تشهد معظم الأسواق الشعبية والشوارع الجزائرية مع حلول شهر رمضان من كل سنة، انتشارا ملحوظا لعدد من تجار المناسبات الذين يسارعون لتغيير نشاطهم ويجعلون من تجارة المشروبات بأشكالها والشاربات المقلدة تجارة مربحة، في ظل الارتفاع الفاحش في سعر مادة الليمون الذي بلغ سعره حدود 200 دج أصبحت ظاهرة بيع المشروبات الغازية ومعلبات العصائر المتراكمة على أرصفة الطرقات، والمعروضة تحت أشعة الشمس، بمثابة “ديكور” تتزين به الشوارع والمحلات، في ظل الانعدام الكلي لأشكال الحفظ والوقاية بسبب سوء تخزين وتغليف هذه السلع الحساسة التي أصبحت سموما يقتنيها المواطن أمام أعين الرقابة التي قهرها العدد المتزايد للتجار الفوضويين. ماء وحمض السيتريك وقليل من السكر، هي التركيبة السحرية التي استهوت عقول الكثير من الجزائريين وجعلتهم يتسابقون على اقتناء هذا “المشروب القاتل” على أساس أنها شاربات أصلية دون أن يعرفوا مكوناتها الحقيقية، حيث تتكون الشربات الأصلية من عصير ليمون طبيعي وقليل من الماء والسكر، لكن مع غلاء مادة الليمون في الفترة الحالية الذي قفز سعره إلى 200 دج للكيلوغرام مع حلول شهر رمضان، فإن تجار المناسبات قاموا بتغيير التركيبة، واستبدلوا الليمون الطبيعي بمادة حمض السيتريك أو ملح الليمون، وهو حمض عضوي ومادة حافظة طبيعية يستخدم لإضافة مذاق حمضي للأطعمة والمشروبات، حتى يبدو للمتذوق أنه يحتسي عصير ليمون طبيعي بسبب تلك الحموضة المتميزة. وتتضمن مقادير التركيبة ملعقة أكل واحدة من هذا الحمض التي تعادل قيمتها 5 دج فقط، يضاف إليها القليل من الماء وملون غذائي، إضافة إلى كمية من الحليب لجعل السائل يبدو مركزا وطبيعيا، حيث تعطي هذه التركيبة مقدار لترين من المشروب الملون ذات الحموضة المصطنعة أو ما يسمى “شاربات مقلدة”، إذ تتم تعبئتها في أكياس شفافة وتسويقها بسعر 35 للتر الواحد. وهناك من التجار من يأتي بهذه الأكياس معبأة ويبيعها على أساس أنها شاربات أصلية جاء بها من مدينة بوفاريك، منشأ هذا المشروب، نظرا لما تزخر به منطقة بوفاريك من حقول أشجار الحمضيات من برتقال وليمون. الشاربات المقلدة تتحول إلى سم قاتل عند تعرضها لأشعة الشمس أجمع مختصون في تحليل المواد الغذائية أن المشروبات المعرضة لأشعة الشمس، سواء كانت غازية أو عصائر مكونة من مستخلصات صناعية، تصبح بمثابة سم قاتل يهدد صحة وسلامة المستهلك، بعدما أصبح منتجو هذه المشروبات يلجؤون إلى المُحليات الاصطناعية التي تتلاءم أسعارها مع طبيعة المنتوج بالنظر إلى سعر مادة السكر التي سجل قفزات قياسية، حيث تعتبر العصائر الطبيعية مثلا عبارة عن مزيج نقي من الفواكه، هذه الأخيرة التي تحتوي مواد كيميائية حساسة سريعة التأكسد بمجرد تعرضها للأكسجين لمدة طويلة، على غرار التفاح الذي يسوّد لونه بعد تعرضه لأشعة الشمس والأكسيجين، وهو الشيء نفسه بالنسبة لباقي العصائر المأخوذة من الفواكه الممزوجة. أما المشروبات الغازية، رغم أنها ليست من عصير الفواكه، إلا أنها تصبح شديدة الخطورة بعد أن يضعها هؤلاء التجار الفوضويون المخالفون للتعليمات الصحية خارج أماكن الحفظ، حيث تتعرض المركبات الكيميائية المضافة في تركيبة المشروب إلى التأكسد وتصبح بدورها مركبات سامة بعد التفاعل الخارجي، كما تؤدي المشروبات المعروضة تحت أشعة الشمس إلى مضاعفات خطيرة باعتبار أن السوائل سهلة الهضم تنتشر بسرعة فائقة إلى الأوعية الدموية، هذا ما يهدد المستهلك بتعرضه لتسممات غذائية وأعراض جانبية وخيمة تصل حد الموت. كما يؤدي تناول المشروبات التي تحتوي محليات اصطناعية إلى الإصابة بحروق بالأمعاء والمعدة مصحوبة بآلام حادة تلزمه زيارة مصلحة الاستعجالات الطبية بأقرب مستشفى.