حذر وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي من وجود من وصفهم ب''مجموعات كبيرة'' من المتطرفين المسلحين في بلاده، وقال بأنه لا يريد الدخول معهم في معركة خاسرة حسب تعبيره. وجاء في معرض حديثه عن قيام المتطرفين بهدم الأضرحة، أن ''هؤلاء الناس قوة كبيرة من حيث العدد والعتاد، ولا يمكنني أن أدخل معهم في معركة خاسرة وأقتل الناس من أجل قبر''، ثم تابع قائلا ''إذا تعاملنا معهم بذهنية الحل الأمني، فسنتوجه إلى السلاح، وهؤلاء الناس يمتلكون الأسلحة وهم مجموعات كبيرة يجب أن لا نغمض أعيننا عن هذا''. وعن استقالته، قال الوزير ''حين قدمت استقالتي، اعتقدت بأنني سأريح عددا كبيرا من الناس، ولكن يبدو أن استقالتي عقدت الوضع الأمني أكثر، لذا قررت العودة عن قراري''، ثم أضاف أسحب استقالتي وأنا مستعد لمواصلة مهمتي'' في تطور آخر، طالبت منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة ''اليونسكو'' ب''الوقف الفوري'' لأعمال تدمير الأضرحة والمواقع الصوفية في ليبيا، وأعربت مديرة المنظمة السيدة إيرينا بوكوفا في بيان أصدرته يوم أمس، عن ''قلقها البالغ'' حيال ما أسمته ''تدمير وتدنيس'' أضرحة صوفية ومكتبات في زليتن ومصراته وطرابلس، مؤكدة استعداد اليونسكو لحماية هذه المواقع التاريخية، وإعادة بنائها حسب بيان منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة، وقالت بأنه ''لا يمكن القبول بتدمير مواقع ذات أهمية دينية وثقافية'' ثم دعت السلطات الليبية والمجتمع المدني الليبي إلى ''تحمل مسؤولياتهم لحماية التراث الثقافي والمواقع ذات الأهمية الدينية من أجل الأجيال المقبلة''. هذا التحرك جاء بعد إقدام إسلاميين متطرفين على هدم ضريح الشعاب الدهماني في العاصمة طرابلس، وتفجير ضريح آخر للعالم الصوفي عبد السلام الأسمر في مدينة زليتن التي تقع على بعد 160 كلم شرق العاصمة، كما تعرضت مكتبة وجامعة تحملان اسم الشيخ الأسمر لأعمال تخريب ونهب وفق مصادر أمنية محلية، وهي الممارسات التي أدانها كل الليبيين، وندد رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف بتدمير التراث الثقافي والإسلامي وتعهد بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال.