إنّ الله يجازينا على النيّة والأفعال جميعًا، لقوله سبحانه وتعالى: ''وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حُنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة وذلك دينُ القيِّمة''. ولقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّما الأعمال بالنِّيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى'' الحديث متّفق على صحّته. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم'' رواه مسلم. فكثير من النّاس يظنّ أنّ الإيمان مجرّد اعتقاد بالقلب، وليس من الواجب تطبيق التكاليف الشّرعية إن كان القلب صالحًا، وهذا في الحقيقة فهم خاطئ للدّين يؤدّي بهم إلى ترك العمل بما أمر الله به، والحقيقة أنّه لا يمكن تصوّر صلاح القلوب إلاّ بصلاح الأعمال، ولا صلاح للأعمال إلاّ بصلاح القلوب، وقد بيّن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديث: ''.. ألاَ وإنّ في الجسد مُضغَة إذا صلُحت صلُح الجسد كلُّ، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلب''. فأنت إذا أمرت أحدًا بحكم شرعي مثل: الحجاب وترك التشبُّه بالكفّار ونحو ذلك، أجابك بأنّ الإيمان في القلب، ونسي أنّ الله تبارك وتعالى ينظر أيضًا إلى الأعمال فإن كانت صالحة قبِلها، وإلاّ ردّها عليه. والإيمان كما عرّفه أهل العلم: اعتقاد بالقلب وقول باللّسان، وعملٌ بالجوارح والأركان. هدانا الله وإيّاكم لفهم ديننا الحنيف فهمًا صحيحًا والعمل بما أمر الله تعالى به، آمين، والله الموفّق.