سجلت أسعار النفط، أمس، ارتفاعا على وقع إعصار ساندي الذي ضرب الساحل الشرقي الأمريكي، وتسبّب في خسائر مادية معتبرة، خاصة في نيويورك وضواحيها، ولكن أيضا في توقف نشاط جزء من قطاع المحروقات في المنطقة. وبلغ سعر برنت بحر الشمال لتسليمات شهر ديسمبر قرابة 5,109 دولار للبرميل، بزيادة قرابة دولار مقارنة بأمس الأول. ويرتقب أن تعرف الأسعار استقرارا، حسب ما أشار إليه الخبير الدولي جورج ميشال، مشيرا إلى أن الأسعار لن تعرف زيادة معتبرة، ولكنها ستظل في مستوى 105 و110 دولار للبرميل خلال باقي السنة بالنسبة لبرنت بحر الشمال، و95 إلى 98 دولارا للبرميل بالنسبة لويست تكساس أنترميديات الخام الأمريكي الخفيف. ويتأثر سعر البترول بعدّة عوامل، من بينها توفر العرض، خاصة مع تجاوز معظم دول منظمة أوبك لحصصها، باستثناء إيران التي تعاني من تراجع محسوس لإنتاجها، جرّاء فرض عقوبات عليها من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، دخلت حيّز التنفيذ في جويلية الماضي. من جانب آخر، تساهم توقعات النمو في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في بقاء الأسعار مستقرة نوعا ما، في وقت تساعد فترة الأعاصير وتراجع درجة الحرارة في ارتفاع استهلاك وقود التدفئة في المناطق الشمالية للكرة الأرضية، ما يدعم أسعار النفط، يضاف إلى ذلك إعادة تجديد الاحتياطات، كما يساهم ارتفاع سعر صرف الدولار في تحسن الأسعار نوعيا. ويستبعد الخبراء أن تقوم منظمة أوبك بتنظيم لقاء قريبا، على خلفية استقرار الأسعار، حيث تعتبر معظم الدول أن الأسعار الحالية مقبولة بصورة كبيرة، خاصة لدى دول الخليج التي تعتبر مصدرا أساسيا لتجاوز الحصص داخل منظمة أوبك، على رأسها المملكة العربية السعودية التي يبلغ إنتاجها من 5,8 إلى 9 ملايين برميل يوميا، علما أن الرياض قادرة على ضخ إلى غاية 5,9 مليون برميل يوميا من إنتاجها في السوق، وإن كان أغلبه من النفط الخفيف غير المطلوب كثيرا في السوق، مقارنة بالنفط الخفيف المنتج من قبل دول قليلة، منها الجزائر وليبيا ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة.