أكد عباد فيصل، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، في حوار ل"الحياة العربية" وجود 160 صيدلية عشوائية تنشط بطريقة غير قانونية وتورط مدراء صحة في الترخيص لأصحاب نفوذ بفتح صيدليات لأبنائهم ومعارفهم. وأشار فيصل عباد إلى إن الوضع بقي على حاله وإن 251 دواء مفقودا على مستوى الصيدليات، 150 منه موجه للمصابين بالأمراض المزمنة. ودعا وزير القطاع ولد عباس إلى وضع إجراءات استعجاليه لإنهاء هذه الأزمة. الحياة العربية: هل تم الفصل في الملف الذي قدمتموه لوزير الصحة بخصوص وضعية سوق الأدوية بالجزائر؟ فيصل عباد: حقيقة تم الشروع في الفصل في هذا الملف الذي قدمناه لوزارة الصحة حول الوضعية الكارثية لسوق الأدوية بالجزائر، لكنني اعتقد أنه ليس حلا نهائيا ونسجل ندرة ونقصا لبعض الأدوية. وقدم ملف مفصل للوزير حول وضعية القطاع، في ظل إصلاحات يخضع لها، لعرض مقترحات حول كيفية تنظيم سوق الدواء في فوضى عارمة تميزه، والمتضرر الأساسي منها هو المريض. - هل حقيقة أن أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة هو نقص التموين بالأدوية؟ بالطبع يوجد نقص كبير في التموين بالأدوية وخصوصا خلال الأشهر القليلة الماضية، سجلنا نقصا ملحوظا في وفرتها لدى الصيدليات أو المستشفيات وجزء منها أخرج إلى السوق بعد احتجاجنا. - ما هو العدد الحقيقي للأدوية المفقودة بالمستشفيات والصيدليات؟ وصل العدد الحقيقي للأدوية المفقودة بالمستشفيات وبالصيدليات الى 251 دواء ووصل في الأشهر القليلة الماضية إلى 305 دواء، بمعنى إنها تقلصت نوعا ما مقارنة باللازمة التي عرفناها. - البعض يتحدث عن صيدليات تنشط بطريقة غير قانونية هل تؤكدون ذلك؟ لا يوجد صيادلة يعملون بطريقة غير قانونية وإنما هناك "كراء" للشهادات لأشخاص ليس لهم صلة أو علاقة بالقطاع، وهنا تكون العملية غير قانونية توجد حوالي 160 صيدلية عشوائية تنشط بطريقة غير قانونية في هذا المجال. - ألا تعتقدون أن التمييز الذي يتعرض له الكثير من الصيادلة في بعض المناطق المعزولة حرم الصيدليات من التزود ببعض الأدوية؟ بالتأكيد يوجد الكثير من التمييز يتعرض له الصيادلة في بعض المناطق المعزولة يحرم الصيدليات من التزود ببعض الأدوية وتكون في غالب الأحيان مفقودة، إلا أننا سجلنا بعض التجاوزات التي يقوم بها مدراء الصحة الذين يقومون بالترخيص لأصحاب النفوذ بفتح صيدليات بطريقة غير قانونية. - بعض الموزعين يخزنون الأدوية النادرة لافتعال الأزمة ما ردكم؟ على الوصاية تطهير قطاع التوزيع من الدخلاء والوسطاء الذين تسببوا في الندرة، حيث أن أكثر من 4 آلاف صيدلي من بين 8 آلاف ضحية تجاوزات من قبل الموزعين، بحكم تواجدهم في أماكن معزولة لا يصلهم الدواء ويمارسون التمييز، بينما الصيادلة الناشطين بالمدن الكبرى يستفيدون من جميع الطلبات، إلا أن إدخال المنتجين مع الصيادلة في هذه المجموعات، يجعل كل طرف يتحمل مسؤوليته، على اعتبار أن مهمة هذا التكتل التنسيق بين الطرفين. - هناك من يقول أن تكتل الصيادلة سينهي الفوضى.. تنظيم الصيادلة الخواص لأنفسهم في شكل مجموعات، سيضع حدا للمشاكل التي يواجهونها بسبب نقص التموين، والضغوط الممارسة عليهم من الموزعين الذين يفرضون عليهم أدوية غير مطلوبة، شرط أساسي للحصول على أدوية حساسة ومفقودة، ويتسببون في افتعال الندرة التي حرمت المرضى من أدوية أساسية لعلاج الأمراض المزمنة. - راسلتم مؤخرا وزير الصحة بخصوص تجاوزات سجلتموها في القطاع الصحي. هل تلقيتم ردا صريحا منه؟ ابلغت الوزارة بهذه التجاوزات ووجهت تعليمة إلى مدراء الصحة عبر الولايات لوقف فوضى أصبحت هاجسا حقيقيا، نظرا لخطورة الوضع الذي يهدد المهنة. وأراد أصحاب النفوذ والمال تحويلها إلى تجارة للربح السريع. وفي حال عدم وضع حد لمثل هذه التصرفات، ستشهد أزمة دواء حقيقية. وننتظر أن تكون هناك لقاءات فعلية مع الوزارة الوصية بخصوص مشاكل يتخبط فيها القطاع في الوقت الراهن والعمل من أجل حلها نهائيا. قلتم ان أدوية كثيرة مفقودة في الصيدليات والمستشفيات وخصوصا المتعلقة بالأمراض المزمنة، هل وضعت إجراءات استعجاليه لإنهاء الأزمة؟ الوضع على حاله ويبقى 251 دواء مفقودا في الصيدليات، 150 منه موجه للمصابين بالأمراض المزمنة. وأجدد دعوتي إلى وزير القطاع ولد عباس لوضع إجراءات استعجاليه لإنهاء الأزمة، ومن أهم الأدوية المفقودة والخاصة بالمرضى كدواء''سيستال'' المضاد للالتهابات، إضافة إلى ''ديبروستان'' ضد الالتهاب، وحقن الخاصة بالربو من نوع ''كيناكورت'' و''الكورتيكويدات''، وهي بخاخات مضادة لآلام الحنجرة ومعالجة التهاب القصبات الهوائية، إضافة إلى ''كولي اكستريل'' و''جيفالكس'' و''إيكزاسبراي'' و''إيلودريل''.