وحصل محمد مرسي على المركز الاول بفضل تصويت كثيف لصالحه من الجالية المصرية في السعودية حيث حصل على 68443 صوتا اي قرابة 47% من اصوات الناخبين الذين شاركوا في الاقتراع مقابل 26% من الاصوات ذهبت الى ابو الفتوح.واختتمت في منتصف ليل الاحد الاثنين رسميا الحملة الانتخابية مع بدء فترة "صمت انتخابي" مدتها 48 ساعة يفرضها القانون.ودعي قرابة 50 مليون مصري الى الادلاء باصواتهم الاربعاء والخميس المقبلين لاختيار رئيس للجمهورية من بين 12 مرشحا في اول انتخابات حرة في تاريخ مصر.واذا لم يحصل اي من المرشحين على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى ستجرى جولة ثانية في 16 و17 جوان المقبل. ميدان التحرير: متظاهرون لا تلين عزيمتهم وسكان وتجار يتذمرون من الوضع عشية اول انتخابات رئاسية في مصر منذ سقوط مبارك، ما زال بعض المتظاهرين الذين لا تلين عزيمتهم يخيمون في ميدان التحرير، الذي كان مركز الانتفاضة المصرية في 2011، ما يثير غضب سكان وتجار المنطقة الذين يرغبون في عودة الامور الى طبيعتها.وجنوب هذا الميدان الكبير الذي تتدفق فيه السيارات بلا توقف، تنتشر بضع خيام امام مبنى اداري كبير يعرف باسم "مجمع التحرير".ويقول اشرف الطيب احد المقيمين في الخيام "الثورة لم تكتمل، قطعنا رأس النظام لكن ذراعيه وساقيه باقيان".وفي الدائرة المركزية بالميدان التي لم يعد بها اي عشب بعد ان حل محلة التراب منذ الانتفاضة العام الماضي، يقول مجدي اسكندر (64 سنة) الذي خط البياض شعر رأسه ولحيته انه يريد القصاص لابنه الذي قتل، وفقا له، على يد رجل شرطة في 28 جانفي 2011 وهو اليوم المعروف ب"جمعة الغضب" والذي يعد الانطلاقة الحقيقية للانتفاضة ضد مبارك بينما تؤكد السلطات انه لقي حتفه في مشاجرة.ويضيف هذا المواطن المسيحي الذي وضع على خيمته صورة المرشح الناصري حمدين صباحي "اتمنى ان يتمتع كل المصريين بالحرية وبالكرامة". وعلى بعد عشرة امتار تقريبا، اقام احد انصار الاسلامي حازم صلاح ابو اسماعيل، خيمة وضع عليها صور هذا القيادي السلفي الذي استبعد من سباق الانتخابات الرئاسية بسبب عدم انطباق شروط الترشح عليه. وبجوار هذه الخيام، يحاول البعض ان يكسب رزقا بسيطا من خلال بيع المرطبات او الشاي الساخن وغيرهما.ويقول اكرم ابراهيم الذي يمتلك محلا صغيرا لبيع الحلويات في ميدان التحرير "هؤلاء الناس يجب ان يرحلوا" ويشكو من انخفاض دخله بسبب قلة المترددين على الميدان من السياح او المصريين العاديين نتيجة وجود هذه الخيام.ويضيف هذا الشاب البالغ التاسعة والعشرين من عمره انه رغم معارضته لبقاء المتظاهرين في التحرير الا انه "فخور بما حدث في مصر" قبل عام ويأمل ان تجرى الانتخابات الرئاسية لكي تقوم السلطات بعدها باخراج المعتصمين وبتنظيف الميدان. وفي شارع الشيخ ريحان المجاور لجأ الشباب الى فن الغرافيتي ليرسموا على الجدران رؤيتهم للثورة، خصوصا تلك التي اقامتها اجهزة الامن لاغلاق الطرق المؤدية الى مقر وزارة الداخلية المجاور. ويقول تامر فهمي وهو مهندس في السابعة والعشرين من عمره يقع مكتبه في هذا الشارع ان "الاعتصام للتظاهر في التحرير لم يعد هو الحل".ويؤكد ان "الناس يجب ان تعمل" اذ يعتقد ان "المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية بالنسبة لمصر" التي تحتاج الى وقت "لتغيير نظام مبارك".وفي ميدان التحرير كل شئ موجود، من بائعي السجائر والعاديات الى ماسحي الاحذية الذين يصطفون بمحاذاة مدخل المترو.كما ينتشر بائعو الاعلام المصرية وبالطبع، صور المرشحين للانتخابات الرئاسية ولافتات الاحزاب.ويقول احد الباعة ان الميداليات التذكارية التي تحمل علم مصر من اكثر المنتجات مبيعا. ومن مكتبه داخل شركة السياحة الذي يطل مباشرة على ميدان التحرير، يستطيع امين متابعة كل ما يجري في هذا المكان "الذي غير كل شئ في مصر".وتعاني شركته، التي احتلها الثوار اثناء الانتفاضة واتخذوها مقرا لتنظيم الاحتجاجات ولمشاهدة قنوات التلفزيون الدولية"، مثل العديد من وكالات السياحة من انخفاض عدد السياح الاجانب.ويقول امين "قبل الثورة كنت اقوم بحجوزات لمئة مجموعة سياحية تقريبا كل موسم (3 شهور) ولكنني هذا الموسم تلقيت طلبات حجز لخمس مجموعات فقط".لكن امين (30 سنة) لا يشعر بأي مرارة، بل انه يحلم ان يتم يوما تشييد هرم متدرج في وسط الميدان مغطى بالنباتات وان يتضمن كل مستوى منه اشارة الى "ثورة 25 يناير". حملة الانتخابات الرئاسية في مصر تدخل مرحلة "الصمت" اختتمت حملة الانتخابات الرئاسية المصرية بدخولها امس الاثنين مرحلة "الصمت" قبل يومين من بداية اول اقتراع يشارك فيه الناخبون في اختيار خليفة للرئيس المخلوع حسني مبارك في اجواء انفتاح ديموقراطي ما كان يمكن تصوره سابقا.ووفقا للقانون الانتخابي لم يعد في امكان المرشحين الاثني عشر الظهور في البرامج التلفزيونية او الادلاء باحاديث صحفية او ممارسة اي نشاط سياسي يمكن ان يؤثر على الناخبين قبل الجولة الاولى من هذه الانتخابات المقرر اجراؤها الاربعاء والخميس. من جانبها اعلنت وزارة الداخلية خطة امنية مكثفة لضمان سير الانتخابات وخاصة عملية نقل صناديق الاقتراع الى مركز الفرز البالغ عددها 351 في جميع انحاء البلاد.وفي حال لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة من الجولة الاولى تجرى جولة ثانية في 16 و17 جوان.وفي الاسابيع الاخيرة جاب المرشحون البلاد طولا وعرضا مكثفين اللقاءات الشعبية والمناقشات العامة والمؤتمرات الصحفية سعيا الى استمالة نحو 50 مليون ناخب.ومن ابرز المرشحين الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى واخر رئيس وزراء لمبارك، احمد شفيق والاسلامي المعتدل ابو المنعم ابو الفتوح، ومرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي اضافة الى المرشح الناصري حمدين صباحي.ومساء الاحد حذر مرسي من مغبة اي محاولة ل"تزوير ارادة الشعب" كما كان يحدث في عهد الرئيس السابق. من جانبه وعد الجيش الذي يتولى ادارة البلاد بان تكون الانتخابات نزيهة "مائة في المئة". وبعد سيطرتهم على البرلمان عبر الانتخابات التشريعية التي انتهت في جانفي الماضي يامل الاخوان المسلمون الان في السيطرة على السلطة التنفيذية.الا ان مواقف الاخوان خلال الشهور الاربعة الاخيرة، التي شهدت الكثير من التقلبات، اثرت سلبا على صورتهم لدى قطاع من الراي العام.ويواجه الاخوان منافسة شرسة من الاسلامي ابو الفتوح القيادي السابق في الجماعة الذي استبعد منها العام الماضي والذي يحظى بدعم جزء من الاخوان وخاصة شباب الجماعة كما يحظى بدعم السلفيين وبعض اليساريين والليبراليين. اما عمرو موسى واحمد شفيق، اللذان يشتركان في كونهما من شخصيات النظام السابق، فقد ركزا حملتيهما على عودة الاستقرار والنمو الاقتصادي وهي الوعود التي تلقى صدى كبيرا عند الكثير من المصريين الذين ضاقوا ذرعا من حالة الانفلات الامني وتردي الوضع الاقتصادي. ويفاخر الرجلان اللذان يتهمهما خصومهما بانهما من "فلول" النظام السابق، بما لديهما من خبرة سابقة في العمل السياسي ويطرحان انفسهما على انهما حائط سد ضد هيمنة الاسلاميين على السلطة. وفي مؤتمر صحافي اخير اكد موسى تزايد عدد مؤيديه.وخاض مرشحون اخرون حملات نشطة وان كانت بوسائل مادية اقل وخصوصا الناشط الحقوقي خالد علي الذي يحظى بدعم جزء من "شباب الثورة" الذين كانوا في صدارة المدافعين عن الديموقراطية ولم يتفقوا على مرشح محدد وتوزع تأييدهم على اكثر من مرشح للرئاسة. من جانبه وعد الجيش، الذي يتولى ادارة البلاد منذ رحيل مبارك في فيفري 2011، بتسليم السلطة الى المدنيين قبل نهاية جوان فور انتخاب رئيس جديد للبلاد.وقد تعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بان تكون الانتخابات "نزيهة وشفافة بنسبة مائة في المائة" مؤكدا وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين.الا ان العديد من المحللين والمعلقين يتوقعون ان يحتفظ الجيش بامتيازاته وان يكون له دور بعد انتخاب الرئيس الجديد وان كان بشكل غير علني. بورسعيد.. مدينة خارج خطوط السير لمرشحي الرئاسة المصرية طوال فترة الدعاية لانتخابات الرئاسة المصرية التي استمرت ثلاثة أسابيع لم يقبل أحد من المرشحين على زيارة مدينة بورسعيد التجارية على الطرف الشمالي لقناة السويس.. إلا مرشح واحد زارها أمس فقط.فزيارة المدينة تنطوي على حساسية خاصة وسط أجواء توتر تواكب محاكمة 75 من سكان بورسعيد وأفراد الشرطة فيما يتعلق بمقتل 74 شخصا معظمهم من مشجعي فريق النادي الأهلي لكرة القدم أكثر الأندية العربية شعبية أثناء مباراة بالمدينة مع النادي المصري ممثل بورسعيد في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في فيفري.واصيب نحو الف آخرين في اكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية. ومن بين المرشحين الثلاثة عشر في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها هذا الاسبوع كان محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين هو الوحيد الذي زار المدينة. وجاءت الزيارة في اليوم الاخير من الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية.وبورسعيد من اهم المدن المصرية ويسكنها نحو 700 الف نسمة.واتهم نشطاء وسياسيون الشرطة بالمسؤولية عن المذبحة التي وقعت بها بسبب دور مشجعين لكرة القدم في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس حسني مبارك مطلع العام الماضي وكذلك في احتجاجات عنيفة تالية. وتنفي الحكومة مزاعم استهداف الأمن لمشجعي الأهلي.وقالت رابطة مشجعي النادي الأهلي المعروفة باسم ألتراس أهلاوي إن مشجعي المصري الذين تضمهم رابطتان تعرفان بألتراس مصراوي وجرين إيجلز (الصقور الخضر) تورطوا في الهجوم انتقاما من ألتراس أهلاوي بسبب عداوات قديمة. وحذر ألتراس أهلاوي من أنه سينتقم من أبناء بورسعيد مما تسبب في امتناع كثيرين منهم عن مغادرة المدينة وكذلك إحجام كثيرين من خارجها عن دخولها.واستمر الأمر قائما مع اقتراب انتخابات الرئاسة. ولم يدخل المدينة من المرشحين سوى مرسي لكن المرشح الإخواني عقد لقاء مع مؤيديه بقاعة مغلقة جرى تأمينها بكثافة من قبل عناصر إخوانية في حين كان يعقد لقاءاته في المدن الأخرى في أماكن مفتوحة.وكان مرشحون سعوا لمواساة ألتراس أهلاوي ودعموا مطالبته بفرض عقوبات صارمة على المصري.وفي المقابل هدد ألتراس مصراوي وجرين إيجلز بمهاجمة المرشحين الذين قد يأتون إلى بورسعيد خاصة من زاروا منهم ألتراس أهلاوى خلال اعتصام نظموه قرب مجلس الشعب وطالبوا خلاله بمحاكمة سريعة للمتهمين في المذبحة.وعقد مرسي لقاءه الذي تأخر ساعة عن الموعد المحدد بقاعة في قرية سياحية. وقال السكرتير العام لمحافظة بورسعيد محمود مطاوع "عدم حضور المرشحين هو بالتأكيد رواسب وتوابع لمباراة المصري والأهلي."وقال مشجع للنادي المصري "كيف يذهب المرشحون لترضية الأهلوية ويدخلون بورسعيد؟ نحن مع أهالي الشهداء (من مشجعي الأهلي) وضد المتهمين الحقيقيين وليس المقبوض عليهم حاليا."ويقول مشجعو النادي البورسعيدي إن من هاجم مشجعي الأهلي بلطجية مجهولون وليسوا مشجعين من أبناء المدينة.وفي مارس قتل شخص وأصيب عشرات في اشتباكات بين قوات من الجيش ومحتجين في المدينة بعد فرض عقوبات على النادي المصري.وكان ألوف النشطاء نظموا احتجاجات في القاهرة ومدن أخرى على المذبحة التي وقعت يوم اول فبراير شباط. وتخللت الاحتجاجات اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصا وإصابة مئات آخرين.ووقعت أحداث بورسعيد وسط انفلات أمني تمر به مصر منذ إسقاط مبارك. لكن غياب المدينة عن الاجواء المحتدمة للدعاية الانتخابية لن يمنع الناخبين فيما يبدو من المشاركة في التصويت يومي الأربعاء والخميس.وقال رشاد الشيمى وهو مدير بالضرائب "سأذهب أنا وأولادي لأن هذا واجب وطني وديني."وأضاف "لن تؤثر تهديدات الألتراس فينا. مصر فى أشد الحاجة لنا للعبور من الأزمة والاتجاه نحو الاستقرار. أعتقد أن الاستعدادات الأمنية من جانب الجيش والشرطة ستجعل كل واحد (من ألتراس مصراوي وجرين إيجلز) يعيد حساباته."وقال عادل عمر الذي يعمل موظفا "لن نتخلى عن دورنا. نحن في مرحلة لا تقبل الخوف أو التخاذل."واتفق مع هذا الرأي محمد عبد العال الذي يعمل موظفا في المحافظة وهاني الجيار الذي يعمل موظفا بالجمارك.وقال أحمد العريان وهو تاجر "سأتعامل بكل عنف وبقوة مع أي شخص يحاول منعي من أداء دوري في الانتخابات... هذه فرصة يجب أن أشارك فيها ولن أفوتها." (تغطية صحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه وشارك في التغطية عبد الرحمن بصلة من بورسعيد- المرأة المصرية: نصف عدد الناخبين وتبحث عن صوت في انتخابات الرئاسة قال ناشطون ان قضايا المرأة المصرية التي تمثل نحو نصف عدد الناخبين في البلاد غابت عن صدارة اهتمامات المرشحين في انتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها هذا الاسبوع.وكانت الاعلامية بثينة كامل اكثر سيدة تقترب من التأهل كمرشحة رئاسية لكنها فشلت في حشد التأييد الشعبي او البرلماني اللازم او الفوز بترشيح حزب ممثل في البرلمان لتغلق القائمة النهائية للمرشحين على 13 رجلا من تيارات اسلامية وسياسية مختلفة.وتشير احصاءات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الى ان هناك 23 مليون امرأة مقيدة في الجداول الانتخابية مقابل 26 مليون رجل.وتقول نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان قضايا المرأة كثيرة ومتشعبة منها تسرب الفتيات من التعليم والختان والمفاضلة في الاختيار للمناصب القيادية على اساس النوع وليس الكفاءة وضعف التمثيل في المجالس النيابية وقوانين الاحوال الشخصية وهي جميعها قضايا تحتاج الى اهتمام الرئيس الجديد. وكشفت احصائية للاتحاد البرلماني الدولي تراجع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان المصري بمجلسيه الشعب والشورى حاليا الى اثنين بالمئة فقط بعد أن ألغى المجلس الاعلى للقوات المسلحة نظام الحصة "الكوتة" الذي كان يمنح المرأة حوالي 12 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب.وسيطر الاسلاميون على البرلمان الجديد في مطلع هذا العام بعد اول انتخابات تشريعية تجرى بعدما اطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك. ويدير المجلس الاعلى للقوات المسلحة امور البلاد منذ ذلك الحين.وطلب نواب برلمانيون اعادة مناقشة عدد من القوانين التي اقرت في عهد مبارك من بينها قانون الخلع وحق الأم المصرية في منح الجنسية لابنائها بدعوى عدم مطابقتها للشريعة الاسلامية. وقالت ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة في مؤتمر بعنوان "هي والرئيس" في مطلع الاسبوع "مع صعود التيارات المتشددة بعد حصولها على اصوات النساء في الانتخابات بدأت هذه التيارات تطالب بالعدول عن حقوق اكتسبتها المرأة وهو ما لن نسمح به لانه ردة للمجتمع وللدولة وليس المرأة فقط."واضافت "جميع التشريعات المصرية تراعي الشريعة الاسلامية. المرأة لا تريد أكثر من الحفاظ على حقوقها التي حددتها الشريعة الاسلامية."وتأسس المجلس القومي للمرأة في 2000 ويتبع رئيس الجمهورية مباشرة وهو يضم في عضويته 30 من الشخصيات العامة وذوي الخبرة في شؤون المرأة والنشاط الاجتماعي. وقالت نيفين مسعد "معظم برامج المرشحين لمنصب الرئاسة لم تتطرق صراحة الى قضايا المرأة ومرت عليها مرور الكرام باستثناء مرشحين او ثلاثة هم الذين افردوا ملفا خاصا للمرأة."واضافت "الرئيس القادم أمامه مهام كثيرة لكن النهوض بالمرأة يصب في مصلحة النهوض بالمجتمع ككل."وقالت المحامية منى ذو الفقار النشطة في مجال الدفاع عن الحقوق النسائية ان المرأة تعاني من مشكلات متراكمة عبر السنين منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحتاج جميعها الى اهتمام الرئيس الجديد.واضافت "المرأة محرومة من تولي المناصب القيادية كأن تصبح نائبة للرئيس او رئيسة وزراء او محافظة أو رئيسة جامعة."واستعرض تسعة من مرشحي الرئاسة رؤيتهم لقضايا المرأة في مؤتمر (هي والرئيس - مستقبل المرأة في مصر الثورة) الذي حضرته أكثر من ثلاثة آلاف امرأة من مختلف محافظات مصر. لكن الفقيه الدستوري محمد نور فرحات استاذ فلسفة القانون قال على هامش المؤتمر ان الاختلافات بين مرشحي الرئاسة في رؤيتهم وفهمهم لقضايا المرأة ليست كبيرة وإن كان مرشحو التيارات الاسلامية يطرحون قضايا خلافية تثير الجدل.واضاف "السمة العامة بين المرشحين جميعا انهم يتحدثون بعبارات عامة دون أن تكون لديهم برامج تفصيلية ودون ان يطرحوا حلولا واقعية لمشاكل المرأة."وتتبنى الكاتبة الصحيفة أفكار الخرادلي مبدأ التحصين الدستوري لحقوق المرأة من خلال النص صراحة في الدستور الجديد المنتظر اصداره هذا العام على حقوق محددة للمرأة لا يستطيع اي برلمان حالي أو لاحق الانتقاص منها.وقالت "المطالبة بالغاء قانون التحرش الجنسي واقتراح النزول بسن الزواج للفتيات الى 12 عاما بالاضافة الى طلب اعادة مناقشة قانون الخلع موضوعات يستغرب ان تثار في أول برلمان بعد ثورة يناير" التي اطاحت بمبارك.واضافت "اتوقع من الرئيس القادم تحصين المرأة دستوريا واصدار حزمة قوانين خاصة بالاحوال الشخصية." تحالفات الساعات الأخيرة تُبعد الإسلاميين عن حسم انتخابات الرئاسة المصرية كشفت تحركات الأحزاب والأفرقاء السياسيين على الساحة المصرية خلال الأيام القليلة الماضية عن إعادة تشكيل خريطة التحالفات الداعمة لمرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقب إجراؤها يومي الأربعاء والخميس المقبلين.وأظهرت التحركات أن التقارير التي تحدثت عن فوز مرشَّح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بنحو نصف أصوات المصريين بالخارج، لم تكن سبباً في تراجع أسهم المرشحين ال 12 الآخرين، بل شكّلت عاملاً حاسماً في حمل الناخبين على الإصطفاف خلف مرشحين آخرين يرى الناخبون أنهم الأقدر والأقرب على منافسة مرشَّح جماعة الإخوان المسلمين وكسر محاولتها السيطرة على جميع مؤسسات الدولة بعد أن هيمنت على البرلمان بغرفتيه (مجلسي الشعب والشورى). وقال القيادي اليساري محمد عبد الحليم إن فوز محمد مرسي بنحو نصف أصوات المصريين الذين صوَّتوا في الانتخابات بالخارج، لا يمكن القياس عليه بالداخل المصري لسببين رئيسيين، أولهما أن مرسي حصل على تلك النسبة المرتفعة لأنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وهي الفصيل المصري الوحيد الذي يمتلك تنظيماً دولياً يمكنه حشد الدعم لمرشحه بالخارج، والثاني أن المناخ الثقافي والمعرفي الذي يحيا المصريون فيه بالخارج وبخاصة في السعودية ودول الخليج "أثَّر على توجهاتهم التصويتية التي ذهبت غالبيتها إلى مرسي ثم إلى القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح على التوالي". وأضاف ان الصورة بدت مختلفة في التوجّهات الإنتخابية للمصريين المقيمين بأوروبا وأميركا، استناداً إلى المناخ الثقافي والمعرفي أيضاً، حيث صوَّت غالبيتهم لصالح المرشح حمدين صباحي المعروف بميوله الناصرية، ثم إلى المرشحين عمرو موسى فأحمد شفيق على التوالي من دون النظر إلى أن هذا مرشح الثورة أو ذاك محسوب على النظام السابق.وأشار عبد الحليم إلى أن الوضع بالداخل المصري مختلف تماماً عن الخارج، فمصر متنوعة بمناخاتها الثقافية والمعرفية ومنفتحة على كل الأفكار ما يجعل المراقب يفشل في تأكيد من سيفوز برئاسة مصر من بين المرشحين ال 13. ويبدو تنوع المناخ الثقافي والمعرفي واضحاً داخل الجماعات والتيارات الفكرية المنظَّمة في البلاد والتي يمكنها ترجيح كفة أحد المرشَّحين على الباقين، فالتيار السلفي انقسم إلى كتلتين كبيرتين فالدعوة السلفية أعلنت صراحة تأييدها ل عبد المنعم أبو الفتوح، فيما الجبهة السلفية والقيادي الإسلامي المُستبعد من خوض الانتخابات الرئاسية حازم أبو إسماعيل فضلوا عدم حسم موقفهم بالنسبة لأحد المرشحين وهذا الأمر لم يمنع أبو إسماعيل من التبرع بمقر حملته الانتخابية بمدينة الأقصر لصالح حمدين صباحي يوم السبت الفائت. ويتأكَّد تباين الأفكار والرؤى داخل الطرق الصوفية التي لم تستقر جميعها على تأييد مرشح واحد، وبحسب ما أكده مصدر قيادي بإحدى الطرق الصوفية الكبيرة ليونايتد برس انترناشونال فإن "الائتلاف العام للطرق الصوفية المعبِّر عن "الطريقة الشبراوية الخلوتية" استقرت على دعم صبَّاحي، فيما اتجهت الطريقة "العزمية" إلى تأييد الفريق أحمد شفيق، فيما فضَّلت الطريقة "الرفاعية" عدم الإعلان صراحة عن موقفها كباقي الطرق البالغ عددها 77 طريقة رئيسية وفرعية تضم ما بين 10 و14 مليون عضو ومنتسب ومُحب (المتردد على الطريقة الصوفية من دون أن يكون عضواً فيها). وقال فكري كُريِّم شيخ الطريقة "العروسية الشاذلية" إنه من الصعب على الصوفيين جميعاً أن يتفقوا على مرشَّح واحد للانتخابات الرئاسية، موضحاً أن إعلان طريقتين كبيرتين مثل "العزمية" و"الشبراوية" لمرشحين محدَّدين لا يؤشِّر على اتجاه محدَّد داخل "البيت الصوفي" فالصوفيون أحرار أن يعطوا أصواتهم لمن يريدون "لقد تعلموا ذلك على يد شيوخهم".وأعلنت "الجماعة الإسلامية" وذراعها السياسي "حزب البناء والتنمية" عن دعمها لأبو الفتوح، فيما تُكثِّف غالبية التيارات المدنية اليسارية والقومية والائتلافات الثورية ومنظمات المجتمع المدني وروابط مشجعي أندية كرة القدم المعروفة بإسم "الألتراس" جهودها لحشد التأييد اللازم لصالح حمدين صبَّاحي. وكشفت استطلاعات رأي عديدة أجرتها مراكز دراسات مصرية عن أن حصول جماعة الإخوان المسلمين على الغالبية النسبية في البرلمان من خلال ذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، ربما يكون حدثاً غير قابل للتكرار لسببين رئيسيين أولهما أن المواطن لم يشعر بأي تحسن في أحواله المعيشية والمادية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وهي الفترة ما بين انعقاد أولى جلسات البرلمان وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية، والثاني أن وعود مرشحي جماعة الإخوان خلال حملاتهم الانتخابية للانتخابات النيابية لم تتحقق على أرض الواقع بصرف النظر عن أن "الإخوان" لم يُمكّنوا من تنفيذ تلك الوعود أو أنها كانت وعوداً انتخابية وحسب. وفي المقابل يلقى المرشح المستقل وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى ورئيس مجلس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق على التوالي التأييد من جانب قطاعات شعبية لا ترغب في شئ سوى بالإستقرار وهدوء الأوضاع وعودة عجلة الإنتاج إلى الدوران والقضاء على البطالة.وتبدو الكنائس المصرية كما أعلنت واقفة على مسافة واحدة من جميع المرشحين ال 13، غير أن نقاشات أجرتها يونايتد برس انترناشونال على مدى الأسبوعين الأخيرين مع عشرات من المسيحيين من مختلف المذاهب وينتمون لخلفيات ثقافية وبيئية متباينة، كشفت عن أن الجيل الجديد تحت سن ال 40 يؤيدون في غالبيتهم العظمى المرشَّح حمدين صباحي، فيما الأكبر سناً لا يرغبون في "تجربة الجديد" الذي ربما يأخذ مصر بمسلميها ومسيحييها إلى المجهول، رافضين تأييد أي مرشَّح تحالف مع من قطعوا أُذن مسيحي بصعيد مصر قبل نحو عام "للقصاص منه" في حادث متعلق ب "الشرف"، أو من قاموا بتهجير عائلات مسيحية من منطقة برج العرب (غرب محافظة الأسكندرية) بسبب جريمة شرف أيضاً أحد طرفيها سيدة مسلمة والثاني شاب مسيحي. وتبدو من المعطيات الراهنة أنه لا يُمكن التنبؤ بنتائج أول انتخابات حرة وتعدّدية حقيقية لاختيار رئيس جديد لمصر، فالنتيجة مفتوحة على كل الإحتمالات. غير أن الإحتمال الأصعب على الجميع هو أن تُجرى جولة إعادة بين أكثر مرشَّحين كشفت معظم استطلاعات الرأي داخل مصر وخارجها تصدرهما المشهد الانتخابي، وهما عمرو موسى ومحمد مرسي، وحينها سيجد الإخوان المسلمون أنهم مضطرين إلى استرضاء عبد المنعم أبو الفتوح، الذي فصلته الجماعة لإعلانه الترشح للانتخابات بعد أن حظرت الجماعة على أحد قيادييها الترشّح، للحصول على أصوات مؤيديه، فيما قد يجد غالبية مؤيدي مدنية الدولة أنفسهم مضطرين إلى تأييد وزير خارجية مبارك، مستلهمين قول شاعر العرب أبو الطيب المتنبّي "دعوت على عمرو فمات فسرَّني .. وعاشرت أقواماً فبكيت على عمر". شباب الثورة: " الثورة سرقت منا " بعد ان نزلوا منذ اكثر من عام الى الشارع بمئات الالاف يوحدهم هدف واحد هو الاطاحة بالرئيس السابق بات "شباب الثورة" منقسمين بشان سبل التوصل الى تحقيق افكارهم.الكثير منهم اصابهم التعب من الصراع المستمر مع "فلول" النظام السابق ويشعرون بالاسف وخيبة الامل لاحساسهم بان ثورتهم تعرضت لل"مصادرة" من الجيش والاسلاميين.لكنهم غير نادمين على الاطلاق على ثورتهم رغم اعمال العنف التي تخللت هذه المرحلة الانتقالية والتي سقط فيها عشرات القتلى.ورغم ان معظمهم يؤكد استعداده للنزول مجددا الى الشارع بعد 15 شهرا من سقوط الرئيس السابق فان شباب الثورة ما زالوا متفرقين وبلا زعامة تمثلهم. اسراء عبد الفتاح (33 سنة) التي انشات عام 2008 صفحة "6 ابريل" على الفيسبوك لتصبح على الاثر من الحركات المساهمة بفاعلية في انطلاق الانتفاضة تؤكد انها ليست "عضو شرف" في هذه الحركة. وتقول الشابة التي تردد اسمها بين المرشحين لجائزة نوبل لفرانس برس "احضر فعالياتهم وادعمهم"، الى جانب عملها في منظمة غير حكومية.واقرت "من المؤكد ان هناك انقسامات وهذا يضعفنا. لكن هذا طبيعي في هذه المرحلة (الانتقالية)" مؤكدة في الوقت نفسه "اشعر بالتفاؤل رغم استمرار وجود جزء من النظام السابق".واضافت "مع الرئيس الجديد سنبدا المرحلة الانتقالية الحقيقية".وفي الاسابيع الاخيرة تركز النقاش على الانتخابات الرئاسية: هل المشاركة ضرورية؟ وفي حالة كان الامر كذلك من المرشح الذي يجب دعمه. تدعو اسراء الى انتخاب حمدين صباحي القومي العربي الناصري بينما اختار وائل غنيم مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد" التي كان لها دور حاسم في اشعال الانتفاضة، الاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح. في المقابل يفضل اخرون مثل محمد واكد الناشط الاشتراكي القديم مقاطعة الاقتراع. وقال لفرانس برس "اعلم اننا اقلية وان الناس لن تقاطع لكن الامر يتعلق بالتنديد بعوار هذه الانتخابات". كما يحتدم النقاش على الاستراتيجية التي يجب ان تتبع حيال الجيش ومسالة استمرار التظاهرات قبل اسابيع قليلة من تسليم السلطة الى رئيس مدني.وقال المدون محمود سالم المشهور ب"ساندمانكي" انه "كثوار مدنيين لا ينبغي عليكم الذهاب الى تظاهرة او اعتصام يدعو اليه الاسلاميون خاصة اذا كانت الاهداف غير واضحة".وبرر هذا الموقف بالقول "بعد ان يمتلىء المكان بكم سينسحبون ويتركونكم في مواجهة المشاكل والاعتقالات"، وذلك ردا على احداث العنف الاخيرة التي جرت مطلع ماي في محيط وزارة الدفاع بالقاهرة بعد تظاهرة لانصار المرشح الاسلامي المستبعد حازم صلاح ابو اسماعيل.واضاف سالم "هل تحتاجون الى استراتيجية جديدة؟ هل يجب وقف الاعتصامات نهائيا لانها غير مجدية وليست سوى مصيدة؟". هذا الموقف يرفضه بشدة محمد واكد الذي يرى انه من الضروري "التضامن مع اي تظاهرة سلمية معادية للجيش". ويرى عز الدين شكري فشير استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة ان "انقسامهم يضعفهم ويفقدهم جزأ مما قد يكون لهم من ثقل سياسي في الانتخابات الرئاسية لكنه لن يؤثر على ثقل الثوريين" على المدى البعيد.واوضح ان الشباب "غيروا اسلوب ممارسة السياسة وابعدوا حدود المسموح به بفرض فكرة عدم وجود محرمات بعد الان".واضاف "استطيع ان اقارن الثورة في مصر بثورة ماي 1968 في فرنسا حيث لم يكن على الطلبة تولي السلطة لكنهم غيروا المفاهيم. فالوجوه (الثورية) يمكن ان تنطفىء لكن الملايين من شباب مصر الذين يشكلون قاعدة الحركة باقون". في الريف المصري الانتخابات الرئاسية تلهب المشاعر شيد مركز الثقافة المتواضع في قرية تفهنا العزب بدلتا النيل في عهد حسني مبارك ليكون مكتبة عامة صغيرة ومركزا لبعض الانشطة التعليمية لكنه اصبح يشهد اليوم مناقشات سياسية لم يكن احد يتخيلها قبل سقوط الرئيس السابق.واصبحت قاعة مركز ثقافة القرية صالونا سياسيا يجمع السكان من مختلف الاعمار من عمدة القرية الى شباب الطلاب الذين يتناقشون يوميا في كل الشؤون السياسية عشية اول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر.ويقول محمود مندور مدرس اللغة العربية في مدرسة القرية ويرتدي الجلباب الريفي التقليدي "اذا اصبح لدينا حكومة حقيقية ومؤسسات تعمل بحق فان كل شئ سيتحسن". وكانت القاعة الصغيرة وهي في واقع الامر ملحق لبيت ريفي وضعت على جدرانه الخارجية المبنية بالطوب الاحمر غير المطلي صور المرشحين الرئيس، تعج بالحضور.وتعكس المناقشات في تفهنا العزب الجدل الشديد الدائر في جميع انحاء مصر بعد 15 شهرا من سقوط نظام مبارك تحت ضغط الشارع وتولي الجيش السلطة في البلاد.وقبل ايام من الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة التي ستجرى الاربعاء والخميس المقبلين يتساءل المصريون في كل مكان: هل ينبغي ان نختار رئيسا لدية خبرة — وهو رجل يصعب وجوده خارج شخصيات النظام السابق — من اجل اعادة الاستقرار وتحقيق النمو؟ ام يجب اعطاء الاسلاميين الذين يسيطرون بالفعل على البرلمان فرصة؟ ويؤكد محمد مندور بثقة "نحن بحاجة الى رجل ذي خبرة. لا يمكن ان نأتي برجل يجعل من مصر حقل تجارب في وقت نمر فيه بمرحلة صعبة".اما ابراهيم وهو طالب ذو لحية خفيفة فيري ان "القرآن يجيب ان يكون اساس الحكم لان الدين هو الحصن في مواجهة المصالح الانانية".لكن كلماته اثارت همهمات استياء في القاعة. وصرخ احمد تعامي عمران "الاسلاميون لم يفعلوا شيئا للبلد والان يريدون احتكار السلطة".وتظل جماعة الاخوان المسلمين القوة السياسية الاولى في البلاد ولكن في تفهنا العزب وفي مصر عموما بدأ كثيرون يتساءلون عن قدرتهم على ادارة البلاد خصوصا بعد ادائهم الذي بدا ضعيفا في مجلس الشعب الذي يهيمنون عليه. وفي هذه القرية الصغيرة، يعكس الجدل ايضا المناقشات الحامية في مصر حول وضع دستور لجديد للبلاد في حين لم يتسن بعد تشكيل اللجنة التأسيسية التي يفترض ان تقوم بكتابته بسبب خلافات بين القوى السياسية. ويقول ابو العينين زرد وهو ضابط سابق حارب ضد اسرائيل في 1973 "كان ينبغي كتابة الدستور قبل انتخاب الرئيس فكيف يمكن ان نبني بيتا من دون ان نضع الاساس اولا؟".ويضيف ان "الدستور سيكون قرآني" ما يثير غضب ناشطين اسلاميين يغادران القاعة احتجاجا.وخارج القاعة التي اقتصر الحضور فيها على الرجال، كانت سيدات برفقة اطفالهم تشترين حاجاتهن في شوارع القريبة.وبدا ان همهن الاول هو ارتفاع معدل الجريمة في البلاد منذ اسقاط مبارك. ومصدر القلق في قرية تفهنا العزب هو تجار المخدرات الذين يتشاجرون ويقطعون الطرق ويثيرون الرعب في القرية.وتقول صفاء "اريد رئيسا يعيد الامن لنتخلص من المجرمين". وتابع اهالي هذه القرية الصغيرة المناظرة التلفزيونية غير المسبوقة التي جرت قبل عشرة ايام بين اثنين من مرشحي الرئاسة هما الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح.وقال امجد وهو موظف في مدرسة القرية "بعد كل هذه السنوات التي فرض علينا فيها الرؤساء، كان مذهلا ان نرى الرجلين يحاولان اقناع الناخبين".غير ان امين عبد العزيز امام وهو موظف في المجلس المحلي بدا اقل اقتناعا. وقال "هؤلاء المرشحون لا يفعلون سوى الكلام والكلام والكلام".
مفتي الديار المصرية يدعو المصريين إلى التصويت في انتخابات الرئاسة دعا مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، امس الإثنين، جميع أبناء الشعب المصري إلى المشاركة بالتصويت في انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجري يومي الأربعاء والخميس المقبلين، مؤكداً أن التصويت هو "شهادة لله".وحث المفتي جمعة، في بيان أصدره اليوم ووزِّع على وسائل الإعلام، كافة فئات الشعب المصري من رجال ونساء وشباب على الحرص على أداء واجبهم الوطني بالمشاركة الإيجابية الفاعلة في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يومي الأربعاء والخميس في جميع محافظات مصر، واصفة تلك الانتخابات ب "التاريخية".وقال "إن اختيار رئيس الجمهورية ومن سيقود البلاد والعباد في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة هو أمانة في عنق كل مصري يحق له الاختيار، وأن الإدلاء بصوته يعد من باب الشهادة، مستشهداً بالآية الكريمة "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه". وطالب باحترام إرادة الشعب المصري ونتائج الانتخابات، والقبول بما تفرزه نتائج الصناديق عبر الانتخابات الحرة والنزيهة، مؤكداً أن رئيس مصر القادم سيكون رئيساً لكل المصريين بكافة انتماءاتهم السياسية والحزبية والفكرية والدينية. وحثَّ جمعة أنصار المرشحين كافة على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى احترام حق الآخرين من أبناء الوطن في الاختلاف على من يمثلهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومن يقود أمتهم خلال المرحلة القادمة.ودعا الناخبين إلى تجنب الصدام والعنف والإحتكاك غير المبرَّر والإلتزام بالسلمية والحفاظ على المنشآت والحفاظ على صناديق الانتخابات بشكل قانوني وإلى عدم الإنصات للدعاوى التي قد تؤدي إلى العنف أو تؤدي إلى الصدام أو الوقيعة أو الفتنة والتي تسيء لصورة الأمة المصرية التي تتطلع لبناء حضارة ومستقبل جديد وسط الأمم المتحضرة. وطلب المفتي جمعة من كافة سلطات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية وجميع التيارات السياسية بذل ما يستطيعون من جهد وما يمتلكون من أدوات للحفاظ على سلمية الانتخابات "هذا العرس الديمقراطي المصري والتاريخي الدولي الذي يراقبه الداني والقاصي في جميع بلاد العالم ليعبر عن الإرادة الحقيقية لجموع المصريين وليكون بحق نموذجاً حضارياً جديداً تُهديه مصر للعالم لاتِّبِاعه".ومن المرتقب أن يُدلي أكثر من 50 مليون مصرياً ومصرية، مُقيدين بالجداول الانتخابية، بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تُجرى لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 13 مرشّحاً ينتمون لمختلف التوجّهات الفكرية بعد أن أطاحت ثورة شعبية برأس النظام السابق حسني مبارك من الحُكم أوائل العام 2011. جماعة الإخوان تستعرض عضلاتها في مسعى للرئاسة اظهرت جماعة الاخوان المسلمين بمصر قدرتها على حشد تأييد من خلال تنظيم مناسبات منسقة في اطار الحملة الانتخابية في جميع انحاء البلاد يوم الاحد في ضغط اخير لحسم الفوز لمرشحها في الانتخابات الرئاسية التي تجري هذا الاسبوع.وصعد دعاة اسلاميون معروفون ومشاهير في كرة القدم الى المنصة في القاهرة لتأييد مرشح الاخوان محمد مرسي الذي دخل سباق الرئاسة متأخرا نسبيا. ومن بين منافسيه الرئيسيين اسلاميون ومسؤولون سابقون في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.ومع ختام الحملة الرسمية يوم الاحد اطلقت الالعاب النارية في السماء ليلا مع وصول مرسي لالقاء كلمة امام عدة الاف من الحضور في وسط القاهرة خارج قصر عابدين. وفي استطلاع رأي نشر الأسبوع الماضي في صحيفة المصري اليوم اليومية المستقلة جاء مرسي في المرتبة الرابعة لكن نفس الاستطلاع أشار إلى أن 37 في المئة من الناخبين الذين شاركوا فيه لم يحسموا اختياراتهم.ولم تختبر دقة مثل هذه الاستطلاعات في دولة لم تشهد انتخابات حرة لعقود حتى الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط من العام الماضي. والجماعة الكبيرة من غير المصوتين تجعل من الصعب ايضا اختيار مرشح.لكن مرسي يحصل على دعم شبكة القاعدة الشعبية الواسعة لانصار الاخوان المسلمين التي اثبتت قدرتها على الخروج للتصويت عندما فازت بالكتلة الاكبر في الانتخابات البرلمانية الاخيرة. وتجمع شباب يرتدون قمصانا عليها صورة مرسي في الامام وهم يغنون "مرسي مرسي" على قرع الطبول. وغنوا قائلين ان مرسي سيكون رئيسا بعد الجولة الاولى.والانتخابات التي ستبدأ يوم الاربعاء هي المرحلة الاخيرة من فترة انتقالية فوضوية الى الديمقراطية والتي يشرف عليها العسكريون الذين تولوا السلطة بعد سقوط مبارك وتعهدوا بتسليم السلطة لرئيس جديد في الاول من يوليو تموز.وقام مرشحون اخرون بحملات دعائية يوم الاحد واجروا مقابلات تلفزيونية في اللحظة الاخيرة وعقدوا مؤتمرات صحفية اخيرة وخرج انصارهم الى الشوارع.لكن الاخوان وضعوا خطة بارعة من خلال استضافة حشود متزامنة في 25 موقعا في البلاد.وقال مرسي للحشد في القاهرة انهم سيتخذون خطوات جدية نحو مستقبل افضل. ووعد بمكافحة الطفيليين الفاسدين من عهد مبارك. وقال انهم اذا اتخذوا خطوة لاعادتنا للخلف ولتزوير ارادة الشعب والعبث بالامن فانهم يعرفونهم وسيقذفونهم في مزبلة التاريخ.ودخل مرسي الى السباق كمرشح احتياطي للاخوان عندما لم يتأهل اختيارهم الاول. ويرى منتقدون ان مرسي يفتقد الى بريق القيادة.وقال محمد عبد المقصود وهو من الدعاة السلفيين ومن بين الذين كانوا على المسرح لدعم مرسي مازحا من وضعه الاحتياطي قائلا ان لا احد يذهب في رحلة بدون "استبن" ويمكن للبدلاء ان يفوزوا بالمباريات.وفوز مرسي سيمنح الاخوان السلطة التنفيذية والتشريعية ويعزز عودة مثيرة بعد عقود من القمع من قبل رجال الجيش الاقوياء المتعاقبين. وسيؤكد ايضا نزعة السلطة الاسلامية المتنامية في صندوق الاقتراع منذ بدء موجة الانتفاضات العربية العام الماضي. وقال عبد المقصود ان مصر يجب ان تتبع مثال تركيا حيث يسيطر حزب واحد على الرئاسة والبرلمان وحيث انحسر تأثير الجيش تدريجيا. ويتوقع الكثير ان يظل الجيش المصري مؤثرا لسنوات.وعلى الرغم من ان الاخوان يسيطرون على البرلمان فقد حققوا تأثيرا قليلا على الحكومة التي يدعمها الجيش والتي لا تزال تكافح جراء الاضطراب الذي انتشر بعد الاطاحة بمبارك.لكن يمكنها الاعتماد على قاعدة تأييد بنيت من سنوات من العمل الاجتماعي حتى خلال العقود التي حظرها مبارك فيها. وفي مدن دلتا النيل التي تضررت جراء الازمة الاقتصادية منذ سقوط مبارك ساعدهم هذا في الفوز باصوات ناخبين.وقال أحمد يوسف (41 عاما) وهو موظف في مكتب اتصالات حكومي بمدينة طنطا "إن شاء الله سأنتخبهم وأغلب الناس في المدينة سيفعلون الشيء نفسه. ليس هناك من خدمنا أكثر من الإخوان."وأضاف ملتفتا إلى محمد شرف الدين وهو بائع متجول يبلغ من العمر 40 عاما "أعز أصدقائي هذا سيفعل نفس الشيء. أليس كذلك؟" وقال شرف الدين "مرسي من رجال الإخوان وجماعته هي التي توفر فرص عمل لأولادنا وتقدم لنا سلعا لا نجدها في السوق. ربنا يبارك فيهم وفيه." وكان شرف الدين يجوب المدينة ليوزع صور مرسي وملصقات الدعاية له.وتتسبب الأمية المتفشية واليأس الشديد الذي غذته ثلاثة عقود من سياسات مبارك في صعوبة تأثير الوعود الانتخابية على هؤلاء الناخبين.وفي انتخابات البرلمان التي أجريت بين نوفمبر تشرين الثاني ويناير كانون الثاني الماضيين فاز الإسلاميون باكثر من ثلثي المقاعد حصلت جماعة الإخوان على القسم الأكبر منها.وبصورة جزئية أنحت الأحزاب الليبرلية باللائمة في خسارتها على أنها بعيدة عن القواعد الشعبية بالمقارنة بالإسلاميين الذين استخدموا المساجد وشبكات الأعمال الخيرية لجذب الناخبين.ويقول نشطاء إخوان إن الانتقاد الذي تعرضت له الجماعة.