بلغ واقع الصحة بقسنطينة درجة جد متقدمة من التعفن، إلى درجة رفض الأطباء استقبال مرضى في حالات جدّ خطيرة، وبأوامر من الأطباء الرئيسيين الحاملين درجات بروفيسور، كما هو الحال مع أحد المرضى البالغ من العمر 46 سنة، والذي رفض قسم الجراحة للمستشفى الجامعي استقباله وكذا عيادة الكلى بالدقسي، رغم أن حالته جدّ خطيرة. كشف أفراد عائلة المدعو ''ز. عزيز''، البالغ من العمر 46 سنة والمصاب بمرض خطير جدا يدعى ''فورميي''، أن كلا من مصلحة الجراحة للمستشفى الجامعي لقسنطينة، والعيادة المتخصصة في أمراض الكلى والمسالك البولية، رفضا استقباله للعلاج، حيث ظلت العائلة تنتقل بمريضها، وعلى مدار يومين كاملين، بين المؤسستين الاستشفائيتين. ففي المستشفى الجامعي، يقال لهم هذا من اختصاص عيادة الدقسي لأمراض الكلى، في حين أن أطباء هذه الأخيرة يقولون إن لديهم تعليمات من البروفيسور الطبيب الرئيسي بعدم استقبال مثل هذه الحالات، وما عليهم سوى التوجه إلى المستشفى الجامعي ابن باديس. من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن هذه الحالة ليست الأولى التي ترفض بمستشفيات قسنطينة، فقد سبقتها حالات كثيرة رفض فيها أساتذة الطب الحاملين لدرجة ''بروفيسور''، سواء بالمستشفى الجامعي أو عيادة الدقسي، استقبالها، كون المرض يستدعي تكفلا ومتابعة استعجالية ودقيقة، أضف إلى نقص الكفاءات التي يمكنها علاج هذه الحالات التي تتطلب عددا من العمليات الجراحية الدقيقة، منها الجراحة البلاستيكية. وعليه، فأساتذة الطب يرفضون استقبال مثل هذه الحالات. وفي انتظار أن ينظر مسؤولو عيادة الكلى والمستشفى الجامعي بقسنطينة لمثل هذه الحالات، يبقى المريض ''ز. عزيز'' يصارع الموت في كل لحظة، حيث قرّر أفراد عائلته، مساء أمس، البقاء في استعجالات عيادة الدقسي إلى غاية التكفل به، آملين أن يتدخل مسؤولو القطاع في قسنطينة ووزير الصحة، عبد العزيز زياري، لإنقاذ حياة مريض في خطر. وقد حاولنا أمس، مرارا، الاتصال بمسؤولي العيادة والمستشفى، لكن دون جدوى.