يصوّر فيلم ''السفر الأخير'' للمخرج جمال عزيزي الذي عرض، أول أمس، ضمن سهرات ليالي ''ألف نيوز ونيوز''، جوانب من الحياة السينمائية في الجزائر، عبر بورتريه لأحد العارضين السينمائيين المتنقلين، إذ يقرر ''عمي صالح''، عقب إحالته على التقاعد، بعد سنوات قضاها في العمل كعارض سينمائي داخل القاعات السينمائية في الجزائر العاصمة، امتطاء شاحنة للعرض السينمائي، ليجوب بها المناطق والقرى النائية التي تفتقد لقاعات العرض السينمائي، ويتعطش أهلها لاكتشاف العالم السحري للفن السابع، ويعرض عليهم أفلاما يشاهدونها لأول مرة. واعتمد عزيزي في إخراج فيلمه الثاني الذي صوّر مباشرة، بعد فيلم ''رسول في موطنه''، على تقنية سينمائية حديثة، تدعى ''الرود موفي''، أي الأفلام التي تصوّر على ظهر شاحنة متنقلة عبر الطريق، وقد اعتمد عليها المخرجون السينمائيون الأمريكيون، لتصوير مظاهر الحياة على طول طريق ''سيكستي راود'' الشهيرة التي تربط الشرق الأمريكي بغربه. كما جاء الفيلم الذي صوّر بغلاف مالي بسيط، على شكل حوارات، حول وضعية الناس وعلاقتهم بالسينما في الجزائر، ويعطي الكلمة لأناس يدافعون عن الفن السابع، ويسعون إلى تخليصه من الغيبوبة التي آل إليها خلال السنوات الأخيرة. وذكر المخرج أن فكرة الفيلم استوحاها من شاحنات عرض الأفلام التي كانت تجوب المناطق النائية بولاية تبسة، أثناء مرحلة طفولته.