ما يزال مؤدّي الأغنية السطايفية، بكاكشي الخيّر، محافظا على هذا الطابع الذي سطع في السبعينيات والثمانينيات، قبل أن تكتسح أغنية الراي الساحة الفنية، لكن هذا في نظر ابن مدينة عين الفوارة لم يغيّر من نمطه، فقد ظل وفيا له، مع الحفاظ على الكلمات النظيفة وإدراج بعض الآلات الموسيقية الحديثة.. ''الخبر'' التقته وأجرت معه هذا الحوار. الأغنية السطايفية تراجع صيتها مقارنة بما كانت عليه في بداياتها، ما سبب ذلك؟ الأغنية السطايفية من التراث الجزائري، ولها مكانة في الساحة الفنية، وقد بدأت تتراجع في السوق، كباقي الطبوع الأخرى التي كان لها شأن ثم تدحرجت. لكنني، بالمقابل، أرى أنها تحسنت وتقدمت، بفضل رواجها في التلفزيون الجزائري. رغم هذا، إلا أن ظهور مؤدّي الأغنية السطايفية يعدون على الأصابع؟ السبب راجع إلى السن، فيوم كنا شبابا في السبعينيات كنا أحسن حالا من الوقت الحاضر. وحتى الموسيقى كذلك تلعب دورا، إضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك خلف لنا، فنحن قد لا نبقى مسيطرين على الساحة. لذا، أتمنى من الشباب الصاعد أن يحافظ على هذا التراث، وأن يحسّن كلماته، باعتباره فنا موجها إلى العائلات، كما أنه يسمع في البيوت والأفراح. أدخلت على الأغنية السطايفية بعض الألفاظ البذيئة في المدة الأخيرة، ما تعقيبك؟ أعتقد أن الفنان الذي يتغنّى بالكلام القبيح في الشارع هو نفس كلامه في بيته، ولا ينسى أن كلامه يسمع من قبل أسرته. وبالتالي، ينبغي على الفنان أن يحافظ على سمعته من خلال فنه، إذا ما أراد كسب احترام الجميع. يشكو عدة فنانين من سرقة أغانيهم، ماذا عنك؟ يبتسم ثم يقول.. ثمة الكثير من أغانيّ أعيد أداؤها، دون استشارتي، والأدهى أن هؤلاء يزعمون بأنها من كلماتهم وألحانهم، ومثل هؤلاء كثر، خاصة لدى استضافتهم في البرامج التلفزيونية والإذاعية، حيث يصرحون بأن هذه الأغنية أو تلك من إنتاجهم، دون أن يفكروا بأن صاحبها الأصلي يشاهدهم. رغم رضاك عن إعادة أعمالك، هل لك أن تذكر لنا بعض أغانيك المعادة؟ هناك ''عسوه العساسة''، ''باعوني بالرخيص وأنا غالي''، ''بنت الطلبة''.. وغيرها. ولعلمكم، فقد دخلت عالم الفن سنة .1969 وحينها، مشكلة إعادة أو سرقة الأغاني لم نكن نسمع بها البتة، خلافا لما هو حاصل حاليا. ومن تحمّل مسؤولية انتشار هذه الظاهرة؟ للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة دور يظهر في الإدارة، وليس السوق، فمثلا عندما يعيد فنان ما أغنية ويتقدّم إلى هذه المؤسسة لتسجيلها وهي لبكاكشي الخيّر، فالحقوق يستفيد منها بكاكشي الخيّر، عكس الفنان الذي سرقها. رغم أقدميتك في المجال، غير أن ظهورك في الساحة الفنية محتشم، لِمَ؟ لست أنا الغائب عن الساحة الفنية، بل هي الغائبة عني، ومردّ ذلك يعود إلى المسيّرين، مادامت جاهزا لتلبية الدعوة في أي وقت.. بإذن الله لن أغيب عن الساحة، وأكرّر وأقول بأن بكاكشي الخيّر جاهز في أي وقت. ماذا عن جديدك؟ آخر أعمالي هو إعادة أغنية ''هي هي المعبود جاري يا محمود'' للفنان الراحل عيسى الجرموني، وهي أغنية في الطابع التونسي، سبق أن أداها أحمد حمزة وسلاف، مع العلم بأنها أغنية جزائرية الأصل، لكن القرصنة جعلت الموزعين يتخوفون من الخسارة.