الخزينة العمومية تتكبد خسارة ب400 مليار دينار سنويا أكد اتحاد التجار والحرفيين أن عدد الأسواق الفوضوية والسوداء في الجزائر بلغت 2500 نقطة موازية عبر الوطن، وخطورة انتشار هذه الظاهرة أنها صارت تكبد خزينة الدولة خسائر جسيمة تبلغ سنويا 400 مليار دينار. واتهم الناطق الرسمي لاتحاد التجار الحكومة بفشلها في تطبيق برنامج الرئيس القاضي بإنجاز شبكة وطنية للتوزيع الواردة في المخطط الخماسي الجاري. كشف الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، في تصريح ل''الخبر''، بخصوص مبادرة وزارتي التجارة والداخلية في القضاء على الأسواق الموازية، أنها تستحق التشجيع لكنها غير كافية لعدة أسباب أهمها، يضيف المتحدث، كون القضاء على السوق السوداء والتجارة الموازية ليس مسألة أمنية، بل يجب أولا أن يكون الأمر مدروسا في إطار مخطط حكومي تُشرك فيه كل القطاعات والهيئات ذات العلاقة، منها المالية والعمل والجماعات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووزارة التجارة، أما ثانيا فيستوجب إعادة النظر في منظومة الضرائب، وثالثا في الإسراع في إنجاز الشبكة الوطنية للتوزيع. أما الاقتراح الرابع فيتمثل في الاعتماد على مشاريع الاستثمار وتشجيع الإنتاج. فبالنسبة للشبكة الوطنية للتوزيع المدرجة في المخطط الخماسي 2010 2014، يضيف بولنوار، تشمل بناء أزيد من 30 سوق جملة و800 سوق تجزئة و1000 سوق جوارية، غير أن الأمر لم يتم تجسيده على أرض الواقع، يضيف المتحدث، لأنه تناصفت الفترة المقررة وأغلبية السلطات المحلية لم تحدد حتى المساحات الأرضية التي تقام عليها هذه الأسواق. وعبّر نفس المصدر عن خشية اتحاد التجار من أن تنتهي الفترة دون تجسيد المشروع، ما يعني ''عجز الحكومة وفشلها في تطبيق برنامج الرئيس مثلما فشلت في توفير المياه المعدنية وإصدار قانون المداومة خلال المناسبات ومواجهة شبكات السوق السوداء وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين القدرة الشرائية''، يضيف السيد بولنوار. ودعا المتحدث باسم اتحاد التجار رئيس الجمهورية إلى الإسراع وإعادة النظر في تشكيلة الحكومة وبرنامجها في أقرب فرصة، كون الأسواق الموازية بلغت 2500 نقطة يشتغل فيها أكثر من مليون شخص، حيث إن الظاهرة، بحسب الدراسات، أصبحت تكبد خزينة الدولة خسائر جسيمة تزيد عن 400 مليار دينار سنويا، كما أن السوق السوداء صارت معبرا لتسويق المنتوجات الفاسدة ومنتهية الصلاحية، وأصبحت غطاء لتبييض الأموال ووسيلة لتمرير المنتوجات الممنوعة مثل المخدرات، يضيف ممثل التجار. وتحدث المصدر نفسه أن السوق السوداء والموازية أصبحت عقبة أمام مشاريع الاستثمار، سواء بالنسبة للمستثمرين المحليين أو الأجانب الذين يؤكدون أنه لا وجود لمنافسة شريفة في الجزائر أمام انتشار هذه الظاهرة.