العادة الشهرية أو الحيض هو حدث تنتظره المرأة كل شهر وقد يأتي ويمر مرور الكرام دون ألم يذكر، بينما قد يصاحبه بعض الآلام مبرحه وتعب شديد بالجسم وقد يسبق قدومه عند أخريات حالة من التوتر والاكتئاب والعصبية الشديدة ويعتبر فصل الشتاء والبرودة التي تلازمه ممهدا لمزيد من الآلام التي ترافق العادة الشهرية. تشكو بعض النساء من تعب يتراوح بين الخفيف والمتوسط أثناء الحيض أو قبله بأيام قليلة خاصة في فصل الشتاء وقد تصاب قلة منهن بأعراض شديدة تشمل الاكتئاب والقلق والشعور بالإجهاد والصداع وتورم الجسم وآلاما في الثديين والظهر والفخذين والبطن وتسمى هذه الحالة التي تتميز بوجود كل أو بعض الأعراض السابقة، متلازمة ما قبل الحيض وقد تحدث عندما يكون مستوى البروجسترون اقل من اللازم. ترى الدكتورة برناوي أمينة طبيبة عامة إن حدوث الحيض يدل على الصحة الجيدة إذا كان منتظما غير مصحوب بآلام زائدة أو إجهاد أو نزيف شديد.تزول آلام الحيض العادي بالأسبرين فإذا زادت خاصة في فصل الشتاء وجب التوجه إلى الطبيب وترى الدكتورة انه من أسباب عسر الحيض بصفة عامة يعود إلى أوضاع الرحم الشاذة كالرحم المقلوب مثلا، وكذلك الأرق والإرهاق، ويتوقف علاج عسر الحيض على معرفة سببه فقد تصلح المهدئات والهورمونات والمسكنات ومضادات التقلص. ويزول عسر الحيض بعد الحمل والولادة أحيانا ويشبه الألم الذي يحدث في منتصف الدورة الشهرية التهاب الزائدة الدودية، وسببه خروج البيضة من المبيض أما لغزارة الحيض أسباب كثيرة منها الأورام السرطانية والالتهابات ومنها أيضا الحمى الروماتيزمية واضطراب الغدد الصماء وأمراض الأعضاء التناسلية الأخرى، وكذلك حالة المرأة النفسية ويحتاج الأمر دائما إلى فحص الأخصائي الذي قد يرى إجراء عملية لفحص بطانة الرحم بالمجهر التوتر يزيد من قوة الألم تكثر آلام الحيض بين الفتيات عن السيدات بصفة عامة ربما لزيادة اهتمام الفتاة بهذا الحدث وبفضل ما تتوارثه الفتيات عن أمهاتهن من مبالغات وأحيانا خرافات ترتبط بنزول الدم أما في الشتاء فتكثر الآلام نتيجة تعرض الفتيات إلى البرد أو مصاحبة العادة الشهرية لأمراض أخرى كالزكام أو غيره من أمراض الشتاء ويعتبر التوتر والقلق والمعاناة النفسية بصفة عامة من أهم أسباب الشعور بالألم لزائد. بالإضافة إلى الجهد المضاعف في العمل في فصل الشتاء بالنسبة للعاملات وأحيانا توجد أسباب عضوية وراء ألم الحيض الشديد مثل صغر حجم الرحم عن المعتاد فتضطر عضلاته إلى بذل مجهود زائد في الانقباض حتى يفرغ الرحم ما بداخله من الدماء وتزداد المشكلة أثناء مرور الدم بقناة عنق الرحم الضيقة نسبيا حيث تزداد درجة انقباض الرحم وبالتالي يزداد انبعاث الألم.ونفس الشيء يحدث مع زيادة ورود الدم للحوض بسبب احتقان الحوض وهو ما تتعرض له على الأخص الفتيات كثيرات الشكوى من الإمساك وغزارة دم الحيض وتؤكد الدكتورة برناوي أن الكثير من الفتيات يشتكين من غزارة دم الحيض وما يسببه من ضعف عام أكثر من أي متاعب أخرى وهنا أيضا يمكن أن يرجع السبب إلى التوتر النفسي أو احتقان الحوض أو ربما لأسباب عضوية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو وجود التهاب أو مرض ما ببطانة الرحم يجعلها تنزف بغزارة. أما المتاعب التي تسبق نزول الدم عند بعض النساء والتي تتخلص في الإحساس بألم الثديين وتورم القدمين وعصبية شديدة وذلك في الأيام القليلة قبل نزول الدم فسببها ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين خلال تلك الفترة واحتجازه كمية زائدة من الماء والملح في الجسم فيسبب الأعراض السابقة, لذلك ينصح بمنع تناول الملح في الطعام خلال الأسبوع السابق لنزول الطمث ويمكن باستشارة الطبيب لتناول مدر للبول والملح خلال هذا الأسبوع, ويلاحظ أن هذه المتاعب تزول فور نزول الطمث لانخفاض مستوى الاستروجين مرة أخرى..