مؤامرة كبرى تتجاوز شمال مالي إلى جنوبالجزائر وشمال النيجر الفرنسيون يريدون فقط أن يشركوا في الحوار من يخدم أجندتهم أفاد الناطق الرسمي باسم حركة ''أنصار الدين''، سنده ولد بوعمامة، ل''الخبر''، بأن الوفد الذي تنقل للجزائر لملاقاة مسؤولين جزائريين ''شرح وجهة نظرنا''. ورفض ولد بوعمامة تحديد هوية الوفد، لكنه قال عنه ''ذي مقام''، وتحدث قائلا: ''مفتاح الحل في شمال مالي بيد الجزائر، لكن هناك من الدول من يريد القفز على الدور الجزائري ويصادره''. سألت ''الخبر'' الناطق الرسمي باسم حركة ''أنصار الدين''، سنده ولد بوعمامة، عن طبيعة المهمة التي أشيع أن وفدا عن الحركة تنقل من أجلها للجزائر في الأيام القليلة المنقضية، فقال: ''هي زيارة قام بها وفد في إطار التشاور المستمر بين الجزائر الشقيقة، الدولة الكبرى والوسيط المعتمد بالنسبة لنا''. وذكر ولد بوعمامة في حديث أجري معه عبر الهاتف يقول: ''إن الحل سيأتي عبر بوابة الجزائر''. ورفض المتحدث باسم ''أنصار الدين'' الكشف عن فحوى ما جرى بين الطرفين من محادثات، كما تكتم على هوية الوفد الذي زار الجزائر، لكنه شرح يقول: ''على كل، موقفنا في لقائنا بالمسؤولين الجزائريين كان واضحا، وكذلك موقف الحكومة الجزائرية الذي نعتبره موقفا متقدما''. وسئل سنده ولد بوعمامة عن بعض الأوصاف في حق حركة ''أنصار الدين'' من أنها ''تنظيم إرهابي لا يختلف في شيء عن القاعدة؟'' فأجاب: ''كلمة حركة إرهابية باتت تطلق على كل ما هو مخالف والمقاومة باتت توصف وفق هذا المنظور''. وحركة ''أنصار الدين'' تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية، أسسها الزعيم التقليدي ''إياد غالي''، وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل ''الإيفوغاس'' الترفية، وأضاف سنده ولد بوعمامة في هذا الصدد يقول: ''عندما يريد الغرب أن ينزع المشروعية عن طرف ما من المسلمين، فدائما ما كانت حيلته وصفهم بالإرهاب الذي هو مجرد لافتة''. وقصد أن ربط ''أنصار الدين'' بالإرهاب غرضه إبعادها عن فرص الحوار، وتابع: ''القول إن حركة أنصار الدين تنظيم إرهابي مجرد سخافات، فحتى المجاهدون الجزائريون في ثورة التحرير وصفوا هكذا''. ويتمنى ناطق ''أنصار الدين'' حلا جذريا في شمال مالي ''ينهي مشكلة عمرها 49 عاما، هي مشكلة إقليم وشعب مهمش، رغم أن لهم الحق في العيش الكريم مثل باقي شعوب العالم... شعب الإقليم لم يكن له الحق حتى في العيش مثل الحيوانات''. بيد أن المتحدث يلمح ل''مؤامرة كبرى'' قد تصعب معها الحلول الجذرية، وشرح رأيه قائلا: ''أولا بالنسبة لنا نرى أن مفتاح الحل موجود في الجزائر، لكن هناك من يريد أن يقفز على دورها ويصادره''، مضيفا: ''أعتقد أن تلك الدول تحاول الخروج عن حدودها''. ثم انتقل للحديث عن الدور الفرنسي بالخصوص، لما سئل عن تحالف التنظيم مع ''حركة تحرير أزواد'' إن كان ما يزال قائما فقال: ''تحالفنا مع الحركة كان حول الوصول إلى مقاربة مشتركة... لكن الفرنسيين يريدون فقط أن يشركوا في الحوار من يخدم أجندتهم''، موضحا ''إنها لعبة ومؤامرة كبرى تتجاوز شمال مالي إلى جنوبالجزائر وشمال النيجر''. وتابع ولد بوعمامة شارحا: ''اللعبة كبيرة جدا وليست بالبساطة التي يتصورها البعض، وهناك محاولة جادة لإغراق المنطقة في سيناريو سيئ''، وعاد المتحدث إلى تاريخ 1991 الذي سجل فيه موقفا لوزير الخارجية الجزائري، حينها الأخضر الإبراهيمي، يومها قال إن طبول الحرب تدق في مالي، لكن المشكلة أن هناك ملحنا وراء هذا الدق''، وختم: ''فليعلم أهل الجوار أن ما يحضر هو مشروع قديم جديد يدار من حدود بروكسل''.