قد يجتمع ما بين صفحتي الصفاق سائل ليتكوّن ما يُسمى''السقي'' (ASCITE) بعد الإصابة بمرض السل، هذا ما نشاهده غالبا عند الفتاة التي تشكو من غياب الحيض، وإصابة ملحقات الجهاز التناسلي، إضافة إلى الأعراض الناجمة عن السقي. يحيط بالأحشاء (الأمعاء، المعدة، الكبد، البنكرياس، الطحال..) الموجودة في بطن الإنسان غلاف يتكوّن من صفحتين، واحدة ملتفة بالأعضاء، والثانية مقابلة لعضلة البطن تدعى الصفاق، الذي يضمن ثبوت كل عضو في مكانه، ويحفظ كل هذه الأعضاء البطنية من الصدمات والإصابات العدوية وغيرها. لكن هذا الصفاق نفسه يبقى عرضة لأضرار وأمراض عدة، مثل الالتهابات الحادة، التي قد تكون محلية أو جوارية، أو إصابة عدوية كمرض السل أو تجمّع الماء فيه (السقي).. إلخ. ما هي أسباب التهاب الصفاق؟ أكثر أسباب التهاب الصفاق هي الأمراض العدوية، ثم تأتي أسباب أخرى مثل ثقب عضو من أعضاء البطن كالمعدة إثر قرحة معدية لم تعالج، أو التهاب الزائدة إذا لم تخضع لعملية جراحية، أو المعي المريض الذي لم يحط بالرعاية اللازمة، أو المرارة المنتفخة أو المصابة بحصاة.. إلخ، أو أحيانا أخرى إثر إصابة برصاصة في البطن أو بسكين.. إلخ. ويمثّل هذا المرض حالة استعجالية تحتاج إلى الخضوع إلى عملية جراحية في أسرع وقت، قبل تفاقم الأمر الذي كثيرا ما يودي بحياة الشخص. كيف نتعرف على مرض التهاب الصفاق؟ تتميّز هذه الحالة المرضية الخطيرة بأعراض، منها الأوجاع البطنية التي قد تكون شديدة والحمى وانهيار الحالة الصحية، كشحوب الوجه والعياء والقلق الشديد.. وتبقى هذه الحالة المرضية في منتهى الخطورة وتحتاج إلى الإسراع في إجراء عملية جراحية لمعالجة السبب، ثم تنظيف الصفاق وإفراغه من السوائل المتجمّعة فيه، سواء قيح أو دم، وتزويد المريض بالمضادات الحيوية الضرورية طول المدة اللازمة، هذا ما يخص حالة التهاب الصفاق الحاد. أما حالة التهاب الصفاق المزمن، فسببه يعود، غالبا، إلى مرض السل، ويعاني فيه صاحبه من حمى جد عالية، ويشكو من أوجاع بطنية قد تشبه عند البعض أوجاع التهاب الزائدة، فعند الفحص نكتشف وجود حبيبات بيضاء اللون على الصفاق التي تؤكّد المرض. أحيانا أخرى قد يتجمّع في الصفاق سائل ليتكوّن ما يسمى بالسقي، بعد الإصابة بمرض السل، هذا ما نشاهده غالبا عند الفتاة التي تشكو من غياب الحيض وإصابة ملحقات الجهاز التناسلي (الرحم، المبيضان، قناة فالوب). وإضافة إلى الأعراض الناجمة عن السقي، تتطوّر هذه الحالة الخاصة بمتابعة العلاج المضاد لمرض السل، بجدية، إلى الشفاء التام. كيف نتفادى التهاب الصفاق؟ في الحالة الأولى الأمر يتطلّب معالجة الأمراض البطنية في أسرع وقت، وعدم التفريط فيها أبدا، أو الاستهانة بها، لأنها هي التي ستؤدي إلى ظهور التهاب الصفاق مثل القرحة المعدية، قرحة الاثني عشر، التهاب المرارة، التهاب الزائدة، عدوى الأعضاء التناسلية وملحقاتها عند المرأة، أمراض الأمعاء، جرح في عضلة البطن، حادث سيارة، الأمراض العدوية.. إلخ. في الحالة الثانية الأمر يقتضي معالجة مرض السل بسرعة، وبصرامة قبل أن ينتقل الجرثوم إلى مناطق أخرى من الجسم أو إلى الصفاق.