دخول مالي في الوقت الراهن يعتبر غاية في الخطورة، بسبب عمليات الاختطاف ومبدأ إقامة الحدود ''الرهيب''، ذلك المنهج الذي تتبعه الجماعات المسلحة المسيطرة على المنطقة. هذه المعطيات، على خطورتها، رفعت درجة التحدي ودفعت ''الخبر'' إلى اختراق الحدود الجزائرية والتوغل في شمال مالي لتقف على ما صنعته الفصائل المتطرفة بشعب الأزواد الذي يطالب باستقلال شمال مالي. بعد أسبوع من الانتظار تخللته محاولات فاشلة لاختراق الحدود الجزائرية المالية، جاءت فرصة أعادت لنا أملا كاد يتلاشى، فبعد حديث جمعنا بشاب من منطقة برج باجي مختار بأدرار، التي كانت بمثابة البوابة التي كنا نقف عندها ونترصد الأجواء لزيارة منطقة الخليل المالية، جاء محدثنا ومنحنا فرصة الذهاب هناك. لم تكد تمر ساعتان على مغادرة الشاب لنا، حتى رن الهاتف..''ألو من المتصل؟'' كان الطاهر عبر الهاتف، الاتصال زاد سرعة خفقان قلوبنا وجعلنا نشك أن يكون الشاب عدل عن وعده، لكن الأمر كان عكس ذلك، والاتصال سببه تقديم موعد الزيارة، حيث قال محدثنا بصوت خافت: ''ألو.. أنا الطاهر، اتصلت لأعلمك أنني استطعت إقناع الجماعة، فهل أنت مستعدة للذهاب الآن إلى الخليل؟''. لم يكن العرض يحتاج إلى تفكير، بل كانت الموافقة سريعة جدا، حتى الإعداد للرحلة كان أمرا هينا مقارنة بما سيحققه لنا الشاب. فبسرعة حملنا أغراضنا من الغرفة التي كنا نقيم فيها خفية، نظرا لوجود الأمن بمكان إقامتنا الذي كان سيحتضن زيارة والي أدرار. كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف زوالا، كنا نقف أمام مقر دائرة برج باجي مختار، توقفت أمامنا سيارة من نوع ''تويوتا ستايشن''، كان على متنها الطاهر وشابان آخران لم نرهما من قبل، صعدنا بسرعة وانطلقنا إلى شارع ضيق بالمنطقة توقفنا به عشر دقائق، تمكنا خلالها من التعرف على الشابين اللذين لم يكونا سوى من أعضاء الحركة الوطنية لتحرير الأزواد. وبعد أخذ مستلزمات الطريق، غادرنا دائرة برج باجي مختار نحو منطقة الخليل المالية التي لا يفصلها عن الحدود الجزائرية سوى 17 كلم. رغم أن المسافة كانت قصيرة ولم تستغرق سوى ربع ساعة من الزمن، إلا أن الحذر كان واجبا، فالسائق غاص في الصحراء محاولا الابتعاد عن أنظار حرس الحدود المتواجدين بمركز المراقبة، الأمر لم يكن صعبا لمرافقينا الذين تعودوا، حسبهم، دخول المنطقة عدة مرات في اليوم، دون المرور على الحاجز، لكن القلق كان باديا على وجوههم بسبب تواجدنا معهم. وبعد دقائق معدودة، توقفت السيارة ليخبرنا الطاهر الذي كان يجلس معنا في الخلف بأننا وصلنا إلى ''الخليل''، من هنا بدأت المغامرة. ما سمعناه عن إقامة الحدود وعن اختطاف الرعايا وعمال الشركات والمؤسسات، جعلنا ننتهج طريقة التخفي كي لا نلفت الانتباه. ولم نجد أمامنا سوى ارتداء ملابس سكان المنطقة. كل تلك الأحداث وقعت وسط صحراء قاحلة لا يوجد بها سوى نحن الأربعة. ركبنا السيارة من جديد وسرنا قليلا، لتظهر لنا من بعيد بعض الجدران والمنازل الطوبية وبقايا شاحنات محطمة وعجلات متناثرة هنا وهناك. المكان لم يكن سوى قرية هجرها سكانها بعد أن غرقت في الدمار. شيئا فشيئا فإذا بنا نرى بعض الأشخاص يجلسون بزوايا المنطقة وأمام بعض الدكاكين المظلمة، تلك الحركية الضئيلة أعادت شيئا ما الحياة للمكان. ''أنصار الدين'' تبنت أفكار التشدد ووضعت الأزواديين تحت مخالب الإرهاب في البداية منعنا رفقاؤنا الثلاثة من تصوير المنطقة لتجنب المشاكل مع جماعة ''أنصار الدين'' التي كانت تحكم قبضتها هناك، وطلب منا رفيقنا إبراهيم، أحد أعضاء الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وهو الذي أمّن لنا الطريق قبل الانتقال إلى الخليل، الانتظار قليلا قبل الشروع في التصوير. لكن لم نستطع ضبط أنفسنا وحاولنا اختلاس بعض الصور واللقطات لشوارع المنطقة التي كانت خالية من الحركة. توقفت السيارة أمام جماعة كانت تجلس على الأرض، جميعهم كانوا ملتحين ويلبسون ثيابا تشبه الملابس الأفغانية. نزل إبراهيم وتوجه نحوهم، وعاد ليخبرنا بأنهم من ''أنصار الدين'' ورفضوا الحديث معنا. من دون أن نفكر، فتحنا باب السيارة وتوجهنا نحوهم، ولم توقفنا نظراتهم لنا التي كانت تظهر توجسهم منا، وجلسنا معهم على الأرض. وما هي سوى لحظات حتى بدأنا الحديث معهم: ''أنا صحفية من يومية ''الخبر'' الجزائرية، أعرف أن قدومي مفاجئ وخطير''. وهي الخطوة التي وصفها رفيقنا إبراهيم بالطائشة، خرجت منها بجملة أو جملتين من رجل كان من بين المجموعة: ''مرحبا، ماذا تريدين منا نحن أصحاب الأرض، أزواديون؟''. وقبل أن يواصل محدثنا كلامه لنا، فإذا بأفراد الجماعة يغادرون المجلس والغضب باديا على وجوههم، ما جعل إبراهيم يسحبنا إلى السيارة، وينطلق بنا مباشرة إلى معسكر كان يتدرب فيه مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير الأزواد. وقبل النزول، قال رفيقنا الثالث الذي كان صامتا طوال الطريق: ''أنصار الدين تبنت أفكار التشدد ووضعت الأزواديين تحت مخالب الإرهاب... خطرهم كبير''. كان المعسكر خاليا من الحركة، دخلناه ووجدنا به مناضلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، يظهرون وهم يتدربون على الرماية وحمل السلاح وتسلق الجدران وغيرها من التدريبات القتالية الشرسة.. دبابات ورشاشات وغيرها من الأسلحة الثقيلة موجودة بالمكان. غادرنا المكان وتوجه بنا رفقاؤنا إلى مكان آخر لا يختلف كثيرا عن السابق، وهو مكان يجتمع به قادة الحركة، وجدنا هناك في استقبالنا رجلا يرتدي بدلة الحرب ويحمل سلاح كلاشنيكوف، ويقف أمام شاحنة كبيرة كانت غنيمة من معركة خاضتها الحركة ضد الجيش المالي. ولجنا المكان وتوقفنا عند مخزن للمؤونة والمواد الغذائية التي كانت معظمها مصنوعة في الجزائر، حيث أخبرنا أحد رفقائنا أن تلك المواد الغذائية مساعدات ستنقل إلى المناضلين المتواجدين بالصحراء. ونظرا لأشعة الشمس الحارقة، انتقلنا إلى إحدى الغرف المتواجدة بالمركز في انتظار زعماء الحركة. وبعد ساعة من الانتظار والحديث مع عائلة كانت تقيم بالمكان وتعمل على خدمة زعماء الحركة، جاء إبراهيم وأخبرنا أن الزعماء لن يعودوا إلى المركز إلا بعد ثلاثة أيام لأمر طارئ، وتقدمنا من إبراهيم لمعرفة سبب الغياب. في البداية حاول رفيقنا إخفاء الأمر، لكنه عاد من جديد وقال: ''عناصر الحركة لديهم لقاء مع زعماء القبائل المتواجدة بالصحراء، فهم يعدون لعقد اجتماع لإعادة هيكلة الجبهة من جديدة والتحضير لمحاربة ''القاعدة''. إبراهيم الذي تحدث كثيرا عن النضال وتمسكهم بالثورة لتحرير الأزواد من مخالب ''القاعدة''، بعد أن انتزعوها من يد الجيش المالي، الذي يرون أنه ليس سوى إرث تركه الاستعمار ليحكم قبضته على المنطقة ويحاصر سكان شمال مالي، حسبه، ويغرقهم في دوامة الفقر والجوع. هو شاب منحته الحياة فرصة العيش الكريم، وقد تمكن من مواصلة دراسته وغادر أرض مالي وتخرج من الجامعة، لكن دمه الأزوادي غلب الرفاهية، ليعود إلى مسقط رأسه محاولا ''تشييد بلد حر، من بقايا دمار وخراب'': يقول. الجبهة تنقل معسكراتها إلى أماكن أكثر أمانا وتستعد لمحاربة ''القاعدة'' بعد حديث مطول مع إبراهيم عن ظهور الحركة ومقاومتها للجيش المالي والفوز، عاد إبراهيم وحمّل مسؤولية الهزيمة التي تكبدتها الحركة، والتي قلصت نفوذها بشمال مالي ودفعتها إلى مغادرة عدة مناطق كانت السيدة فوقها، لحركة ''أنصار الدين'' المنفصلة عن الجبهة. وقال محدثنا في هذا الصدد إن هذه الحركة تبنت أفكارا متشددة بعيدة عن الدين الإسلامي، الذي قال عنه إبراهيم إنه عقيدتهم الوحيدة التي فتحوا عيونهم عليها وليسوا، حسبه، بحاجة إلى شخص يلقنهم دروسا في الدين، ويظهر لهم الحلال والحرام، مشيرا إلى أن المنهج الذي أرادت حركة ''أنصار الدين'' تطبيقه ما هو إلا تطبيق لقرارات ''القاعدة'' التي استطاعت أن تستميل عناصر منهم ومنحتهم القوة، حسبه، لفرض سيطرتهم على المنطقة. لهذا قال إبراهيم: ''أنصار الدين ما هي إلا غطاء لتنظيم ''القاعدة'' الذي لا يسعى سوى لاستعمار الساحل الصحراوى وغرس قواعده بالمنطقة''. تلك المعطيات، يضيف إبراهيم، دفعت الجبهة إلى التمسك بحلم الاستقلال، فهم الآن بصدد التحضير لخوض الحرب ضد ''القاعدة'' وكل الفصائل التي تساندها، حسب إبراهيم الذي أشار في حديثه إلى أن الضربات الأخيرة التي تلقاها زعماء الجبهة من حركتي ''أنصار الدين'' و''الجهاد والتوحيد''، جعلتهم ينقلون معسكراتهم وأسلحتهم، التي حازوا عليها من حرب ليبيا، إلى مناطق أخرى أكثر أمانا. سلاح روسي ب70 ألف دينار جزائري غادرنا المعسكر وتجولنا بشوارع الخليل، التي هي عبارة عن قرية صغيرة جميع بناياتها طوبية ولا يوجد بها سوى الخراب: شاحنات محروقة وبقايا آلات حرب متناثرة هنا وهناك. وأثناء الحديث مع مرافقينا، سألناهم عن كيفية الحصول على السلاح، وكان الجواب لديهم سهلا: ''السلاح بالخليل يباع علنا''. لم نفهم ما كانوا يعنونه إلا بعد أن توقفوا بنا عند أحد المحلات لبيع المواد الغذائية، ودخلنا رفقتهم، فإذا بإبراهيم يطلب من صاحب المحل عرض بعض قطع السلاح علينا، عل وعسى تعجبنا قطعة ما، وبسرعة فائقة أخرج التاجر صندوقا متوسط الحجم من الدرج المخصص لعرض المواد الغذائية، ثم فتحه فإذا به قطعة كلاشنيكوف وذخيرة حية. ونحن نعاين السلاح، قال التاجر: ''هذا السلاح روسي وسعره 70 ألف دينار فقط''. تركنا التاجر بعد أن وعدناه بأننا سنعود في يوم آخر لشراء ما نحتاجه. ركبنا السيارة وعدنا إلى الحديث مع مرافقينا الذين تحدثوا عن مخلفات انقلاب ''أنصار الدين'' عليهم ووضع أيديهم بأيدي الإرهابيين، حيث قال إبراهيم: ''أنصار الدين هم الذين غرسوا شوكة الفصائل الإرهابية الأربع بالمنطقة ومنحوها حق السيطرة على الأرض ''... ليضيف: ''الآن لا يسعنا سوى دعوة إياد آد غالي إلى طاولة الحوار والتكتل لمحاربة أتباع دروكدال وكسر شوكتهم''. ونحن نستمع لمحدثينا فإذا بصوت الرصاص يأتي من بعد أمتار، الأمر لم يخف إبراهيم وأصدقاءه الذين نظروا إلينا وقالوا إن صوت الرصاص قادم من معسكرات التدريب التي لا تزال موجودة بالخليل. مرت أربع ساعات على زيارتنا للمنطقة التي تجولنا بشوارعها، وتحدثنا إلى البعض من قاطنيها، ليعلمنا إبراهيم باقتراب موعد العودة إلى برج باجي مختار، وقد وعدنا رفيقنا بالرجوع إلى مالي والذهاب إلى منطقة أنافيف التي يتواجد بها زعماء الحركة للقائهم والحديث معهم، ذلك الوعد جعلنا نتمسك بزيارة مالي مجددا والحديث إلى باقي الفصائل والحركات. خارطة جديدة لمالي تخيّر الأزواديين بين التشدد والهلاك فصائل ''القاعدة'' تدفع أصحاب الأرض إلى التكتل والدخول معها في حرب دفع خطر التدخل الأجنبي لوقف الاقتتال في شمال مالي جميع الأطراف والفصائل، داخل البلاد، إلى التفكير من جديد في طريقة تمكنهم من السيطرة على المنطقة، بعيدا عن لغة السلاح والترهيب. وتسعى الجماعات المسلحة، التي ناب عنها مختار بلمختار في عقد لقاءات مع زعماء قبائل الأزواد، للتودد إليهم، في المقابل وجدت الجبهة الوطنية لتحرير الأزواد وحركة ''أنصار الدين'' نفسيهما مرغمتين على التكتل ومحاربة أتباع دروكدال للسيطرة على الأرض. وحسب مصادر ''الخبر'' التي زارت المنطقة، فإن أمير كتيبة الملثمين، مختار بلمختار، المعروف بالأعور، اجتمع منذ أيام مع البعض من زعماء قبائل الأزواد، بمنطقة أغلهوك القريبة من تاساليت في شمال مالي، بغية التودد إليهم. الزيارة، حسب مصادر ''الخبر''، كانت بمثابة تقديم الاعتذار على الجرائم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة المتشددة ضد الأزواد. في المقابل، وجدت حركة ''أنصار الدين''، التي شعرت مؤخرا بسحب البساط من تحت أقدامها، نفسها مضطرة لإعادة التفكير من جديد والعودة إلى أحضان قبائل الأزواد الذين انشقت عنهم. واختار إياد آد غالي، زعيم الحركة، الريادة رافعا راية المذهب الإسلاموي المتشدد. وخرجت طاولة النقاش، التي جمعت 350 قبيلة أزوادية وممثلين عن حركة ''أنصار الدين''، بتشكيل جيش أزوادي موحد، هدفه الوحيد تحرير الأرض وطرد الجماعات المسلحة غير الأزوادية من أرض مالي، مع رفض أي تدخل أجنبي في أرض الأزواد. وكانت تلك التوصيات الصادرة عن اللقاء الذي عقد في التاسع من الشهر الجاري بمنطقة أنافيف، والذي دام يومين، منطقية إلى حد ما وأرضت الطرفين. لكن الاقتراحات التي طرحت في اللقاء أحدثت شرخا بين الإخوة الأعداء، إذ لم يهضم ممثلو إياد آد غالي فكرة تعيين أنتاله أغ الطاهر، كبير عقال القبائل، ناطقا باسم الأزواديين. ورغم التوتر وعدم الرضا اللذين تخللا الاجتماع، إلا أن أمل التكتل لا يزال قائما. فحسب البيان الختامي الصادر عن ''ملتقى علماء وأعيان ووجهاء وشيوخ قبائل الأزواد''، الذي تحوز ''الخبر'' على نسخة منه، تم تشكيل لجنة مصالحة بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و''أنصار الدين''، يترأسها الشيخ أنتاله أغ الطاهر والشيخ بابا ولد سيدي مختار. مشاهد لم نلمح خلال زيارتنا الأولى للخليل أي امرأة، فالوضع الأمني والتشدد الذي فرضته جماعة ''أنصار الدين'' على السكان، حال دون تجول النساء في النهار بالشوارع، حسب مرافقينا الذين قالوا إن الحركات المتشددة تلجأ إلى إقامة الحد على الضعفاء بحجة انتهاك الدين. فالعديد من النسوة تعرضن للتعذيب والتعنيف من طرف تلك الجماعات لمجرد ارتداء لباس تراه غير شرعي أو متبرجا. الخليل عبارة عن قرية صغيرة جدا، لكن الغريب أن كثرة الفصائل جعلها تحتضن أربع رايات، كل راية تمثل حركة. تبقى المواد الغذائية والمشروبات المصنوعة بالجزائر هي الرائدة والوحيدة بدكاكين الخليل في شمال مالي، فالتجار الذين تحدثنا إليهم قالوا إن السلع التي تصلهم من الجزائر تأتي عن طريق التهريب الذي لا يعترف بالحدود. السلاح المنتشر هنا وهناك لم يكن حكرا على المسلحين أو الكبار، بل وصل حتى إلى أيدي الأطفال. قصدت ''الخبر'' إحدى المدارس بالخليل، وهناك لاحظت أن المكان قد تحول إلى مأوى لعائلات فرت من القصف واختبأت بين جدران الأقسام. ولم تمنع تلك الظروف كلا من خديجة وإياد من الكتابة على جدران القسم الذي يؤويهم. وبعد الاقتراب منهما وجدنا الطفلين منشغلين برسم سلاح رشاش. فالتقتيل وعمليات التعذيب التي تشهدها المنطقة جعلت الصبيين لا يفكران سوى في أداة يدافعان بها عن نفسيهما، ولو بالكتابة على الجدران