فرقة عاشقي محمد تستقطب أهل العيساوة تواصلت أول أمس فعاليات الطبعة التاسعة من خرجة سيدي راشد التي تصنع الحدث في مدينة الجسور بتوافد فرق عربية ومغاربية ومحلية تبركا بمكارم الولي الصالح سيدي راشد الذي ارتبط تاريخه في ذاكرة القسنطينيين. وكانت سهرة اليوم الثاني من توقيع أربعة فرق تم توزيعهما على قصر الثقافة مالك حداد والمركز الثقافي إبن باديس وهو ما فك الضغط الذي عانى منه المنظمون في اليوم الأول حيث سمح هذا الإجراء للعائلات القسنطينية اختيار البرنامج الذي يناسبهم وتم توزيعه بين قاعتي قصر الثقافة ومركز بن باديس،ورغم مشاركة كل الفرق في حفل الإفتتاح إلا أن فرقة عاشقي محمد من سوريا استقطبت الأنظار لما تركه صدى ظهورها في اليوم الأول، حيث كان قصر الثقافة على موعد مع هذه الفرقة وكذلك الفرقة العيساوية من تونس، فيما كانت الوجهة الثانية المركز الثقافي بن باديس مع فرقتي الطائفة الإسماعيلية من المغرب والفرقة الزاوية العيساوية من مدينة القل. وسجل حضور كبير للعائلات القسنطينية في قصر الثقافة مالك حداد، حيث تتبع الجمهور الساهر في بداية الحفل فرقة عاشقي محمد السورية التي قدمت عروضا شيقة في الإبتهالات المولوية وحلقت في أجواء روحانية بإنشادها لقصائد مديحية في خلق الرسول، وكانت رقصة "فتلة الدراويش" التي أبدع في تصويرها الفنان محمد عبد الجميل الذي كانت مرتديا الزي التقليدي حيث قدم لوحات حركية على إيقاع موسيقي إنشادي، وتواصلت الفرقة في تقديم مقاطع المدائح الدينية على الطريقة العيساوية، ولم تنقطع التشجيعات من داخل القاعة طيلة عرض الدراويش الذي عاد بالحضور إلى سبعمائة سنة خلت أين كانت هذه الطقوس حاضرة في تقاليد العرب والمسلمين في تركية وبلاد الشام. أما القسم الثاني فقد احتوى على عرض قدمته الفرقة العيساوية من تونس التي أبدعت هي الأخرى في تقديم عرض من التراث العيساوي التونسي، وقد تفاعل الجمهور الساهر مع ألحان ونغمات الحضرة التونسية التي لم تكن بعيدة في روحها مع اللوحات التي رسمتها الزاوية العيساوية من القل بالمركز الثقافي ما يرسم خطا مشتركا ببصمة مغاربية. فقد تفاعل الحضور مع هذه الفرقة وقبلها كانت أيضا الطائفة الإسماعيلية المغربية التي اعتلت ركح المركز الثقافي بن باديس بلباسها التقليدي المميز ورقصة الجيلانية التي تعبر عن معراج الروح في درجات الإرتقاء الصوفي. وما يلاحظ في هذه العروض هو التشابه الكبير للطرق العيساوية المغاربية التي تتوزع بين الشاذلية والرافعية والقادرية والصوفية في أبهى صورها بلوحات بديعة أجاد في تصميمها منشدون وموسيقيون تفننوا في تقديم الطرق العيساوية بمختلف الأشكال والأنواع. وسيعرف اليوم الثالث والرابع والخامس من الحضرة العيساوية (خرجة سيدي راشد) تقديم الفرق المحلية التي ينتظر أن تقدم هي الأخرى عروضا مختلفة الأشكال والألوان في الحضرة العيساوية.