تواصل الشرطة البريطانية البحث عن رجل شوه لوحة كان رسمها الفنان مارك روثكو في متحف "تيت مودرن" للفن الحديث في العاصمة البريطانية لندن يوم الاحد. وقال متحف لندن إن إحدى لوحات الفنان، وهي لوحة جدارية، تعرضت للتشويه من خلال استخدام كمية قليلة من الطلاء الأسود. ويصل سعر بيع أعمال الرسام الأمريكي الذي ينتمي لمدرسة الحداثة إلى عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية. وقال فلاديمير اومانيتس، مؤسس حركة يطلق عليها " يلوويزم Yellowism" لبي بي سي انه مسؤول عن تشويه اللوحة. وقال "لست مخربا، لم ألحق أي ضرر يستوجب التجريم". وقارن اومانتيس نفسه بالفنان الفرنسي مارسيل دوتشامب قائلا "يتيح لنا الفن أن نتقبل عمل شخص ما وأن نضع رسالة عليه". واعترف بانه ربما يلقى القبض عليه قريبا. وأضاف "اتوقع ذلك، انا لا أحبذ قضاء اي وقت في السجن، لكن اذا اقتضى الامر ذلك، لا يوجد محام لدي، ولا املك المال". واضاف انه من المعجبين بشدة بالفنان روثكو قائلا "روثكو فنان قوي، لن يتكرر روثكو في العالم مرة اخرى، أود اظهار مثل هذا العمل الرائع في سياق (حركة) اليلوويزم". السياسة لن تتغير جدير بالذكر انه بعد الواقعة اغلق متحف "تيت مودرن" لفترة قصيرة. وقال متحدث باسم المتحف لمراسل بي بي سي للشؤون الفنية إن المتحف لن يغير من سياسته المتبعة التي تسمح للزائرين بمشاهدة الأعمال الفنية عن قرب. وذكر احد شهود العيان ويدعى تيم رايت على حسابه الخاص على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت "هذا الشاب سار بهدوء واخرج قلم تحديد وكتب كلمات غريبة. وجلس هناك لفترة ثم ذهب وخرج مسرعا". ورفع رايت صورة على موقع تويتر تظهر خمس او ست كلمات مكتوبة على الجانب الايمن اسفل اللوحة بطلاء أسود سال بفعل الفرشاة المستخدمة". واضاف أن الكلمات تشير الى "فلاديمير اومانيتس. رائعة محتملة لليلوويزم". وقالت متحدثة باسم متحف "تيت مودرن" إن المتحف "يؤكد وقوع حادث استطاع من خلاله احد الزائرين تشويه احدي لوحات روثكو، حيث استخدم فرشاة بطلاء أسود في ارتكاب الحادث". وأوضحت جوليا ناغل، خبيرة الترميم، لبرنامج "توداي" لراديو 4 إن لديها "ثقة كبيرة" في ان اللوحة المشوهة يمكن ترميمها. واضافت "نحتاج في بادئ الامر معرفة المكونات الاصلية التي صنعت منها اللوحة بغية التمييز بين امكانية ذوبان الالوان التي ترغب في التخلص منها واللوحة الاصلية". وتابعت "للاسف في حالة لوحة روثكو، هناك كم كبير من البحوث لهذه التقنيات وقسم الترميم في متحف (تيت)". واعتبرت ان اللوحة الجدارية "ستكون قابلة لانحلال (الوانها) لانها جديدة، ما يعني ان حدوث تلف للطبقات الموجودة غير مرجح". في حين قالت راشيل كامبل-جونستون، الناقدة الفنية البارزة في صحيفة التايمز لبي بي سي انه لمن العار تغيير اجراءات الامن على خلفية حادثة لوحة روثكو. وقالت "اشعر حقا بأهمية تواصل الناس عن قرب مع العمل الفني". واضافت "اذا تغيرت اجراءات الامن، سيضر ذلك بتواصل الناس مع الاعمال الفنية." وأكدت ان المتاحف "تتمتع باجراءات امنية جيدة، وانه لمن دواعي الحزن العميق ان يفعل المرء ذلك لكن يستحيل ان يكون لدينا رجال شرطة مسلحين داخل المتاحف". روثكو يذكر ان روثكو المولود في روسيا هاجر الى الولاياتالمتحدة في سن العاشرة واصبح من اهم فناني الانطباعية التجريدية بعد الحرب. وقد تم تكليف روثكو برسم لوحات (سيجرام) الجدارية التجريدية عام 1958 لمطعم "فور سيزونس" في مانهاتن، لكنها لم يتم تعليقها مطلقا. وقبل وفاته بوقت قصير عام 1970، قدم روثكو بعض الجداريات في في متحف تيت مودرن. وفي شهر مايو/أيار بيعت لوحة روثكو، البرتقالي والاحمر والاصفر، بقيمة 86.9 مليون دولار خلال مزاد بصالة مزادات كريستي في نيويورك.