيق مخلوفي.
المدرب السابق لألعاب القوى - عمار بوراس ذهبية مخلوفي غطت إخفاقات العدائين الآخرين وصف عمار بوراس، الذي كان مدربا للبطلة الأولمبية، حسيبة بولمرقة، مشاركة ألعاب القوى الجزائرية في أولمبياد لندن، بالمتوسطة، برغم حصول العداء توفيق مخلوفي على ميدالية ذهبية. وقال المتحدث ل ''الخبر''، إن العدائين الخمسة الآخرين،لم يتجاوزا الدور الأول، ما يعني أن نتائجهم لم تكن في مستوى التوقعات، وقد شدد على القول إن العداءة سعاد أيت سالم كان بوسعها الحصول على نتيجة أفضل مما حصلت عليه في سباق الماراطون، وقد رد السبب إلى تعافيها المتأخر من إصابتها، فيما بدت نتائج العدائين الآخرين بالنسبة له منتظرة، لكون هؤلاء حصلوا على الحد الأدنى الذي يسمح لهم بالاشتراك في الأولمبياد من الفئة الثانية. وقال إن ذهبية مخلوفي لم تنقذ فقط ألعاب القوى وإنما أنقذت الرياضة الجزائرية في الأولمبياد. وأضاف بوراس أن العدائين الذين كانوا يتوفرون على فرص التتويج هم رحولي في سباق القفز الثلاثي وزهرة بوراس في سباق 800 متر والعربي بورعدة في الألعاب العشارية، إلا أن هؤلاء، مثلما يضيف، غابوا عن الأولمبياد. وذكر بوراس أن الجزائر تألقت أكثر من مرة في المواعيد الكبيرة (بطولة العالم والأولمبياد)، بفضل حسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي ونورية مراح بنيدة. وبناء على ذلك، يرى المتحدث أنه من الضروري اعتماد الاتحادية إستراتيجية للاستثمار في المنافسات نصف الطويلة بسبب اشتداد المنافسة، مذكرا بأن ما لا يقل عن 50 دولة أصبحت تتنافس على الفوز بميداليات في الأولمبياد، بعدما كان التنافس يقتصر على 10 بلدان فقط. وقال إن إمكانيات الجزائر تفرض الاستثمار في سباقات معينة، بخلاف البلدان التي تفوق الجزائر من حيث الإمكانيات وهي عادة تستثمر في كل الاختصاصات.
المدربة الوطنية السابقة للجيدو - سليمة سواكري الاتحادية هي المسؤولة عن هذه الإخفاقات فتحت المدربة والمصارعة الدولية السابقة للجيدو، سليمة سواكري، النار على الاتحادية. وقالت بخصوصها إنها استفادت من مبالغ مالية خيالية للتحضير للأولمبياد، في الوقت الذي لم تستطع الاتحادية تأهيل إلا مصارعتين. وشددت سواكري، التي ارتبط اسمها بالجيدو الجزائري النسوي، أن الاتحادية الحالية يتعين عليها الرد على استفسارات الرأي العام، وقالت إن أول إخفاق للاتحادية تمثل في تأهيل مصارعتين فقط، وهذا العدد متواضع، وغاب لأول مرة المصارعون من الذكور، موضحة أنها لا تعاتب المصارعتين عسلة وحداد، بقدر ما تعاتب الاتحادية على سوء استغلالها للأموال التي استفادت منها. وقالت إنه يتعين استخلاص الدروس وتوجيه السؤال إلى المسؤولين لتبرير الإخفاقات مع اتخاذ الإجراءات التي تفرض نفسها.
المدرب السابق للمنتخب الوطني للملاكمة - ابراهيم بجاوي سوء التسيير وراء المهزلة قال المدرب السابق للمنتخب الوطني للملاكمة إن نتائج المشاركة الجزائرية في الأولمبياد كانت مخالفة للتوقعات. وقال المدرب الذي ارتبط اسمه بأغلب التتويجات الجزائرية في الألعاب الأولمبية، إنه يتأسف كثيرا على أحوال الملاكمة الجزائرية، بعد الخيبة التي شعر بها إثر نتائج الأولمبياد. ولم يخف المتحدث أن سوء التسيير هو الذي يقف وراء ما وصفه بالمهزلة التي هزت الملاكمة الجزائرية، وقال إن الملاكمين الثمانية يتمتعون بمواهب خاصة، وما كان ينقصهم هو التكفل الأفضل بمشوارهم، خاصة بالنسبة للملاكمين عبد الحفيظ بن شبلة ومحمد أمين وضاحي، اللذين كانا قادرين، في تقديره، على نيل ميدالية في الأولمبياد، كاشفا أن الاتحادية الحالية كانت تعطي الأولوية للتحضير للانتخابات القادمة وانتظار مساعدات الدولة. وقال إن سيطرة الملاكمة الجزائرية إفريقيا مغالطة كبيرة، موضحا أن مستوى بطولة إفريقيا شهد تواضعا رهيبا، بسبب ما وصفه بتهميش البلدان التي تنطق بالإنجليزية، من طرف رئيس الكنفدرالية الإفريقية، عبد الله بسالم، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الاتحادية الجزائرية، وقال إنه دق ناقوس الخطر منذ سنوات، ولم ينتبه أحد إليه، وأشار المدرب الحالي للمنتخب الوطني العسكري إلى أنه توقع الإخفاق بعد مشاركة الجزائر في بطولة العالم بمدينة باكو هذا العام، وهي المشاركة التي لم تعرف تتويج أي ملاكم جزائرية. وبالنسبة له، فإن بطولة العالم تعد مقياسا لتحديد الملاكمين المرشحين للصعود فوق منصة التتويج، مثلما كان عليه في الألعاب العربية بالدوحة.
المدرب السابق للمنتخب الوطني للكرة الطائرة - نور الدين زردومي المدرب الأجنبي خطأ واللاعبات تأثرن بالتغييرات وصف المدرب الوطني السابق للكرة الطائرة، محمد الطاهر زردومي، المشاركة الجزائرية في الأولمبياد، بالمتوسطة، وأشار إلى أن الفريق لم يطور مستواه، برغم تأهله للمرة الثانية على التوالي إلى الأولمبياد، وقد فسر أيضا سبب إخفاقاته في المقابلات الخمس التي أجراها في لندن، بتأثره بالتغييرات التي شهدتها العارضة الفنية، مذكرا أن الطاقم الفني كان يشرف عليه مولود إخجي، الذي قال بشأنه أنه قدم خدمات كثيرة للفريق، قبل أن يقال من منصبه، ثم تم تعيين أحمد، إلا أن المرض اضطره للابتعاد عن الفريق، قبل أن يتم استقدام المدرب البولوني، وقال أن التغييرات ألحقت ضررا باستقرار التشكيلة. وفي هذا الخصوص، انتقد المدرب الوطني السابق للكرة الطائرة تعيين البولوني، جورج ستريميلو، على رأس الفريق، وقال المدرب الذي نال اللقب القاري مع منتخب (الأكابر - ذكور)، أن المدرب الأجنبي لم يقدم أي إضافة للفريق. ولم يخف المتحدث في تصريح ل''الخبر''، أن الأجدر كان تعيين مدرب أجنبي أكثر كفاءة، ما دام أنه سيتلقى أجرا بالعملة الصعبة. ومع ذلك، قال زردومي، الذي قاد منتخب الذكور إلى أولمبياد برشلونة، كشفت عن مواهب كبيرة، وخص بالذكر اللاعبة صافية بوخيمة، مع اعترافه بأن الغيابات أثرت أيضا على الفريق، وخص بالذكر القائدة الموزعة عكازي فاطمة الزهراء، متسائلا عما إذا كان لهذا الفريق القدرات للتأهل إلى مونديال 2014 في بطولة أمم إفريقيا القادمة.