حمّل المخرج والمنتج السينمائي جمال عزيزي، مسؤولية تراجع الإنتاج السينمائي غلق أزيد من 220 قاعة سينما وتوقيفها عن العمل إلى مسؤولي وزارة الثقافة، الذين عملوا على تهميش الطاقات المبدعة والمثقفة وإبعادهم عن الساحة ما تسبب في هجرة المئات من هذه النخبة العمل الفني السينمائي المسرحي معتبرا ذلك كارثة حقيقية ساهمت في قتل روح المبادرة والإبداع في الجزائر التي أصبحت تحتل ذيل الترتيب في مجال الإنتاج السينمائي والمسرحي عربيا وإقليميا وعالميا. مؤكدا في ذات السياق بأن هناك دول مجاورة تطورت في هذا المجال وصل إنتاجها إلى 20 فيلما سنويا فيما لم يتجاوز الإنتاج الجزائري في هذا المجال خلال 05 سنوات الستة أفلام، أرجع ذلك إلى الانسداد وغلق أبواب الحوار وتكميم أفواه المبدعين وحصر الأعمال في مجالات ضيقة وإسناد الأمور إلى أشخاص ليسوا من أهل الاختصاص واحتكار الأعمال الفنية والسينمائية لفئة مصلحيه انتهازية، محذرا من عواقب هذه التصرفات التي قد تضع الموروث الثقافي والفني والإبداعي الجزائري في محك الضياع والزوال، مطالبا بفتح المجال أمام المواهب وتحرير المثقفين من أبناء الوطن من القيود لتفجير مواهبهم وقدراتهم وإعادة فتح قاعات السينما والمسرح ووضع تصور حقيقي لتخليص الثقافة من العوامل الجمود والركود و ستنادها إلى أهلها. وعن آخر أعماله أكد أنه بصدد تحضير سيناريو لإنتاج فيلم حول ظاهرة مكافحة التهريب، يروي السيناريو قصة أخوين أحدهما يعمل في مجال التهريب والآخر في سلك الأمن سيصور جزء منه في تبسة، إلا أنه يقول بأنه قد تعرض إلى عراقيل وتعقيدات إدارية من مسؤولي قطاع الثقافة لإنتاج هذا الفيلم لعدم تقبل الفكرة الجديدة في هذا السيناريو، وسيشارك بفيلمه الجديد السفر الأخير في المهرجان الدولي للسينما ببوركينا فاسو الذي أنتجه سنة 2010. قصة الفيلم، التي تدوم ما يقارب الساعة وعشرين دقيقة، حاول من خلالها المخرج أن يسلّط الضوء على عمي صالح، الذي بعدما تمت إحالته على التقاعد بعد سنوات قضاها في العمل كعارض سينمائي داخل القاعات السينمائية بالعاصمة، قرر ركوب شاحنة العرض السينمائي ليجوب بها المناطق والقرى النائية خاصة تلك التي تفتقد للقاعات السينمائية ويتعطش أهلها لاكتشاف العالم السحري للفن السابع. للإشارة، فإن المخرج والمنتج عزيزي جمال ينحدر من مدينة الحمامات بتبسة سبق وأن شارك في 08 مهرجانات دولية بعدد من الأفلام منها فلمين طويلين، وأربعة قصيرة إلى جانب عدة أشرطة وثائقية، وهو يعد خريج المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1994.