تجد الأحزاب المقاطعة للانتخابات المحلية نفسها أكثر راحة مقارنة بكثير من نظيراتها المنخرطة في معترك الحملة لانتخابية، في ظل إجماع على برودة هذه الحملة مقارنة بسابقاتها. وصف مسؤول في جبهة التغيير الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري ب''الأسوأ'' منذ إحلال التعددية في بلادنا، ليأس الجزائريين من التغيير عن طريق الانتخابات، في رد له على سؤال ل''الخبر'' بهذا الخصوص. وأوضح عضو قيادة التغيير، الذي رفض الإفصاح عن نفسه بحجة تجميد الحزب لنشاطه: ''لسنا منخرطين في حملة المقاطعة، ولكننا نتابع مجرياتها، ولكن الثابت خلال الأسبوعين الأولين من الحملة عدم اهتمام الشعب بهذا الاستحقاق''. وأضاف: ''الناخب الجزائري كما لاحظناه مستقيل تماما رغم أهمية المحليات، ونتوقع أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة جدا مقارنة بمحليات سابقة''. وتابع: ''وزير الداخلية صرح مؤخرا بأن نسبة المشاركة في المحليات المقبلة ستكون أعلى من التشريعيات الماضية، هذه مغالطة لأنه إذا كان يجب إجراء مقارنة فذلك يكون مع الانتخابات المحلية التي جرت قبل 5 سنوات وليس بالتشريعيات الماضية''. وفي نفس الاتجاه، أبرز لخضر بن خلاف، عضو قيادة جبهة العدالة والتنمية، أن الناخبين يرون في المحليات دورا ثانيا للتشريعيات الماضية التي شهدت، حسب قوله، تزويرا مفضوحا. وسجل أيضا أن ''السلطة التي أنتجت برلمانا على المقاس ضمن خطها لوضع دستور وتنظيم رئاسيات على المقاس، لم تعد مهتمة بالمحليات''. وأضاف: ''ما نلحظه أن الأحزاب التي هرولت للمشاركة نادمة، لأن الوضع ازداد سوء مقارنة بالانتخابات التشريعية.. وقد بلغنا أن أحزابا تفكر في الانسحاب من المسار الانتخابي الحالي''. وتوقع بن خلاف نسبة مشاركة ضعيفة في هذه الانتخابات ''لكننا لا نستبعد أن تضخم كما تم في التشريعيات الماضية خدمة لمصالح أحزاب السلطة''. ورغم دعوته للمقاطعة، اكتفى حزب عبد الله جاب الله بدور المتفرج، ولم يقدم على حملة لتشجيع الناخبين على العزوف. وأوضح بن خلاف بهذا الخصوص: ''لقد دعونا المخلصين والخيرين للمقاطعة، ولكن لم ننخرط في حملة مضادة''. وتابع: ''إن غيابنا عن الحملة واضح، وكنا سنصنع الفارق، نحن قوة وتجمعاتنا التي كنا ننظمها في مواعيد سابقة دليل على شعبيتنا''. وسألت ''الخبر'' مسؤول جبهة العدالة إن كان الحزب يسعى للاستثمار في المقاطعين، فاكتفى بالقول ''من حقنا ذلك''.