دق أولياء الأطفال المصابين بمرض الربو المزمن ناقوس الخطر، جراء النفاد التام لمخزون الأدوية على مستوى الصيدليات العمومية والخاصة، منذ أكثر من 5 أشهر، على الرغم من الشكاوى والمراسلات الموجهة من طرف أولياء المرضى وجمعيات المرضى المزمنين إلى الجهات الوصية، على رأسها وزارة الصحة والسكان. وقد أحصى أولياء الأطفال المصابين بالربو المزمن قائمة من الأدوية غير المتوفرة على مستوى الصيدليات منذ 5 أشهر، منها دواء ''بيلميكورت'' 1 مليغرام، الذي يعتبر من بين الأدوية المهمة جدا في علاج الأطفال المصابين بمرض الربو، الأمر الذي يضع حياة أكثر من 200 ألف طفل يعاني من مرض الربو في الجزائر، حسب آخر الإحصائيات، في خطر، خصوصا أن الجهات الرسمية أحصت، في السنوات الأخيرة، ارتفاعا مخيفا في نسب إصابة الأطفال بأمراض الحساسية والربو بالجزائر، والتي تراوحت من 3 إلى 8 بالمائة، ويعاني من مرض الربو في الجزائر حوالي مليون و500 ألف شخص، ما جعل الهيئات الصحية تضعه في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار بعد مرض ارتفاع الضغط وداء السكري. دواء ''بيلميكورت 1 مليغرام للأطفال، هو عبارة عن بخاخ يحتوي على مادة نشطة من الستيرويدات القشرية والهرمونات التي تنتج بشكل طبيعي عن طريق الغدد، ولديه العديد من الوظائف الهامة، بما في ذلك السيطرة على الاستجابة للالتهابات التنفسية والصدرية عند الأطفال. ويحتوي الدواء المفقود في السوق الوطنية على ''كورتيكوستيرويد اصطناعي'' يستخدم في خفض الالتهاب في الرئتين، واستنشاقه عن طريق جهاز تنفسي اصطناعي من طرف الطفل المصاب يساعد خلايا الرئتين والمجاري التنفسية على العمل بطريقة طبيعية نوعا ما، ويعطي نتائج هامة في التقليل من الالتهابات، وبالتالي المساعدة على منع نوبات الربو والضيق في التنفس. واشتكى العديد من أولياء المرضى من ندرة دواء ''بيلميكورت''، منهم السيد جواني زوبير من عنابة، الذي صرح أن ابنه أنس، البالغ من العمر 3 سنوات، يعاني منذ الشهر الأول بعد الولادة من مرضى الربو المزمن، بعد أن أصيب بالمرض بمستشفى البوني لطب الأطفال، بسبب عدوى زكام حاد قاتل، أصيب به رفقة أخته التوأم التي توفيت في جانفي ,2010 رفقة 7 رضع آخرين داخل المستشفى، بسبب فيروس قاتل انتقل إليهم عن طريق رضيع تم نقله للعلاج من ولاية تبسة إلى مستشفى البوني بعنابة. وذكر السيد جواني زوبير أن ابنه يواجه صعوبات كبيرة في مقاومة مرضه، جراء نفاد الدواء على مستوى الصيدليات العمومية والخاصة، منذ 5 أشهر، ما اضطره إلى اللجوء إلى بعض أقاربه المقيمين في فرنسا لجلب الدواء المفقود محليا، بسعر 6000 دينار للعلبة الواحدة التي يتم استهلاكها في ظرف قصير. وأضاف المتحدث أنه لم يعد يقوى على شراء الدواء المفقود الذي كانت توفره الوزارة الوصية بالمجان للمرضى المزمنين، مشيرا إلى أنه أصبح ملزما بمطالبة مسيري الصيدليات الخاصة والعمومية بالتأشير على الوصفات الطبية الممنوحة لهم من طرف الأطباء المختصين في أمراض الأطفال، بعبارة ''غير متوفر''، من أجل توثيق الحالة الصعبة التي يمر بها ابنه المعرض للموت في أي لحظة، في حال استمرار الجهات الوصية في تجاهل الطلبات المستمرة للأولياء في توفير دواء ''بيلميكورت''.