يتصدر المشهد الصراع المحتوم بين الإسلاميين والمدنيين على توجه الدولة المصرية الجديدة، خاصة في ظل الخلافات الحادة داخل تأسيسية الدستور الجديد للبلاد ومطالب الإسلاميين بعدم الموافقة عليه لمخالفته الشريعة الإسلامية، فيما تدعو الدعوة السلفية في مصر بمشاركة عدد من الأحزاب والتيارات الإسلامية، للخروج في مليونية "تطبيق الشريعة الإسلامية" الجمعة القادمة 2 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتراضا على مسودة الدستور المطروحة. فيما ترفض التيارات المدنية على اختلاف مشاربها سيطرة واستحواذ تيارات الإسلام السياسي من "إخوان مسلمين" أو "دعوة سلفية" على المشهد السياسي ومحاولاتهم جر البلاد بعيداً عن مدنية الدولة وفرض رؤيتهم على المجتمع الذي يعج بالتوجهات السياسية المختلفة. كما يتصدر المشهد في قاهرة المعز استعداد القاهرة لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي لمواصلة المفاوضات حول قرض الصندوق، فيما أعلنت العديد من القوى السياسية والشعبية رفضها لسياسة الحكومة لإنقاذ الاقتصاد المصري المتردي، واستمرار إتباع نفس سياسة وأسلوب النظام السابق للخروج من الأزمات من خلال القروض التي تحمل شروطً تزيد من الأعباء. فيما يحذر خبراء الصندوق من استمرار عجز الموازنة مطالبين بترشيد الدعم، مما يثير قلق وخوف شريحة كبيرة من المجتمع المصري التي قد تتأثر بشكل واضح من عملية ترشيد الدعم أو رفعه عن بعض السلع الأساسية. بينما أضاف ارتفاع أسعار السلع الأساسية خاصة المواد الغذائية، عبئاً جديداً على كاهل الأسرة المصرية التي باتت تئن تحت وطأة عجز الحكومة عن وضع حد للارتفاع المتواصل في الأسعار وهي تستعد وهي تستعد لرفع الدعم عن بعض هذه السلع. وقد كان لاختراق مقاتلات مصرية لحاجز الصوت لأجواء العاصمة سبباً في تزايد مخاوف المصريين من تعرض البلاد لعمليات إرهابية محتملة، خاصة أنها جاءت بعد ساعات من تهديدات زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، والتي دعت إلى الثورة على الرئيس محمد مرسي لعجزه عن تطبيق ما وصفه ب "فرض الشريعة الإسلامية" وموقفه "الغامض" من تحرير فلسطين. فيما يبقى الوضع الأمني وانتشار الجماعات المتطرفة المسلحة في شبه جزيرة سيناء مصدراً لقلق المجتمع المصري في ظل ما يتردد من انتشار عناصر تنتمي إلى هذه الجماعات في مناطق مختلفة من الأقاليم المصرية، ومحاولات أجهزة الأمن الحد من انتشار السلاح وتجفيف منابع تهريب الأسلحة والقضاء على البؤر الإجرامية المختلفة. وفي هذا السياق، فقد تمكنت قوات الأمن من مداهمة أحد المنازل بمدينة برج العرب التابعة لمحافظة الإسكندرية شمال القاهرة، حيث عثرت بداخله عبوات كبيرة من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، فيما تمكنت بعد مواجهة مسلحة من القضاء على واحدة من البؤر الإجرامية في حي مدينة نصر بمحافظة القاهرة، كما دخلت في مواجهات مسلحة تمكن خلالها من القضاء على أحد الضالعين في الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية. وجاء نبأ اكتشاف بقعة زيت بمجرى نهر النيل، بجوار مدينة إدفو بمحافظة أسوان والي امتدت إلى مدينة الأقصر، فيما تجري محاولات وزارة الري والموارد المائية للسيطرة على الوضع وتفتيت بقعة الزيت التي تسببت في قطع مياه الشرب عن سكان المنطقة، ليُزيد من المشهد تعقيداً ويضع العديد من التساؤلات حول قطاع الماء والكهرباء في مصر التي مازالت تعاني من استمرار انقطاع مياه الشرب والكهرباء.