قال مسؤولون إن الحكومة الليبية تسلمت عبد الله السنوسي رئيس مخابرات الزعيم الراحل معمر القذافي من موريتانيا يوم الاربعاء ليواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية.واعتقل السنوسي في موريتانيا في مارس اذار ومنذ ذلك الحين بدأ صراع على تسلم السنوسي بين ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية. وكان السنوسي من الشخصيات مرهوبة الجانب في نظام القذافي قبل ان يطيح به مقاتلو المعارضة العام الماضي.وقال طه بعرة المتحدث باسم النائب العام الليبي لرويترز إن مكتب النائب العام تسلم السنوسي وإنه سيخضع لفحوص طبية وسيتم قريبا التحقيق معه بشان قضايا وجهت اليه اتهامات فيها.ونشرت صورة صحفية للسنوسي وهو كثيف اللحية لدى هبوطه من طائرة هليكوبتر في ليبيا. وبدت على وجه ابتسامة خفيفة ومن خلفه جندي يساعده على هبوط السلم.وجاء تسليمه بعد زيارة وفد ليبي رفيع المستوى ضم وزير العدل ورئيس أركان الجيش الى موريتانيا يوم الثلاثاء. وقال مصدر حكومي موريتاني لرويترز ان السنوسي سلم الى ليبيا بموجب ضمانات قدمتها السلطات الليبية.ولم يتضح ما اذا كان قد صدر أمر قضائي يجيز التسليم. ورفض المصدر تحديد طبيعة الضمانات الليبية.واعتقل السنوسي بعد وصوله بجواز سفر مالي مزور على متن رحلة الى العاصمة الموريتانية نواكشوط قادما من المغرب. وكانت موريتانيا تخطط في الاساس لمحاكمته لدخوله البلاد بشكل غير مشروع.وقال متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية التي تريد محاكمة السنوسي بشأن اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية من بينها القتل والاضطهاد ان المحكمة لم تصلها اي معلومات بشان تسليم السنونسي الى السلطات الليبية في طرابلس.وقالت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي في الامر الذي اصدرته لاعتقال السنوسي انه استغل موقعه في القيادة لشن هجمات ضد مناوئي القذافي الذي تعقبه مقاتلو المعارضة وقتلوه بعد الاطاحة به في اغسطس آب من العام الماضي.وتريد فرنسا محاكمة السنوسي فيما يتعلق بتفجير طائرة فوق النيجر عام 1989 في حادث أسفر عن مقتل 54 من مواطنيها.وتم ايضا الربط بين السنوسي وتفجير طائرة بان امريكان فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 والذي قتل فيه 270 شخصا. وتقول مصادر دبلوماسية ان الولاياتالمتحدة مهتمة باستجوابه بشأن هذا الهجوم.وكان مصدر حكومي ليبي اعلن في اغسطس آب ان سيف الاسلام نجل القذافي سيحاكم في ليبيا هذا الشهر في ابرز محاكمة لشخصية من عهد القذافي الذي استمر 42 عاما.ويحرص حكام ليبيا الجدد الذين يهدفون الى وضع دستور ديمقراطي على محاكمة افراد عائلة القذافي وانصاره داخل البلاد. لكن نشطاء في مجال حقوق الانسان يخشون من الا تفي الاجراءات القانونية بالمعايير الدولية في ظل ضعف الحكومة المركزية وغياب نسبي لسيادة القانون.وسيف الاسلام مطلوب ايضا لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم ضد الانسانية خلال الانتفاضة التي اسقطت والده