قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني، أحمد أويحيى، إن مشكلة المواطن الجزائري ليست مع رئيس الجمهورية أو الوزراء أو حتى الولاة، مشخصا هذه المشكلة في عجز المنتخبين، قائلا: ''المواطن لا يذهب يوميا إلى دحو ولد قابلية بل يقصد رئيس البلدية''. رافع أحمد أويحيى، مساء أول أمس، خلال تجمع شعبي له ببشار لمدة 52 دقيقة، بالحديث عن مقومات الحكم الراشد في محطات حملت في مجملها، أن الدولة أدت ما عليها لصالح مواطنيها، وإن استدرك كلامه بالقول ''حقيقة مازال هناك مشكل السكن''، إلا أنه قال إن الدولة تتطلع لتحقيق ما تبقى على صعيد إنهاء بعض الأزمات اليومية للمواطن الذي تدفعه للخروج إلى الشارع، واصفا مستقبل الجزائريين ''بالغد المشرق''. ورفع أمين عام الأرندي من سقف انتقاداته الحادة لأداء المنتخبين، الذين حمّلهم المسؤولية بالدرجة الأولى فيما يتخبط فيه المواطن من مشاكل ومعاناة، داعيا من حضروا تجمعه بدار الثقافة من المواطنين ومناضليه إلى المشاركة القوية في التصويت، وحسن الاختيار لأن ''المحليات أهم من التشريعيات''، وهنا حذّر من أن أي سوء في الاختيار سيتحملون مسؤوليته لخمس سنوات قادمة، لأن قانوني البلدية والولاية اللذين تم إقرارهما حضرا لنمط جديد من التسيير المحلي. ورغم أن أويحيى رفض في بداية كلامه إدراج خطابه ''كحملة انتخابية مسبقة''، إلا أن موضوع الانتخابات استأثر بحصة الأسد في كلمته. وأضاف أويحيى: ''إننا لم نصن دماء الشهداء، رغم أننا جميعنا نردد أنشودة إخواني لا تنسوا الشهداء'' مستدلا على ذلك بالقول إنه لا أحد كان يتوقع أن يأتي يوم يذبح فيه الجزائري أخاه، أو أن تصبح الرشوة ضاربة بأطنابها في أموال الشعب. ولم يفوّت أويحيى خلال كلمته، الحديث عن تداعيات الربيع العربي في المنطقة، واعترف قائلا إن ''الجزائر جاهدت الربيع العربي''، وتساءل عن اقتصاره على الجمهوريات فقط وصرح قائلا: ''لماذا الجمهوريات تعيش هذا الجحيم فقط''، وهذا قبل أن يعود إلى تاريخ عيد النصر 19 مارس 1962، وقال إن الجزائر عاشت ربيعها هناك، ليعود ليعرج على المرحلة الحالية التي وصفها بفترة الاستقرار التي ''جاءت بفضل هذا الشعب العظيم''، وفترة القضاء على المديونية، وهنا خاطب أويحيى مستمعيه بعبارة ''بلادكم راها تسلف البراني وتسلف الأفامي ودول متقدمة راها تعيش الجحيم'' وهنا اهتزت القاعة بالتصفيق. وقال أويحيى إن باخرة الجزائر وصلت بأمن وأمان وتجاوزت رياح الربيع العربي، بفضل الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي أعلن عنها وأطلقها رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن الشعب لم يتجاوب مع الذين كانوا يحاولون الحفر تحت أقدام الجزائريين بالفوضى، وهنا توجه للحاضرين بالقول: ''أنتم الأبطال قلوبكم لا تزال تبكي وليس عندكم استعداد للجروح مرة أخرى''.