خيّم التصوف الروحي والعشق الإلهي، على السهرة الخامسة للمهرجان الدولي للإنشاد، حيث دعت مجموعة ''المشكاة'' التونسية الجمهور إلى التأمل في ملكوت الخالق بسلسلة من المقاطع الغنائية، فيما أخذت فرقة ''التراث'' للمنشد مصطفى كريم نفس المنحى، في ليلة سادت فيها أحاسيس السكون. وافتتحت فرقة ''العنادل'' الورفلية السهرة الخامسة لليالي الإنشاد الدولي بقسنطينة، بثلة من الأغاني الدينية ذات الإرث الفني الأصيل، أظهرته في قوالب فنية مزجت ما بين الأصالة والمعاصرة. وأطربت الفرقة الجمهور الحاضر في مدة 45 دقيقة، قبل أن تعتلي فرقة التراث السوري للمنشد مصطفى كريم ركح المسرح، بمجموعة صوتية اعتمدت على الغناء الذاتي والتخلي عن الآلات الموسيقية، حيث قدمت موشحات للذكر، قصائد ملحنة وأشعار شيوخ التصوف السوري. واستحوذت الفرقة التونسية على إعجاب الجمهور الذي صفق لها طويلا، حيث اعتمدت على الأصوات التي كان عددها 5 ورافقها 5 عازفين، استثنت نفسها من خلال طابع جديد انطلق من التراث التونسي، أضيفت إليه الصبغة العصرية، بعيدا عن الطريقة السلامية التي تخص الحضرة العيساوية، حيث اجتمع كلاهما على التغني بحب الله بإحساس المعبود المتفرد، فيما قدمت في آخر وصلاتها، أغنية مغاربية بلهجة تونسية مغربية وجزائرية.