أنشأت الولاياتالمتحدةالأمريكية مع 7 دول إفريقية وأوروبية، نظاما أمنيا عالي المستوى لتبادل المعلومات الاستخباراتية والصور المتعلقة بمكافحة الإرهاب عبر الأقمار الاصطناعية، في إطار المبادرة الدفاعية والأمنية لمكافحة الإرهاب في الساحل. تدرس الجزائر مع دول غربية وإفريقية معنية بمبادرة نشر قوات في شمال مالي، طريقة التنسيق بين قوات الجيش الجزائري المتواجدة في الحدود الجنوبية، والقوات العسكرية التي ستنشر في شمال مالي وذلك في حالة فرار مجموعات مسلحة من هذه الأخيرة إلى داخل الأراضي الجزائرية. وقالت مصادر موثوقة إن الجزائر رفضت بشدة مقترحا يقضي بالسماح لتك القوات بملاحقة الجماعات الإرهابية إلى داخل الأراضي الجزائرية، في حالة فرار مجموعات مسلحة إلى ما وراء الحدود الدولية الشمالية لجمهورية مالي. وتقرر في النهاية إنشاء جهاز ارتباط عسكري يسمح بتداول المعلومات بين الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب برعاية أمريكية. وكشف مصدر أمني رفيع ل''الخبر'' أن أجهزة المخابرات في دول غربية وإفريقية منها الجزائر حصلت على حق الدخول إلى نظام أمني أمريكي عالي التقنية لتعقب المجموعات الإرهابية المسلحة، ومعالجة المعلومات بسرعة فائقة ما يسمح بتداول ذات المعلومة الأمنية في اللحظة ذاتها من أجل التصدي لإمارة الصحراء في قاعدة المغرب وباقي الجماعات الإرهابية في الساحل، وكذا الوقاية من العمليات الإرهابية ومنع انتشار الأعمال الإرهابية إلى دول إفريقية أخرى. وحسب نفس المصدر، فإن التنسيق الأمني بين الدول المعنية بالمبادرة الأمنية، يتضمن السماح لطائرات دون طيار لقوات خاصة من الدولتين وعناصر جمع المعلومات الاستخباراتية بالنشاط في دول المغرب العربي والساحل، وحسب مصدرنا، فإن الجزائر أكدت أن التدخل يعطي للإرهابيين مبرر الوجود في هذه الأراضي، وأن أفضل وسيلة للتصدي للإرهاب هنا هي دعم جهود التنمية وتحديث البنى التحتية، خاصة في دول مالي والنيجر، موريتانيا وتشاد. كما طلبت الدول الأوروبية تشكيل خلية عمل مشتركة تضم ممثلين دائمين للدول المشاركة لتبادل المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهة ذات الصلة، وتنسيق جهود أجهزة المخابرات في مواجهة فرع تنظيم قاعدة المغرب في دول الساحل. وقررت دول أوروبية تمويل أجهزة مخابرات إفريقية وتكوين إطارات منها للتصدي للإرهاب ورصد تحركات العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية في الصحراء ومواقع تواجدها ومصادر تمويلها. وتبحث أجهزة أمن ومخابرات فرنسا وبريطانيا مع دول الميدان، سبل التصدي لتنظيم قاعدة المغرب وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وطلبت أجهزة الأمن الأوروبية معلومات دقيقة حول شبكات الاتصال الخاصة بتنظيم قاعة المغرب والتي تتيح للتنظيم التواصل مع أتباعه في إقليم أزواد بعد تزايد نشاط الجماعات الجهادية والإرهابية في الساحل ووسط إفريقيا. واستقبل مسؤولون في أجهزة الأمن والمخابرات في دول الميدان والساحل، قبل أسبوعين، وفدا يضم مبعوثين عن أجهزة استخبارات أوروبية. وقررت دول أوروبية عدة تكثيف نشاط جمع المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب في شمال ووسط إفريقيا، ودعم جهود بعض الدول الضعيفة في مواجهة النشاط الإرهابي.