157 شهيد وأكثر من ألف جريح خلال أسبوع من العدوان الصهيوني الاتفاق يقضي بفتح المعابر أمام سكان غزة وعدم استهدافهم في الحدود أعلن وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، دخل حيز التنفيذ على الساعة التاسعة بتوقيت مصر. قال الوزير محمد كامل عمرو، خلال قراءته للبيان ''برعاية من الرئيس المصري، محمد مرسي، وبجهود كبيرة من أمريكا وغيرها، توصلنا لتفاهمات وقف إطلاق النار وإعادة الهدوء ووقف نزيف الدم الذي شهدته الفترة الأخيرة، وقد تحددت الساعة 9 بتوقيت القاهرة من مساء اليوم الأربعاء (أمس) لدخول الاتفاق حيز التنفيذ''. من جهتها قالت هيلاري كلينتون إنه ''ما من بديل عن إقامة سلام دائم في المنطقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين''. وأعلن ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في مؤتمر صحفي عقد أمس، التوصل إلى اتفاق تهدئة بين المقاومة و''إسرائيل'' بضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار. وتنص ورقة التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية على قطاع غزة براً، وبحراً، وجواً، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص، من جهتها تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال العسكرية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود، مع فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. على أن يتم تناول القضايا الأخرى إذا ما تم طلب ذلك، ما يعني فك الحصار على غزة. وتشير الورقة إلى حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه. وتدعو الورقة إلى التزام كل طرف بعدم القيام بأي أفعال من شأنها خرق هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر، راعية التفاهمات، لمتابعة ذلك. وواصلت إسرائيل عدوانها على غزة بعد مؤتمر القاهرة الذي أعلن فيه عن التهدئة، حيث وصل عدد الشهداء إلى حوالي 8 شهداء. وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قد استمر، أمس، لليوم الثامن، حيث تواصلت الغارات الجوية والبحرية، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 157 شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى ألف مصاب. في هذه الأثناء أكدت مصادر دبلوماسية عدم التوصل لاتفاق هدنة بسبب رفض إسرائيل شرط حركة حماس برفع الحصار. وكانت المنطقة قد شهدت تحركات دبلوماسية مكثفة بالأمس للتمكن من وقف العدوان على غزة، حيث دعا كل من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في مؤتمر صحفي عقداه في رام الله لضرورة ''وقف الحملة العسكرية ضد قطاع غزة''، فيما حمّل الرئيس محمود عباس إسرائيل مسؤولية ''تصعيد أعمال العنف في المنطقة''. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد قامت بجولة قادتها للقاء الرئيس الفلسطيني ونظرائه الإسرائيليين، قبل التوجه إلى القاهرة، حيث التقت الرئيس المصري محمد مرسي الذي طالبته بممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس من أجل التوصل لاتفاق ''ينهي الأزمة في المنطقة''. مع العلم أن الولاياتالمتحدة رفضت الموافقة على مسودة مشروع البيان الصحفي الذي تقدمت به المغرب باسم الدول العربية بحجة أنه ''يعرقل مساعي الوساطة التي تقوم بها مصر للتوصل للتهدئة''، على حد تعبير سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة، سوزان رايس. للتذكير، فإن مجلس الأمن الدولي ختم جلسة المشاورات التي عقدها دون التوصل لاتفاق، الأمر الذي أدانته الخارجية الروسية التي أشارت على لسان سفيرها لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين: ''إن أحد أعضاء مجلس الأمن أكد عدم استعداده لتأييد أي رد فعل لمجلس الأمن''، في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانب آخر اعتبرت الخارجية الروسية أن تصعيد العنف في قطاع غزة يهدد المنطقة بأكملها، داعية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى التهدئة. ميدانيا، نقل راديو إسرائيل عن مسؤولين عسكريين قولهم إن قرار وقف العمليات العسكرية لم يصدر بعد بسبب تأجيل التهدئة، في تأكيد على استمرار الغارات التي أسفرت، أمس، عن سقوط أكثر من 20 شهيدا من بينهم صحافيين من قناة الأقصى الفلسطينية. وبالموازاة عن الحديث عن تأجيل التهدئة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن ''الهدنة لن تكون إلا بتوفر شروط حل طويل المدى، وإلا فإن العمليات العسكرية مستمرة لإسكات الصواريخ التي تطلقها حماس''. وفي الضفة الغربية خرجت مظاهرة احتجاجية ضد زيارة وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت شعار ''كلنا غزة''، حيث اتجهت المظاهرة لمقر الرئيس محمود عباس لإبداء الرفض والتنديد بالموقف الأمريكي. أبو مرزوق: إسرائيل وافقت على شروط الفلسطينيين قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لقناة ''العربية''، إن ''إسرائيل وافقت على كافة الشروط الفلسطينية''. وأبان أن ''الاتفاق تضمن وقف العمليات العدائية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بما فيها الاغتيالات، ووقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، وكذلك فتح المعابر الفلسطينية وضمان حرية حركة البضائع، ووقف الاستهدافات للمواطنين في المناطق القريبة من الحدود، بما يعني ضمان زوال المنطقة العازلة التي كانت تفرضها إسرائيل، والسماح للصيادين بحرية الحركة داخل مياه قطاع غزة''. وأشار إلى أن ''مصر ستضمن تطبيق اتفاق التهدئة مع إسرائيل وفقاً لإجراءات تفصيلية''، نافيا أن القاهرة ستكون مسؤولة عن قطاع غزة، ومؤكداً ''الارتباط بين الضفة الغربية والقطاع ضمن الدولة الفلسطينية القادمة''. نتنياهو: نوافق على الهدنة لكن ليس على حساب أمن إسرائيل في مؤتمر صحفي بالقدس الغربية، عقب الإعلان عن الاتفاق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ''نجحنا في ضرب أهداف مختلفة للفصائل الفلسطينية''. وتابع: ''سنعمل مع واشنطن على وقف تهريب الأسلحة من إيران إلى حماس''. وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إنه يشكر الرئيس الأمريكي على ''دعم القبة الحديدية التي اعترضت حوالي 500 صاروخ فلسطيني''. وألقى بالمسؤولية على حركة حماس ''في كبح الفصائل الفلسطينية الأخرى''، على حد تعبيره. اشتباكات آخر لحظة عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار، سقطت قذائف هاون من جنوب لبنان على محيط مستوطنة المطلة بدون وقوع إصابات أو أضرار مادية. وواصلت المقاتلات الحربية الإسرائيلية شن غاراتها على كافة مناطق قطاع غزة حتى بعد إعلان التهدئة بين الجانبين. وذكر مراسل ''العربية'' أن صاروخا سقط مباشرة على منزل في مدينة أسدود بجنوب إسرائيل. وانطلقت صافرات الإنذار في معظم تلك المدن، وذلك عقب إطلاق عدد من الصواريخ الفلسطينية. الجزائر: ك. كريم / الوكالات