يقدم المخرج جمال عزيزي اليوم، بالموار العرض الأول لفيلمه »آخر سفر«، الذي يصوّر الحالة المتدهورة التي تمر بها السينما الجزائرية في إطار هادئ بعيد عن الخطابة والمباشرة. عبر ساعة و20 دقيقة من الزمن يكشف المخرج حال الفن السابع عندنا من خلال قصة رجل متقدم في السن يجول ويدور عبر مناطق ومدن الجزائر ليعرض أفلاما سينمائية، لكن المسكين يصطدم دوما بانعدام قاعات للعرض، وبندرة المراكز الثقافية في المدن والقرى، لذلك يقرر الإعتماد على إمكانياته المحدودة بدافع حبّه للسينما ويستعين بشاحنة لنقل وعرض أفلامه، يقودها بنفسه رغم حالته الصحية الحرجة. اعتمد المخرج على امتداد العرض على فنان واحد وحيد هو مراد خياط فيما ترك العنان للطبيعة التي احتضنت العروض على الهواء مباشرة. للإشارة أنتج جمال عزيزي فيلمه بتمويل فرنسي وبلجيكي لاتمامه بعدما اضطر الى بيع كل ما يملك كي لا يتوقف التصوير، ولم تمنحه وزارة الثقافة الدعم اللازم بالرغم من أنه حصل على تزكية لجنة القراءة التي تمكنه من الإستفادة من صندوق دعم الأعمال السينمائية من فئة الفيلم الطويل والذي رصد له مليار دينار. ميزانية »آخر سفر« وصلت إلى 25 مليون أورو استثمرها المخرج لإبراز فكرته في أصدق صورة. للتذكير، كان الفيلم القصير »اليمامة« لجمال عزيزي (1993) هو فاتحة أعماله التي تنوعت بين البوليسي والسياسي والاجتماعي وقد حصد هذا الفيلم 40 جائزة في مشاركاته عبر العديد من المهرجانات الدولية. من بين الأعمال التي انجزها هذا المخرج نجد أيضا »رسالة الجزائر« و»القميص الأخضر« وهما من نوع السينما الملتزمة، وفيلم »رسول في بلده« الذي يروي قصة فنانة تشكيلية تقع ضحية سوء ظن مجتمعها الرجولي، وفيلم »الحمامة« وغيرها وهناك أيضا العديد من الأفلام الوثائقية ك»حاملو السعادة« الذي يصور قافلة مكونة من 20 شاحنة تقطع أقصى صحاري الجزائر، و»عودة بيبلوم«. جمال عزيزي متحصل على ديبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع من باريس، وعلى ليسانس في التأهيل السينمائي والسمعي- البصري من جامعة السربون وشهادة تكوين مخرج من باريس وكذا شهادة تكوين صحفي في السمعي البصري من معهد الدراسات العليا للفن والإتصال بباريس.