حذر أبو جرة سلطاني رئيس مجتمع السلم، أمس، من اضطرابات شبيهة بأحداث 55 أكتوبر ,1988 في حالة تأخر إصلاحات سياسية عميقة في بلادنا. وقال سلطاني أمام العشرات من منخرطي التنظيم الشباني للحزب المعروف باسم شمس، خلال لقاء نظم بمناسبة مرور 24 سنة على تلك الأحداث ''إن مكونات نار 5 أكتوبر لا تزال متوفرة، ونخشى أن تصب عليها الزيت''. واستغرب أبو جرة في تحليله من الخطاب الرسمي الذي عمل لاسترجاع تلك الحوادث ويقدمها على أنها ''ربيع جزائري''، بعدما كانت توصف بأنها ''شغب أطفال''، وفي رأيه فإن تلك الحوادث ''كانت صراعا بين جناحي السلطة آنذاك المجددين (الإصلاحيين) ودعاة الاستمرارية (المحافظين)''. وبعد أن تحدث عما أسماه توبة المسؤولين الجزائريين بهذا الخصوص (القول بأن تلك الأحداث كانت ربيعا)، لفت في تحليله إلى تناقض الخطاب الرسمي في هذه المسألة، وتساءل ''أين نحن من ثمار وأزهار ووديان الربيع؟ لتكن هناك شجاعة سياسية ليقطف الجزائريون ثمار ربيعهم؟''. وأضاف إذا فرضنا أن تلك الأحداث كانت ربيعا عربيا، ماذا تغير؟ ما هو ثمن تضحيات 550 روحا أزهقت في تلك الأحداث التي تبعتها مأساة وطنية خلفت ما بين 100 ألف إلى 200 ألف قتيل؟ ليجيب بنفسه قائلا إن ''وضع الجزائر لم يتغير كثيرا بعد 24 سنة من تلك الحوادث''، وتحدث هنا عن انتشار الفساد السياسي والمالي وأرقام فلكية لعمليات الاختلاس، والتهرب من المسؤولية، وعدم استقالة المسؤولين مهما كانت الكوارث التي تحدث في قطاعاتهم. وتابع ''لقد خسرت الجزائر 20 سنة من أمنها وتنميتها واستقرارها، ولم يتغير واقعها، فالهاتف مازال -حسب قوله- يغير الموازين، ثم إن البلاد تعيش عودة إلى مرحلة الحزب الواحد بوجه جديد، أو ''تعددية في إطار الأحادية'' حسب توليفته اللغوية. واقترح وزير الدولة سابقا تفعيل ربيع الجزائر ليعطي ثماره، في أفق 3 سنوات آو 5 سنوات بعد الآن، واقترح بهذا الخصوص استخلاص الدروس من تلك الحوادث بعيدا عن التطرف والمزايدة والتعاون معا للخروج مما أسماه المراحل الانتقالية، والانتقال إلى مرحلة دولة الحق والقانون. وأعلن سلطاني أن حزبه لن يشارك في كل البلديات، وقال بصريح العبارة ''فيه بلديات لن ندخلها، لإفلاس بعض منها، أو صعوبة تسييرها بسبب المشاكل الكثيرة التي تعاني منها في التسيير''.