إقصاء 50 حاجا مصابا بأمراض مزمنة وخطيرة قلّص الديوان الوطني للحج والعمرة من عدد أطباء البعثة الطبية إلى 100 شخص، بينهم 50 طبيبا عاما ومختصا، ليشرفوا على سلامة وعلاج أكثر من 63 ألف حاج. وأقصت اللجان الولائية للصحة 50 حاجا من أداء المناسك، بسبب إصابتهم بأمراض مزمنة وخطيرة، كما بينت التحقيقات بأن عددا من الحجاج زوروا دفاترهم الصحية، ليتمكنوا من التوجه إلى البقاع المقدسة والموت هناك. أوضح وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، على هامش إشرافه على الأيام التكوينية للبعثة الطبية التي ستتكفل بعلاج الحجاج هذا الموسم، في المعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار في العاصمة، بأن ''ديوان الحج فرض علينا تقليص تعداد البعثة الطبية إلى 100 موفد، بعد أن كان العام الماضي 120 شخص، و150 قبل 4 سنوات''. ويصل معدل الفحوصات الطبية في موسم الحج إلى 50 ألف فحص، أغلبها يكون بعد انتهاء مناسك الحج، بمعدل 200 فحص يوميا طيلة فترة تواجد ال36 ألف حاج، يضاف إليهم الحجاج الجزائريون المقيمون في أوروبا وآسيا، ليصل إلى حوالي 40 ألف حاج''. وأضاف الوزير بأنه تم تخصيص 10 أطنان من الأدوية لتكون في المراكز التي ستعتمدها البعثة في المدينةالمنورة ومكة، تضم 276 نوع من الأدوية الضرورية. وسألت ''الخبر'' الوزير عن الإجراءات الصارمة المتخذة على مستوى اللجان الولائية للصحة التي تشرف على عملية فحص الحجاج المرشحين للتوجه إلى البقاع المقدسة، فأجاب بأن قائمة الأمراض التي يمنع المصابون بها من الحج في مقدمتها الأمراض القلبية والشرايين المزمنة، وإصابة الشرايين القلبية والصمامات القلبية المسدودة المنعقدة، وارتفاع الضغط الدموي الخبيث الحاد، وإصابات الهبوط القلبي، وإصابات الأوعية الدموية، ومستعملو الصمامات القلبية الاصطناعية وإصابة الشرايين الحادة السفلية، والتهاب الشُعب الهوائية الحاد، والربو المزمن الحاد، وداء السل الرئوي المعدي، والالتهاب الرئوي الهوائي الإعادي، والحوامل فوق الستة أشهر، والانهيارات العصبية الحادة المزمنة، وفقدان العقل والجنون، القصور الكلوي الحاد، والإعاقة الحركية المعقدة، وإصابات تعقيدات الداء السكري الحادة. وأضاف أن ''جميع الحجاج خضعوا لفحص نفسي عقلي معمق من قبل أطباء في الأمراض العقلية، قصد التأكد من أهلية الحاج ووضعيته النفسية والعقلية بدقة، تفاديا لتسجيل حالات انتحار مماثلة للحالات التي تم تسجيلها السنة الماضية بالبقاع المقدسة، بسبب انهيارات عصبية لحجاج جزائريين، فضلا عن اضطرار الديوان الوطني للحج والعمرة لترحيل عدد منهم من الأراضي المقدسة''. واعترف الوزير بأن ''هناك عددا من الحجاج من يزورون دفاترهم الصحية، من أجل تمكينهم من التوجه إلى البقاع المقدسة، ووجدت حالات في الموسم الفارط، وتم فتح تحقيقات في هذا الشأن لتحديد المسؤولية''. كما أن هناك من المرضى المصابين بإضرابات عقلية وأمراض خطيرة، يتعامل معهم الأطباء بمنطق المحاباة، من أجل تمكينهم من التوجه إلى البقاع المقدسة، من أجل الشفاء هناك أو الموت ودفنهم هناك. وأوضح رئيس البعثة الطبية، الدكتور السعيد ضيف، بأن ''كل طبيب يرفض إكمال مهمته في البقاع المقدسة، قبل انطلاق المناسك، بسبب ظرف ما، يمكن استبداله، لكن لن يسمح لهم بالتهاون والتفكير في التراجع مع بداية المناسك''. مضيفا بأن ''الصرامة ستكون أهم شرط، وسيتم معاقبة كل طبيب يتهاون في أداء مهامه''.