أم سليم بنت ملحان الرُمَيصاء بنت مِلْحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية، وهي أم أنس بن مالك، خادم رسول الله وأخت أم حرام بنت ملحان. تزوّجت مالك بن النضر في الجاهلية، وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك، وخرج إلى الشام، فمات بها، فتزوّجت بعده أبا طلحة. عن أنس بن مالك أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني: قبل أن يُسلم، فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الّذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى، قلت: ''أفلا تستحي تعبد شجرة؟ إن أسلمت فإنّي لا أريد منك صداقًا غيره. وعن أنس رضي الله عنه أنّ أم سليم لمّا قدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: يا رسول الله، هذا أنس يخدمك، وكان حينئذ ابن عشر سنين، فخدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى مات، فاشتهر بخادم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. روت أم سليم عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عدّة أحاديث، وروى عنها ابنها أنس وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون رضي الله عنهم. ولمّا مات ولدها ابن أبي طلحة، قالت لما دخل: لا يذكر أحد ذلك لأبي طلحة، فلمّا جاء وسأل عن ولده، قالت هو أسْكَنُ ما كان، فظنّ أنه عُوفي، وقام فأكل، ثمّ تزيّنت له، وتطيّبَت، فنام معها، وأصاب منها، فلمّا أصبح قالت له: احتسب ولدك، فذكر ذلك للنّبيّ، فقال: ''بارك الله لكما في ليلتكما''، فجاء بولد، وهو عبد الله بن طلحة، فأنجب ورُزِق أولادًا، قرأ القرآن منهم عشرة كمّلاً. عاشت حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين في أعمالهم، وظلّت تكافح حتّى أتاها اليقين، فماتَت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة، رحمها الله ورضي الله عنها.